مشروع جديد لتنمية شمال سيناء زراعيا يتغلب على العوامل المناخية الصعبة

مشروع جديد لتنمية شمال سيناء زراعيا يتغلب على العوامل المناخية الصعبة

كشفت ورشة العمل الخاصة بختام مشروع «مركز التميز المصرى للزراعات الملحية بمركز بحوث الصحراء» التابع لوزارة الزراعة عن العديد من النتائج المبهرة والنجاحات الهائلة فى مجال التنمية المستدامة المتكاملة التى تحققت على أرض الواقع التى يمكن استثمارها فى تحقيق تنمية شاملة حقيقية فى شمال سيناء.

وأوضح الدكتور حسن الشاعر نائب رئيس مركز بحوث الصحراء سابقاً ورئيس مركز التميز المصرى، أن الهدف من المشروع هو تحسين مستوى معيشة صغارالمزارعين من خلال الاستخدام الأمثل لنظم الزراعة الملحية فى شمال سيناء والذى تم تنفيذه على مساحة 200 فدان.

وأشار إلى أنه تم اقتطاع هذه المساحة من 100 مزارع فى مراكز بئر العبد ورمانة وبالوظة.

وأضاف أن فلسفة المشروع هى التطبيق النموذجى للزراعة ومن خلاله يتم السير بالتوازى مع زراعة نفس المحصول لنفس المزارع فى بقية الأرض، مما يسهل عملية المقارنة ليصبح الأمر أكثر إقناعاً له عندما يشاهد كثافة الإنتاج فى أرض المشروع مقارنة بضعفها فى بقية الأرض التى يقوم بزراعتها بنفسه، لذا فهو بمثابة روشتة تشخيص وبرنامج علاجى رائع يجعل من تلك الأراضى القاحلة والضعيفة والتى أصابها التصحر بمثابة الجنة الخضراء بزراعتها بمحاصيل غير تقليدية تتحمل درجات ملوحة عالية، وفى نفس الوقت ذات قيمة اقتصادية هائلة على المستوى القومى وعلى مستوى المجتمعات السيناوية مثل النباتات الطبية والشعير والكينواه والسورجام والدخن وغيرها إلى جانب المنتجات الأخرى مثل المخصبات الطبيعية وغيرها حيث تسهم فى زيادة الدخل وتزيد فى نفس الوقت من تنمية وإنتاج الثروة الحيوانية، لأنه بكل بساطة يجعل من مشكلة تملح التربة والماء بمعنى ارتفاع درجة الأملاح فيها أو حتى ندرتها ليس من معوقات الزراعة.

وتؤكد النتائج تجاوب أهالى شمال سيناء مع أهداف المشروع، واتفق كل من الدكتور رأفت السيد خضر رئيس المركز السابق والدكتور حسين سعيد عبد النبى أستاذ أقلمة وفسيولوجيا النبات فقالا: عمليا لو نظرنا للمساحات التى تم اقتطاعها من كل مزارع، وتنفيذ الأسلوب النموذجى للزراعة فى تلك المساحات يجعل المزارع يتعرف بنفسه على مراقبة ومقارنة دائمة بين بقية المساحة التى يزرعها بنفسه وما يزرعها المشروع، وهو يشاهد الفارق ويجعل من السهل أن يقتنع بأهمية التطبيق، ففى المرة الأولى كان محصول المزارع مقارنة بمحصول المشروع يسجل فارقاً يبلغ 41%، وهو فارق كبير نسبياً جعله أكثر قناعة باتباع خطوات وأساليب المشروع، لذا كان حريصاً ومتحمساً على التطبيق الذى سريعاً ماقلص النسبة فى الدورة التالية إلى 12% وفى الدورة التى تلتها إلى 9% وهى ضئيلة جداً، وفى كثير من الأحيان أصبحت تناهزها، وهنا تبرز أهمية اقتناع وتفاعل وتجاوب أهالى شمال سيناء واكتسابهم خبرة التطبيق الأمثل

وعن تفاصيل تنفيذ البرنامج يقول الدكتور محمد طارق عبد الفتاح الأستاذ بالمركز والمدير التنفيذى والإدارى للمشروع: كان برنامج المشروع شاملاً ومتكاملاً لتعظيم الاستفادة منه حيث تم تنفيذ دورات تدريبية شاملة لبناء قدرات الفنيين والمزارعين من خلال المشاركة فى انتخاب وإنتاج التراكيب النباتية الوراثية المتميزة والمتحملة للملوحة، وتطبيق التقنيات الزراعية المناسبة والاهتمام بالثروة الحيوانية وتصنيع منتجاتها، وتطبيق الإدارة الزراعية السليمة لإنتاج المحاصيل ذات الانتاجية العالية من المحاصيل العلفية والزيتية ومحاصيل الحبوب والنباتات الطبية والعطرية المتحملة للملوحة،وتطوير نظم الانتاج الحيوانى وتصنيع واستخدام الأعلاف الحيوانية والتدريب على الصناعات اليدوية المرتبطة بالمنتجات الحيوانية.

يذكر أن ورشة العمل اهتمت بتنمية شمال سيناء من الناحية الزراعية وتجاوز العوامل المناخية الصعبة كارتفاع درجات الحرارة وندرة الامطار إلى جانب شح المياه وملوحتها وملوحة التربة.