«التين الشوكى» يدخل عصر التحولات الرقمية

Idea Icon

الملخص المفيد

عربة خشبية صغيرة لا تختلف كثيرًا من مدينة إلى أخرى؛ فوقها ثمار التين الشوكى، ومجموعة من السكاكين اللامعة، وصوت ينادى لجذب الزبائن، مشهد شعبى ارتبط بالصيف لسنوات، وكان البيع فيه مباشرًا والدفع نقدًا بالفكة، أما اليوم، فقد أصبح هذا المشهد نفسه جزءًا من موجة التغيير، حيث وجدت عربة التين الشوكى نفسها وسط التحول الرقمى المفاجئ؛ فظهر زبائن يطلبون الدفع عبر الهاتف من خلال خدمات الدفع الإلكترونى، وبائعون يروّجون لبضاعتهم عبر تطبيق «تيك توك»، بل بدأ بعضهم فى تلقى الطلبات وبيع التين الشوكى أونلاين.

«التين الشوكى» يدخل عصر التحولات الرقمية

عربة خشبية صغيرة لا تختلف كثيرًا من مدينة إلى أخرى؛ فوقها ثمار التين الشوكى، ومجموعة من السكاكين اللامعة، وصوت ينادى لجذب الزبائن، مشهد شعبى ارتبط بالصيف لسنوات، وكان البيع فيه مباشرًا والدفع نقدًا بالفكة، أما اليوم، فقد أصبح هذا المشهد نفسه جزءًا من موجة التغيير، حيث وجدت عربة التين الشوكى نفسها وسط التحول الرقمى المفاجئ؛ فظهر زبائن يطلبون الدفع عبر الهاتف من خلال خدمات الدفع الإلكترونى، وبائعون يروّجون لبضاعتهم عبر تطبيق «تيك توك»، بل بدأ بعضهم فى تلقى الطلبات وبيع التين الشوكى أونلاين.


«المصرى اليوم» رصدت كيف غيّرت التكنولوجيا تفاصيل البيع اليومية، من خلال حكايات باعة قرروا ألا يقفوا مكانهم، وفضّلوا أن يسيروا مع الزمن، كلٌّ منهم على طريقته.


«رضا محمود»، رجل خمسينى، يجلس إلى جانب عربته بأحد شوارع السيدة زينب، روى بداية هذا التغيير قائلًا: «فى الماضى، كان الزبون يأتى ومعه ما يكفى من فكة، يفاصل قليلًا، ثم يأخذ حصته من التين ويمضى، أما الآن، فالوضع تغيّر، وأصبح بعض الزبائن يأتون بسياراتهم، يتوجهون وهم يحملون هواتفهم المحمولة، وأول ما يسألونه: هل لديك فودافون كاش؟، وكنت أظن فى البداية أنهم يمزحون، لكن بعد أن تكرر الأمر مع خمسة أو ستة زبائن فى يوم واحد، أدركت أن ذلك ليس هزار، وغادروا بالفعل دون شراء».


وبرؤية عملية، قرر رضا أن يواكب العصر، موضحًا: «حزنت قليلًا، ثم قلت لنفسى: لماذا أبقى واقفًا مكانى والعالم من حولى يتغير، لكن لديّ هاتف قديم بأزرار، فطلبت من ابنى أن يسجل لى رقمًا على فودافون كاش، وكتبت الرقم على قطعة كرتون صغيرة وعلّقتها على العربة، ومن وقتها بدأ الزبائن يحوّلون المبلغ بزيادة، ويقولون: احتفظ بالباقى، وأصبحت أربح أكثر، وحسيت إنى مع الناس وقريب من الجيل الجديد»..


أما محمد، وهو شاب يبلغ من العمر ثلاثين عامًا من مدينة المنصورة، فقرر تطوير طريقة البيع بشكل أوسع، وحكى تجربته قائلًا: «أعمل فى بيع التين الشوكى منذ كنت طفلًا، وورثت العربة عن والدى، وهذه الفاكهة تحدث ضجة وإقبالًا واسعًا، طوال فصل الصيف، ويقبل عليها الناس من مختلف الفئات، وهذا العام قررت أن أضيف بعض التطوير، فاشتريت أطباقًا للتغليف، وبدأت فى تصوير مقاطع فيديو بسيطة أثناء تقشير التين وتنظيمه، ثم أنشرها على تطبيق «تيك توك»، مع رقم هاتف للتواصل وأرسل الطلبات بنفسي».


وأضاف: «فوجئت بأن عددًا كبيرًا من الناس بدأوا يطلبون التين أونلاين، فكان لا بد من توفير وسيلة دفع إلكترونية، وبالفعل أنشأت حسابًا على فودافون كاش لتسهيل التعامل مع الزبائن، والأمر لم يكن صعبًا، وحاولت أن أتعلم طريقته وأُحدِث فرقًا فى البيع، وزاد من حجم الطلبات بشكل ملحوظ».