عالم مصري ينجح في التوصل لتقنية تساعد على الاستفادة من قش الأرز

عالم مصري ينجح في التوصل لتقنية تساعد على الاستفادة من قش الأرز

نجح مركز البحوث الزراعية ممثلا في معهد الأراضي والمياه في الحصول على براءة اختراع من أكاديمية البحث العلمي برقم 29403، والتي تضمنت التوصل إلى طريقة جديدة للاستفادة من مخلفات قش الأرز، وإعادة تدويرها للاستفادة منها اقتصاديا في زيادة العائد من تحويل قش الأرز إلى مكونات إقتصادية ذات عائد اقتصادي كبير يرفع من قيمة قش الأرز أكثر من قيمة الإنتاج ويحد من مخاطر حرق قش الأرز خلال موسم الحصاد وانعكاساته السلبية على التلوث البيئي الخطير.

وقال الدكتور علاء البابلي مدير معهد الأراضي والمياه، في تصريحات صحفية لـ«المصري اليوم»، ان الدكتور عبدالمنعم نصر حصل على براءة اختراع من أكاديمية البحث العلمي، تساهم في تحويل قش الأرز إلى قيمة اقتصادية تنعكس على إدارة منظومة المخلفات الزراعية المصرية البالغة 40 طن سنويا، مشيرا إلى أن هذا النجاح يمكن مصر من تحويل هذه المخلفات إلى قيمة اقتصادية كبيرة من خلال فصل مكونات قش الأرز إلى مكونات ذات قيمة عند تسويقها دوليا.

وأضاف البابلي، أن الميزة في هذا الإبتكار إنه يساهم في الحد من الملوثات البيئية الناتجة عن قش الأرز الذي تتراوح كميته ما بين 4-6 مليون طن تساهم في ظاهرة الاحتباس الحراري والتلوث البيئي وانتشار واسع لما يطلق عليه ظاهرة السحابة السوداء، مشددا على إنه يساهم في تحول الكثير من شركات تدوير المخلفات إلى الإقبال الكبير على قش الأرز لتحويله إلى قيم إقتصادية كبير أو إستخدام منتجاته في صناعة أعلاف غير تقليدية وذات عائد كبير.

ومن جانبه، قال الدكتور على إسماعيل وكيل معهد الأراضي والمياه لشئون الإرشاد، لـ«المصري اليوم» أن الابتكار الجديدة يعتمد على أن قش الأرز هو ناتج ثانوي لعملية زراعة الأرز في مصر وينتج منه ما يتراوح من 4-6 مليون طن سنويا إلا انه يتم حرقه سنويا في الأرض الزراعية لصعوبة تجميعه ونقله وعدم الاستفادة منه مما يتسبب عن اضرار حيوية للمجتمع الميكروبي تحت الأرض وتسببه في أضرار صحية بالمجتمع الآدمي وتلوث بيئي يستمر لعدة شهور بدءا من سبتمبر وحتي نوفمبر من كل عام مما يكلف الدول ملايين الجنيهات لتقليل هذا التلوث الذي ما زال حدوثه واقعا ملموسا كلما أتي موسم الحصاد.

وأضاف «إسماعيل»، أنه في مصر يستخدم حوالي 10% من كمية قش الأرز المنتجة سنويا التي تتراوح ما بين 4-6 مليون طن في إنتاج الأسمدة العضوية (الكمبوست) وتنمية المشروم أو عيش الغراب (بروتين ميكروبي) وفي تغذية الحيوان (المعاملة باليوريا والحقن بالمونيا) والكمية الياقية وهي 90% يتم حرقها مما يسبب تلوث بيئي، مشيرا إلى أن هذه التحديات تساهم في تحديد الجدوي الاقتصادية للابتكار الجديد الذي يمكنه أن يحول هذه التحديات إلى فرص ذات قيمة كبيرة.

ومن جانبه، قال الدكتور عبدالمنعم نصر أستاذ الأراضي والمياه وصاحب الابتكار الجديد، أن الابتكارات كلها حلول لمشكلات قومية ولكن لم تتح لها الفرصة في التطبيق، موضحا إن إختراعه الجديد يحول مخلفات قش الأرز إلى قيمة إقتصادية تضاف إلى الناتج القومي ويعادل الدخل الإجمالي للدولة من هذه الاعمال دخل المشروعات الكبرى فضلا عن آثاره الإيجابية من النواحي البيئية والصحية.

وأضاف، أنه تمكن من فصل 6 مكونات من قش الأرز بطريقة كيميائية سريعة وهو الدهون والشموع والهوتوسلليلوز واللنجين والسلليلوز والسيليكا، وفصل مكونات قش الأرز وغيره من المخلفات الزراعية إلى مواد ذات قيمة اقتصادية عالية.

وأضاف «نصر»، لـ«المصري اليوم» أن الابتكار الجديد ساهم في تحقيق فوائد إقتصادية كبيرة عن فصل مكونات قش الأرز إلى مكونات اقتصادية حيث يحقق كل طن يتم الاستفادة منه 20 ألف جنيه صافي أرباح في حالة تنفيذ عملية الفصل حيث يساهم كن طن قش ارز في انتاج 25 كجم من الشموع والدهون، وإنتاج40 كجم من اللجنين و50 كجم من السليكا، و350 كجم سليلوز، و70 كجم من الهيميسليلوز لتصل إجمالي العائد من تحويل الطن إلى أكثر من 20 ألف جنيه فضلا عن توفير فرص العمل في هذه الاعمال عند التوسع في التطبيق.

وأوضح أنه في حالة إنتاج لب الورق من قش الأرز ينتج كل 3 طن قش أرز واحد طن ورق، و150 كجم سليكا و210 كجم هيميسلسلوز تحقق صافي أرباح 20 ألف دولار صافي أرباح، وفي حالة إنتاج مادة الهولوفيد المستخدمة كغذاء للحيوان من قش الأرز، يتيح الابتكار الجديد ان ينتج كل طن قش أرز 950 كجم هولوفيد (مادة كربوهيدراتيه مصدر للطاقة في غذاء الحيوان)، و40 كجم لجنين ليصل أرباح الطن من قش الأرز في حالة فصل هذه العناصر إلى حوالي 20 ألف دولار .

وأضاف «نصر» أن حل مشكلة قش الأرز وغيره من المخلفات الزراعية تتم عن طريق فصل مكونات جدار الخلية كلا على حدة واستخدام كل مكون في الصناعات القائمة عليه، موضحا ان الإبتكار حصل على الجائزة الاولي من اتحاد مؤسسات البحوث الزراعية بالشرق الادني وشمال أفريفيا من الأردن قبل أن يحصل على براءة إختراع رسميا من أكاديمية البحث العلمي.

وأوضح أن أهداف الابتكار هي إعادة إستخدام قش الأرز للحد من تلوث الهواء الناجم عن حرقة، وتحسين دخل المزارعين عن طريق تحويل المخلفات الزراعية إلى منتجات حيوية، وتطوير عملية تحويل قش الأرز إلى مواد ذات قيمة اقتصادية عالية من اجل تعزيز امن الطاقة القومي والاقتصاد الريفي والبيئة الصحية.

وأشار «نصر»، إلى أن التركيز الأساسي لهذا الإبتكار لإثبات المعالجة المستمرة لقش الأرز وفصل مكوناته البالغة 6 مكونات إلى مواد ذات قيمة اقتصادية عالية بالإضافة إلى إنتاج مشتق كربو هيدراتي يعتبر مصدرا للطاقة في غذاء الحيوان أو ما يطلق عليه (الهولوفيد)، ذو القيمة الاقتصادية الكبيرة، كما يساهم الإبتكار في خلق فرص عمل للشباب ذات أجور مرتفعة للوصول ألي حالة الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي.

وشدد أستاذ الأراضي في مركز البحوث الزراعية، على أن الإبتكار الجديد يساهم في تحويل قش الارز إلى مادة علفية اعلاف غير تقليدية قابلة للهضم داخل معدة الحيوان وبالتالي تستخدم كمصدر للطاقة لغذاء الحيوان ويطلق عليها «هولو فيد»، فضلا عن إنتاج الايثانول الحيوي بواسطة سلليلوز قش الارز وانزيم السلليبلوليز وخميرة الخباز في إناء واحد امكن الحصول على 6% إيثانول، وحل مشكلة السائل الاسود الناتج من طبخ قش الارز مع الصودا الكاوية لإنتاج اللب عن طريق إنتاج مواد قيمة مثل السيليكا والهميسلليلوز، وإنتاج انزيمات السلليلوليز والهميسلليلوليز من السلالات الفطرية.

وأشار «نصر»، إلى أنه بفضل الإختراع الجديد يمكن الأستفادة من المخلفات الزراعية التي تنتجها مصر سنويا والبالغة 40 مليون طن، تحتوي على 28 مليون طن مادة كربوهيدراتية تحتاج إلى إدارة متكاملة للسيطرة عليها والاستفادة منها.

مثل قش الأرز وتبن القمح وتبن الشعير وحطب الذرة وحطب القطن ومصاصة القصب وقوالح الذره وجريد النخيل، موضحا أن البقايات النباتية للمحاصيل الزراعية وهي مواد كربوهيدراتية بنسبة 70% ومواد آخري غير كربوهيدراتية بنسبة 30% مثل اللجنين والسليكا والدهون والشموع.