«عايزينها تبقى خضراء الأرض اللى فى الصحراء »..كلمات من مقطع إحدى الأغانى الزراعية التى رددها المصريون خلال السنوات الماضية .. حيث كان حلم اقتحام الصحراء دائما مايراود أى قيادة سياسية تولت حكم البلاد ..فأكثرمن 90% من مساحة مصر صحراء جرداء .. لكنها غنية بالموارد الطبيعية من تعدين ومياه وأراض صالحة للزراعة والتعمير ..وكل هذا ينصب فى المقام الأول ، بل تقع مسئوليته الكبرى على عاتق إحدى الجهات البحثية فى مصر ، والتى لايعرف مهام أعمالها الشاقة إلا القليل من المتخصصين وهو «مركز بحوث الصحراء».
الدكتور نعيم مصيلحى رئيس مركز بحوث الصحراء يقول إن هذا المركز هو أقدم مركز بحثى فى العالم وليس مصر وحدها ، يختص بعلوم الصحراء ، فقد تم إنشاؤه عام 1937 ، وتم الافتتاح رسميا عام 1950 تحت اسم معهد فؤاد الأول لبحوث الصحراء وكان يتبع مباشرة البلاط الملكى ، وبعد ثورة 1952انتقل إلى مجلس الوزراء ثم تابعا لوزارة البحث العلمى ، ثم وزارة استصلاح الأراضى والتعمير فى السبعينيات ، وفى عام 1990 صدر قرار جمهورى و صار اسمه مركز بحوث الصحراء كجهة مستقلة يتبع وزير استصلاح الأراضى ، وتغيرت الوزارات وادمجت وهو الآن يتبع وزير الزراعة واستصلاح الأراضى ، وتمويل المركز ماليا تابعا لوزارة التخطيط.
وأضاف رئيس مركز بحوث الصحراء أن مهام المركز كثيرة ومتعددة حيث كان الهدف من إنشائه هو اقتحام الصحراء المصرية ، واستكشاف الموارد الطبيعية بها من مياه وأمطار وسيول وبحيرات وتعدين ، ثم استكشاف الأراضى الصالحة للزراعة وتحديد مسارات الطرق والدروب ، بالإضافة إلى استكشاف النباتات البرية والطبيعية والنباتات العطرية ، وتحسين المراعى ، كما يتم عمل دراسات عن الإنتاج الحيوانى ودراسات التنمية البشرية ، والدراسات الاجتماعية ، كما أننا نعمل على إدخال محاصيل تتناسب مع طبيعة الأرض الجافة والمالحة يمكن زراعتها وتحقيق إنتاجية عالية، كما أننا من أوائل الدول التى تولت ملف مكافحة التصحر عام 1995 وتترأس مصر ذلك الملف على مستوى 23 دولة عربية .
وتابع رئيس أقدم مركز بحثى فى العالم لعلوم الصحراء قائلا: وسط كل المهام الصعبة التى نقوم بها إلا أننا نتعرض للكثير من المخاطر والإصابات، بل الموت أحيانا نتيجة خوض غمار الصحراء ومابها من مهالك ، إلا أن الباحثين يؤدون مهمتهم .
وفى السياق نفسه طالب عدد من باحثى المركز بزيادة الموارد المالية للمركز لدعمهم والوقوف بجانبهم ، فالمركز تمويله ماليا فى عام 2016 كان 4 ملايين جنيه ثم زاد العام الماضى إلى 27 مليون جنيه ، آملين أن تزداد أكثر وأكثر هذا العام لتغطية الأبحاث وتطوير المعامل والمهام الموكلة إليهم ، فالمركز به 2700 من الباحثين والمهندسين والعاملين فى ذلك المركز الهام ، كما أن الكثير من السيارات التى يستخدمها الباحثون متهالكة وتحتاج إلى سيارات جديدة، بالإضافة إلى أن المركز حاليا يحتاج إلى أن يكون جهة مستقلة تابعة لرئاسة الجمهورية أو مجلس الوزراء مباشرة ، لسرعة الفصل فى عدد من القرارات حاليا للقضاء على « البيروقراطية العميقة»، التى تنحصر بين العديد من الوزارات ومنها الزراعة واستصلاح الأراضى والإسكان والبيئة والسياحة وجهات أخرى ، حتى نستطيع أن نصل إلى الأمل المنشود وهو إخراج الكنوز الطبيعية وتحقيق الأمن الغذائى للمصريين فى سنوات قليلة قادمة لانريد أن نراها «عجاف».