أستاذ كيمياء ليزر يحصل على 4 براءات اختراع لمكافحة أخطر 4 آفات تهدد الإنتاج الزراعي

أستاذ كيمياء ليزر يحصل على 4 براءات اختراع لمكافحة أخطر 4 آفات تهدد الإنتاج الزراعي

حصل الدكتور محمود هاشم عبدالقادر، أستاذ كيمياء الليزر بجامعة القاهرة، ورئيس مجلس أمناء الجامعة الأوروبية بالعاصمة الإدارية، مع فريقه البحثي، على 4 براءات اختراع للقضاء على الحشرات والآفات الزراعية الضارة، مثل ذبابة الفاكهة والذبابة البيضاء ودودة القطن، والتي تسبب خسائر فادحة في الناتج الزراعي، سواء في الفاكهة والخضروات والمحاصيل الاستراتيجية.

وقال «هاشم»، في تصريحات صحفية لـ«المصري اليوم»، إن ذلك يأتي بعد جهود بحثية على مدار سنوات عديدة باستخدام أشعة الشمس مع مشتقات الكلوروفيل المستخلصة من النباتات في تطبيقات حقلية آمنة للإنسان والبيئة، موضحًا أن هذه المواد تتميز بأنها مواد طبيعية آمنة على صحة الإنسان والبيئة تم استخلاصها من أصول نباتية، كما أن ليس لها أي تراكمات في البيئة.

وأضاف أن هذه المواد نفسها تم التصريح بها من المؤسسة الأمريكية للأغذية والدواء باستخدامها مكملات غذائية، وهذه المواد التي تسمى بالمستحثات الضوئية، حيث تمتص الضوء المرئي للشمس وتحوله إلى طاقة كيميائية تنتقل إلى الأكسجين الموجود في الخلايا الحية لينتج أكسجينا نشطا ويقوم بدوره بتدمير الخلايا والأنسجة.

وأكد أستاذ كيمياء الليزر بجامعة القاهرة أنه تم تطبيق هذه الأبحاث على الذبابة البيضاء التي تعتبر من أخطر الحشرات على الاقتصاد الزراعي، ويوجد أكثر من نوع من أنواع الذبابة البيضاء منتشرة في العالم وتتغذى على العديد من النباتات، ومن بينها نباتات ذات قيمة اقتصادية عالية، مثل القطن والطماطم والفول والبطاطس والبطاطا وغيرها مسببة خسارة فادحة في الاقتصاد القومي، كما استخدمت للقضاء على لطع البيض الخاص بدودة ورق القطن، والتي تصيب محصولا اقتصاديا مهمًا.

وشدد «هاشم» على أن خطورة هذه الحشرات تكمن في أنها ناقل جيد للفيروسات من نبات لآخر، وتؤدي إلى ذبوله وتساقط أوراقه وتقلل معدل النمو والإنتاج وتعجل بالنضوج غير الطبيعي للفاكهة، وفي السنوات الأخيرة لوحظ زيادة كبيرة في تعداد هذه الحشرة في مصر نتيجة للتوسع الزراعي، موضحًا أن استعمال المبيدات المختلفة أدى إلى صعوبة مكافحتها، نظرًا لاكتسابها صفة المقاومة بفعل المبيدات المستخدمة، بالإضافة إلى اختفاء الأعضاء الطبيعية لهذه الآفات نتيجة استخدام المبيدات.

وأشاد «هاشم» بالاستجابة الفورية للدكتور عز الدين أبوستيت، واهتمامه ودعمه في العمل على تطبيق هذه التكنولوجيا والاستفادة منها كابتكار مصري 100%، موضحًا أن تشجيع وزير الزراعة لهذه الأبحاث لأنه في الأصل أستاذ جامعي وباحث له مدرسته العلمية المتخصصة.

يأتي ذلك بينما قرر الدكتور عزالدين أبوستيت، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، إعداد بروتوكول مشترك بين وزارة الزراعة والمجلس التصديري للحاصلات الزراعية، والدكتور محمود هاشم لتوقيعه يوم 15 سبتمبر الحالي، للاستفادة من الابتكارات الجديدة التي تم الحصول عليها بمعرفة «الدكتور هاشم وفريقه البحثي» وتساهم في مكافحة ذبابة الفاكهة والذبابة البيضاء ودودة ورق القطن.

ووفقا لمصادر رسمية بوزارة الزراعة، من المقرر أن يتم البدء في الاستخدام الخاص للمركبات المذكورة بمعرفة المجلس التصديري للحاصلات الزراعية، خاصة في مكافحة ذبابة الفاكهة التي تعوق نفاذ الصادرات الزراعية المصرية إلى الخارج، على أن يتم تجريبها من خلال لجنة مبيدات الآفات الزراعية وفقا للقواعد المعمول بها في مكافحة الآفات الحقلية المذكورة على نطاق المحاصيل الزراعية، وهي ذبابة الفاكهة والذبابة البيضاء ودودة ورق القطن والتوتا ابسليوتا في الطماطم وذلك باستخدام تطبيقات تكنولوجيا الطاقة الضوئية في مجال مكافحة الآفات والحشرات الزراعية.

وأضافت المصادر أن الدكتور عزالدين أبوستيت، وزير الزراعة، أكد أهمية دعم المبادرات الجديدة في البحوث العلمية التي تساهم في إيجاد حلول تطبيقية للمشاكل التي يعاني منها القطاع الزراعي، وخاصة الصادرات الزراعية، مشيرًا إلى أهمية البحث عن مبيدات غير تقليدية تساهم في السيطرة على الآفات الزراعية، بما يساهم في مكافحة هذه الآفات على المحاصيل التصديرية، وبما يحقق الاستخدام الآمن في المحاصيل الغذائية المخصصة للاستهلاك الآدمي والحيواني وفقا للمعايير الدولية ذات العلاقة بسلامة الغذاء.

وأوضحت أنه سوف تتم متابعة تطبيق التجربة على نطاق واسع ورصد النتائج للسير في إجراءات الترخيص والتسجيل لهذه المركبات للاستفادة منها في حماية 1.7 مليون فدان مزروعة بالمحاصيل البستانية من الفاكهة من مخاطر الآفات التي تهدد الصادرات الزراعية مثل آفة ذبابة الفاكهة وكذلك المناطق المزروعة بالخضروات.

جدير بالذكر أن الدكتور هاشم حاصل على وسام رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي في العلوم والفنون من الطبقة الأولى، وجائزة الدولة الدولة التقديرية في العلوم التكنولوجية المتقدمة، وعضو دائم مدى الحياة في المجمع العلمي المصري، وحاصل على العديد من الجوائز الدولية وله مدرسة متميزة وهو صاحب الابتكار المصري لمكافحة الملاريا في أفريقيا.