شهدت أسعار الأعلاف ارتفاعا ملحوظًا فى السوق المحلية على خلفية اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية إذ تعد هاتين الدولتين أهم مصادر خامات ومستلزمات الأعلاف، وتعتمد مصر على استيراد خامات كثيرة منهما لتلبية احتياجات السوق.
وترصد «المال» الخطط والسيناريوهات الواجب اتباعها لتلافى تكرار تلك الأزمات الطارئة والتى تسبب ارتباكا كبيرا فى السوق المحلية، لتوفير الكميات المطلوبة من مستلزمات إنتاج الأعلاف للحفاظ على معروض جيد لاستقرار الطلب والأسعار أيضا.
وارتفع سعر طن العلف إلى 10500 جنيه مقابل 9 آلاف قبل الزيادة، إذ تنتج مصر نسبة لا تتعدى 15 إلى %20 من خامات الأعلاف التى يتم استهلاكها محليا، والباقى يتم استيراده.
وبلغ عدد المصانع العاملة فى صناعة الأعلاف حوالى 100 حتى الآن، ومتوسط حجم الإنتاج السنوى للمصنع 3 آلاف طن.
ويستخدم فى تصنيع الأعلاف عدة مكونات هى: «ذرة صويا برميكس، ومضاد سموم أمريكى سعر الجرام 300 جنيه، ومضاد كولستربيا، وأملاح خميرة» وجميع هذه المكونات تستورد من الخارج ولا يتم تصنيعها فى مصر.
القريبى : غلاء الخامات وراء الزيادة
وقال المهندس عوض القريبى، رئيس شركة طيبة للأعلاف لـ«المال»، إن الذرة الصفراء أهم خامات إنتاج الأعلاف، إذ يعتمد أصحاب الشركات ومصانع الأعلاف عليها فى الإنتاج بنسبة تتراوح ما من 50 إلى %60.
وأشار إلى أنه لا توجد أزمة فى معروض الأعلاف فى السوق المحلية، والشركات لديها رصيد كاف من الأعلاف كما كان قبل الحرب، لكن الأزمة الحقيقية تكمن فى ارتفاع الأسعار بسبب غلاء الخامات المستوردة من الخارج.
وتوقع انخفاضا ملحوظا فى أسعار الأعلاف خلال المرحلة المقبلة، خاصة أن سعر الردة ارتفع على سبيل المثال الأسبوع الماضى إلى 6300 جنيه للطن وأمس هبط سعرها لـ5800 أى بفارق 500 جنيه فى الطن.
المنشاوى: مساحات الذرة الصفراء لا تكفى الطلب ويجب زيادتها
من جانبه، أكد عمر المنشاوى، الرئيس التنفيذى لشركة المجد للأعلاف، وأحد المستوردين للأعلاف فى مصر، هدوء الطلب على الأعلاف داخل السوق المصرية، مشيرا إلى أنه عندما كان الطلب عاديا على الأعلاف كان العميل يسحب الأعلاف بخلاف المعدل الطبيعى للسحب خوفًا من ارتفاع الأسعار.
وأشار إلى أن مصر تعتمد على 3 دول رئيسية لاستيراد الذرة الصفراء وهى:أوكرانيا، والبرازيل، والأرجنتين، وبعد اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا توقفت جميع المراكب عن الدخول إلى مصر بالرغم من دفع ثمن البضاعة المستوردة من الخارج، موضحا أنه منذ بدء غزو روسيا لأوكرانيا توقفت حركة التصدير بالنسبة لمصر واتجه أصحاب المصانع والشركات إلى البرازيل، وبعد الاتجاه طلبت البرازيل ثمن البضاعة مقدما عن طريق البنوك واشترطت دخول البضاعة إلى مصر فى منتصف شهر مايو المقبل.
وأوضح أن الدولة الثالثة والبديلة لاستيراد الذرة الصفراء هى الأرجنتين، لكن كل دولة لها ظروفها المناخية، ومحصول الذرة الصفراء فى هذه الدولة يأتى مناخه فى شهر يوليو المقبل مما يسبب أزمة كبيرة فى السوق المصرية بسبب تأخر حصاد محصول الذرة، مشيرا إلى أن خسائر مصانع الأعلاف فى السوق المصرية أصحبت الآن %100 بسبب الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
وأكد أن الفترة الزمنية المرتقبة لعودة الحالة إلى طبيعتها داخل السوق تستغرق شهرين على الأقل، لافتا إلى أنه فى حالة انخفاض الأسعار تكون 500 جنيه فقط.
وأشار إلى أن الحل البديل لضبط الأسعار داخل السوق المصرى هو استيراد الحكومة للذرة الصفراء وتشرف على توزيعها بحصص بحسب المصانع الموجودة، وبالتالى نتمكن من السيطرة على ارتفاع الأسعار داخل السوق، خاصة فى ظل سيطرة عدد من المستوردين على عمليات استيراد الذرة الصفراء.
ولفت إلى أن المساحات المزروعة فى مصر من الذرة الصفراء لا تكفى حجم الاستهلاك فى التصنيع، ويجب زيادتها، لافتا إلى أن مصر على مدار العام تستورد الذرة الصفراء من الخارج لتلبية احتياجات صناعة الأعلاف.
قمر: استمرار ارتفاع أسعار الطن حتى بعد عيد الفطر
وأكد المهندس علاء قمر الرئيس التنفيذى لشركة أعلاف «كابو فيد»، أنه لا بديل فى الوقت الحالى عن الذرة الصفراء، نظرًا للإقبال الشديد من المواطنين على الأعلاف، خاصة أنه من المعروف أن هذا التوقيت من كل عام يشهد ارتفاع أسعار الأعلاف نظرًا لاستخدامها فى تسمين الدواجن والماشية بكل أنوعها خاصة مع اقتراب شهر رمضان.
وأضاف – فى تصريح خاص لـ«المال» – أن الحرب بين روسيا وأوكرانيا لم تؤثر على مصر بالنسبة للأعلاف، ومخطئ من يعتقد هذا، لأن الفترة الحالية هى فترة تخزين الدواجن واللحوم خاصة أننا مقبلون على شهر رمضان، وهذا الشهر يستهلك فيه المصريون نسب عالية من اللحوم والدواجن، مؤكدًا أن ارتفاع أسعار الأعلاف مستمر إلى ما بعد عيد الفطر بأسبوع.
وأشار إلى أن نسبة بيع الأعلاف فى السوق المصرية الوقت الحالى فى معدلها العادى وفوق العادى، لافتا إلى أنه بعد عيد الفطر بأسبوع سيكون هناك انخفاض فى الطلب من 30 إلى %40 نظرا لأن الطلب على السلع والمنتجات تراجع.
وأكد حسين عبد الرحمن، نقيب الفلاحين ضرورة وضع روشتة لحل أزمة الأعلاف فى مصر وتوطين الصناعة محليا بدلا من الاعتماد على الخامات المستوردة.
وقال – فى تصريحات سابقة لـ «المال» – إنه يجب مضاعفة مساحة الذرة، لا سيما أن مصر تستورد 12 مليون طن منها سنويا، مما يستلزم زيادة المساحات المنزرعة من هذه المحاصيل.
وأضاف أنه يجب تشجيع المزارعين للتوجه لزراعة الأعلاف مثل السورجم أو الذرة الرفيعة والذرة والصويا وعباد الشمس مع تحديد سعر يتناسب مع مستلزمات الإنتاج، مع ضرورة التوسع فى تطبيق الزراعة التعاقدية.
وأشار إلى أنه يجب التوسع فى استصلاح وزراعة الأراضى الجديدة بمشروع المليون ونصف فدان والدلتا الجديدة وتوشكى وشرق العوينات بالمحاصيل العلفية لتغطية العجز فى مصر الذى لا يقل عن %80 كما يجب اللجوء للأصناف والهجن عالية الإنتاجية التى تنتج 40 إردبا للفدان.