يطلق عليه أهالى مطروح وبعض مناطق ليبيا اسم "الترفاس" ويشتهر بأسماء أخرى فى الدول العربية، مثل الكمأة أو الفقع أو نبات الرعد، وهو فطر يشبه البطاطس أو البطاطا شكلاً، ولكنها تختلف من حيث الأنسجة لرخاوتها، وينبت على الأمطار الرعدية التى تسقط مبكرا مع بداية فصل الشتاء، ولذلك يطلق عليه أيضا اسم "نبات الرعد" ويوجد منه أنواع كثيرة، ويعتبر "الزبيدى" هو الأكثر قيمة غذائية والأعلى سعراً.
ويخرج الراغبون فى الحصول على "الترفاس"، بحثاً عنه فى الصحراء، فى رحلات قد تستغرق أياماً، ولا يعرف أماكن تواجده إلا ذوى الخبرة، ويكون مخبأ تحت قشرة الأرض، ولا يظهر منه شيئا، ويعرف عندما يكتمل نموه، من تشقق الأرض فوق الثمرة، التى يتم استخراجها بطريقة معينة، بحيث لا تخدش الثمرة لكى لا تفسد، لذلك لا تستخدم فى استخراجه الآلات الحادة.
ويتفاخر البدو بالكميات والأنواع التى يحصدونها، خلال رحلاتهم الشاقة فى البحث عن الفطر الثمين، ويحتفلون بنجاحهم فى الحصول عليه.
ويباع فطر الترفاس بأسعار باهظة، نظرا لقيمته الغذائية والصحية العالية ولندرته فى نفس الوقت، حيث يتراوح سعر الكيلو فى مصر بين 350 و600 جنيه، وفى حال تصديره أو بيعه بالخليج يتجاوز سعر الكيلو الـ100 دولار حسب النوع والكمية، وذلك بسبب قيمته الغذائية العالية، ويستخدم فى علاج بعض الأمراض وتحسين الصحة ومقوى جنسى.
وقال فرج منصور الجبيهى أحد أبناء مطروح، إن فطر الترفاس غنى بعناصر غذائية عالية، وينبت تحت سطح الأرض على أعماق بين 2 إلى 5 سنتيمترات، فى المناطق الصحراوية الرملية، وليس أوراق أو سيقان تظهر فوق الأرض، كما أنه ليس له جذور، وينبت فى مجموعات قد تصل إلى 20 ثمرة فى المكان الواحد، وهو أشبه بثمرة البطاطا ورخوة لحمية الملمس، ولها ألوان متباينة، مثلا الأبيض ويسمى الزبيدى والأحمر ويسمى الاخلاصى، وغيره، ويعتبر هذا القطر من ألذ وأثمن أنواع الفطريات، وهناك طرق لحفظه لفترات طويلة تصل إلى عام، ليمكن تناوله فى أوقات بعيدة عن موسمه، مع المحافظة على مقوماته وسلامته الغذائية والصحية.
وتابع "الجبيهى"،: ينبت عادة فى موسم الربيع بعد العواصف الرعدية، والأمطار الموسمية خلال شهر أكتوبر ونوفمبر ومنها أنواع عديدة تختلف فى أشكالها وألوانها وطعمها، وتظهر التشققات على سطح الأرض دلالة على نمو الثمرة.
وأكد فاروق أبو ظاوة العشيبى، من هواة جمع الترفاس، أن هذا الفطر لم يكن معروفاً فى مطروح إلا فى أوائل التسعينيات من القرن الماضى، عندما كانت تتردد على مطروح قوافل سفارى لبعض الخليجيين، وهم من اكتشفوا وجود الترفاس، فانتبه لذلك أهالى المناطق الصحراوية، وبدأوا فى جمعه كلما ظهر عقب الأمطار الرعدية الموسمية.
وبدأ التصدير للكويت ودول الخليج، بكميات قليلة وبأسعار مرتفعة، وأصبح مصدر دخل لشريحة من المواطنين، ويعتبر السوق الخليجى هو السوق الأكثر شراء للترفاس وأسعاره الآن فى الخليج تتراوح بين 200 و300 ريال سعودى، وفى بعض حالات التصدير يتجاوز سعر الكيلو 100 دولار.
وأضاف "العشيبى"، أن فطر الترفاس ينمو فى مناطق بالصحراء، بعد نزول الأمطار بدون تدخل من الإنسان، على شكل درنات تحتوى على نسبة عالية من البروتين والدهون والنشويات والسكريات والألياف والعديد من العناصر المعدنية أعلاها نسبة البوتاسيوم، إضافة إلى الكالسيوم والماغنسيوم والفسفور والصوديوم والبوتاسيوم والحديد وغير ذلك من المعادن.
ويعد فطر الكمأة مقوى عام، ويجب غسله جيداً لإزالة العوالق الترابية وتقشيره، وطهيه جيداً حتى لا يسبب عسر هضم، وهو معروف عند العرب القدماء كعلاج فهو مقوى عام لجهاز المناعة ومقوى جنسى طبيعى، لاحتوائه على الكثير من الفيتامينات والسعرات الحرارية التى تساعد فى تعويض الطاقة، كما أن ماء الكمأة أو الترفاس يقوّى البصر ويعالج بعض أمراض العين.