بناءاً على تقارير المناخ الواردة من المنظمات والمؤسسات الدولية المعنية بالمناخ فان صيف 2018 هو من اشد أشهر الصيف حرارة وظواهر جوية متطرفة بالاضافة الا ان الشتاء المنصرم كان متقلص الفترة ودافيء نسبياً .. وان الظروف المناخية الزراعية الجامحة هي "نموذج" سيتكرر كثيراً خلال ظاهرة النينو الحالية.
"يصنف عام 2018 على انه من اشد رابع أدفيء عام على مدار 138 عاما المسجلة في السجلات المناخية على سطح الارض وما زلنا لم نعد العدة للحد من تبعات تغير المناخ".
2018 ranked 4th hottest on record""
National Oceanic and Atmospheric Administration (NOAA)
2018 Is Shaping Up to Be the Fourth-Hottest Year. Yet We’re Still Not Prepared for Global Warming.
ونتج عن ذلك " طاقة حرارية" مهولة أثرت بالسلب جداً على الكثير الظواهر والمحاصيل والانشطة الزراعية والذي كان له اسوء تأثير على الزراعة المصرية هذا العام بالتحديد وسبب خسائر كبيرة جداً للمزارعين فى نقص حاد لانتاجيتهم وانتشار كثيف وجنوني للامراض والحشرات وزيادة كبيرة فى الهالك الزراعي بسبب ارتفاع الحرارة .
وخلال موسم النمو والانتاج 2018 للزيتون في مصر، يمكن ملاحظة أن هناك اختلاف مناخي بين الظروف "القارية" في مصر بالمقارنة مع مناخ البحر الأبيض المتوسط . حيث ان الاشجار لم تستوفى احتياجات البرودة اللازمة لها (لم يوفر شتاء 2017-2018 الا اقل من 60% من احتياجات البرودة فى معظم المناطق من خط عرض 27° (واحة الفرافرة) وفي اتجاه الشمال خط عرض 30° (الساحل الشمالي).
** التقلبات المناخية الحادة خاصة في الفترة الانتقالية بين المواسم المناخية (من الربيع إلى الصيف ومن الصيف إلى الخريف) وخاصة تذبذبات درجات الحرارة وزيادة فرق الليل والنهار وزيادة الرطوبة الجوية أدت الى ارتباك للحالة الفسيولوجية للنبات بسبب اختلاف مفاجيء في الشحنات الخاصة بعمليات الامتصاص، ومن مظاهرها ارتباك لعمليات امتصاص العناصر والبناء الضوئي بسبب تذبذبات البخر نتح الفجائية وارتباك اكبر فى افراز وحركة الهرمونات النباتية، وبالتالي زيادة افراز هرمون "الايثلين" وحدوث تفاعلات معينه أدت إلى تغيرات فى النمو وإستجابات فسيولوجيه غير طبيعية فى النبات أدت الى كثير من الخسائر اى النمو والانتاجية والجودة.
** تميزت الفترة الانتقالية المناخية ما بين المواسم المناخية (وخصوصاً من الصيف الى الخريف) بوجود تذبذبات (احيانا حادة) فى درجات الحرارة اليومية (او ما بين العظمى والصغرى) والتى تناسب (جداً) كثير من الآفات الحشرية (خصوصاً حرشفيات الاجنحة مثل دودة اوراق الزيتون فى بداية الموسم وكذلك ذبابة الثمار للزيتون في اواخر موسم الانتاج) حيث اشارت كثير من الابحاث العلمية انه يوجد علاقة مباشرة بين التذبذبات Fluctuations المناخية وزيادة تعداد هذه الحشرات كما أن زيادة الرطوبة النسبية والماء الحر (الندى) لها الدور الاكبر في قيام دورات مرضية للامراض المحبة للرطوبة والماء الحر مثل الانثراكنوز وتبقعات اوارق
الملخص:
** أصطدم "الزيتون" بالتحديد بهذا المناخ القاسي مما أدى إلى تدهور انتاجيته بدرجة غير مسبوقة ادت إلي نقص «حاد» في الانتاجية والإنتاج وصل في بعض المزارع لأكثر من 60 إلى 75 %.. بسبب:
1.. عدم استيفاءه لاحتياجات البرودة اللازمة أدي الى نقص فى المحصول تجاوز 30% للاصناف الأجنبية (مانزانلو وبيكول (الاسبانية) وصنف كالاماتا (يوناني).
2.. تعرضه لموجات خطيرة من رياح الخماسين اثناء التزهير والتلقيح والاخصاب والعقد أدي الى نقص فى المحصول تجاوز 30% للاصناف الأجنبية (مانزانللو وبيكول (الاسبانية) وصنف كالاماتا (يوناني))..
3.. الموجات الحارة المتتالية (مايو – يونيو –يوليو – اغسطس – سبتمبر) سببت نضج مبكر للثمار مما أثر علي حجم الثمرة والمادة الجافة ونسبة الزيت وخاصة الاصناف الأجنبية والتي أدت إلى نقص فى الاوزان النهائية للمحصول (تنخفاض المحصول النهائس بحوالى تقريبا ما بين 20-35% عن المحصول المقدر (على الشجر) في بداية الصيف).
4.. متوقع التأثير علي «طراح» الموسم القادم أيضاً فى نسبة اللجننة وبناء كمية الكربوهيدرات اللازمة لتغذية البراعم الخضرية والزهرية للموسم الانتاجي القادم (2019)..
وسوف اقوم باعداد مادة علمية تطبيقية ارشادية لكيفية ادارة الموسم القادم للزيتون حتي لا تتكرر هذه الخسائر مرة اخرى.
دكتور محمد علي فهيم
2 اكتوبر 2018