الكل يشعر بالحزن والاسى واحيانا الغضب مما حدث للمانجو بسبب التقلبات الحادة في المناخ .. فالمانجو كما الذي يخرج من نقرة ليقع في دحديرة ... فما لبثت أن تعافت من موجات صقيع يناير القاسية حتى اصطدمت ببرد الربيع الطويل والذي اطال موسم التزهير والعقد ... حتي خرجت منهكة مستنزفة القوى فكان الارتطام القوي مع موجة قياسية من الحرارة في اواسط مايو "المهادن" .. فاحترقت أطرافها بعناقيدها بثمارها الغضة المرفهه ...
فالارتفاع القياسي في الحرارة خلال الخميس بالتحديد .. كان اقوى من اي وسيلة ردع وحماية ... لان درجة حرارة الهواء الساخن تستطيع أن تتوغل داخل الأنسجة بسرعة .. ولولا لطف الله وكانت سرعات الرياح "ضعيفة" في هذا اليوم لتدمرت كل ثمار المانجو علي كل شجرة في المناطق اللى اتعرضت للحرارة ... اما عن أهم التوصيات فالرش بسليكات البوتاسيوم والالومنيوم هو جزء من الحماية وليس كلها حيث أن توفر المياه ودرجة حرارتها وكمية الظل "المتحرك" وحالة الشجرة الصحية ونوع التربة والصنف وكثافة الشجرة ... الخ ... كلها كانت عمليات مساعدة ولها دور كبير في نجاح الحماية ...
في النهاية أنا أعتبر هذه الموجة هي من ضمن الكوارث الطبيعية زي السيول ونزول الثلج ويكذب من يقول إنه نجا منها بنسبة ١٠٠٪ ...
لكن ما زال هناك فرصة لتقليل الخسائر قدر الامكان لتعويض "جزء" منها .. فلا يأس ولا احباط ..
فالشجرة كنبات وكائن حي تريد أن تتجاوز المحنة وتتعافى من هذه "الخبطات" ... وتحافظ علي ثمارها ... ويمكنك أن تساعدها بالتالي:
** تقصير فترات الري مع تقليل الكمية أمر واجب.
** الابتعاد تماما عن كل مصادر الازوت عدا نترات الكالسيوم ..
** الاهتمام الزائد بمركبات عالي الماغنسيوم والمنجنيز وطبعا الكالسيوم في صورة "الفوسفيت" وذلك لالتئام الجروح الناتجة عن تشقق الثمار بسبب اللسعة..
** الرش الهام بالاحماض الامينية وخاصة الفولفيك والبرولين والهيدروكسي برولين ..
** الرش الحتمي ضد الأمراض مثل البياض الدقيقي .. وخاصة الانثراكنوز لأنه فطر يهاجم الأنسجة "المجروحة" .. علي أن تكون جلوكونات/ اكسي كلورو / هيدروكسيد النحاس من ضمن التركيبة ..
** الرش ضد الحشرة القشرية والبق الدقيقي لانهما يصيبها الاشجار الضعيفة ...
سأكون معكم أول بأول ... ان شاء الله
دكتور محمد علي فهيم
٢٨ مايو ٢٠١٩