تحقيق الأمن المائى يحتاج لتطبيق الاستفادة القصوى من كل نقطة مياه لذلك فان عمليات تدوير ومعالجة المياه لإعادة استخدامها تعد خطوة مهمة على طريق سد الاحتياجات المائية، وبعض الابحاث العلمية تركز على استخدام النباتات للتنقية والمعالجة سواء كانت مياه صرف صناعى أو صحى.
فى هذا السياق توضح دراسة للباحثة نتلى خيرى بإحدى الجامعات الخاصة لقياس مدى إمكانية نبات السرخس المعروف باسم الأزولا فى معالجة مياه الصرف الصناعى وكذلك مياه الشرب، حيث أخذت عينات من مياه الصرف الصناعى بإحدى البحيرات الصناعية بمدينة السادات الصناعية، وأيضا عينات من مياه الشرب بمناطق متعددة بالجيزة، حيث تبين لها وجود بعض المعادن الثقيلة التى لا تتكسر من خلال عمليات المعالجة مثل الزنك والنيكل والرصاص والحديد والنحاس، ولإتمام عملية البحث وضعت الباحثة خمسة تركيزات لتلك المعادن بالمياه المراد معرفة قدرة نبات السرخس على امتصاصها، فتوصلت إلى قدرته على امتصاص 75% من المعادن الثقيلة بمياه الصرف الصناعى، وقدرته على امتصاص 90% لتنقية مياه الشرب، وبالتالى يمكن الاستفادة من نبات السرخس كأحد طرق المكافحة البيولوجية فى معالجة المياه لحماية البيئة وقد أوصت الباحثة بزراعته.
من جانبه، يوضح الدكتور رضا الشحات أستاذ الميكروبيولوجى بمعهد بحوث الأراضى، أن نبات السرخس ينتشر فى مزارع الأرز لأنه نبات ينمو فوق سطح الماء فضلا عن أنه يعيش بداخله طحلب بدوره يساعد على تثبيت النيتروجين، بمعنى أنه يأخذ النيتروجين من الغلاف الجوى ويحوله لأمونيا وأحماض أمينية، وبتبادل المنفعة بين النبات والطحلب نجد أن النبات يحتوى على نسبة عالية من البروتين تصل إلى 36%، وفترة نموه من يومين إلى خمسة أيام، ولذلك فنموه سريع جدا مما يعظم الاستفادة من قدرته العالية فى امتصاص الملوثات الموجودة فى المياه مثل الرصاص والكوبالت والكادميوم، لأنه بدوره يختزن الملوثات بداخله ويركز العنصر أيضا بداخله، لذلك يمكن الاستفادة منه فى إجراء عمليات عصر النبات واستخراج تلك العناصر الثقيلة منه، ثم إضافة بعض الأحماض أو القلويات، حيث يتم ترسيب المعدن الثقيل الذى امتصه النبات من المياه ويتحول إلى كبريتات يمكن الاستفادة منها فى الصناعات المختلفة، وأيضا الاستفادة من أوراق النبات بعد ذلك فى تصنيع الأخشاب البديلة والورق.
ويضيف الدكتور الشحات أنه تجرى الآن أبحاث متعددة للاستفادة من هذا النبات فى إنتاج البيوديزل والمنتجات الحيوية للبترول، لأنه يحتوى على نسبة من الزيت تصل إلى 5%، لذلك فهو يمكن أن يكون أيضا مصدرا من مصادر إنتاج الطاقة، وهو نبات يمكن تنميته على مياه المصارف الزراعية والصحية، وكذلك يمكن أن تتم زراعته فى مياه نظيفة أو معالجة لاستخدامه علفا للحيوانات .
وعن تجربة تطبيق استخدام نبات الأزولا كعلف بديل للحيوان والطيور، أوضح اكرامى صبحى صاحب مزرعة لإنتاج الأزولا أنه يقوم بزراعته منذ 3 سنوات، فى البداية زرع مساحة فدان على سطح المياه فى أحواض حيث أعطى إنتاج طن من أوراق النبات الخضراء يوميا خاصة فى فصلى الربيع والصيف، وبدأ يستخدمها كعلف بديل للطيور والحيوان بنسبة 80% فى التغذية بما يساعد على تحقيق وفرة عالية فى التكلفة، حيث يصل طن الأزولا إلى 300 جنيه مقابل العلف الذى يصل إلى 7000 جنيه، هذا بالإضافة إلى زيادة نسبة الألبان إلى 20%، وارتفاع مستويات المناعة لدى الحيوان، وأضاف أنه لا يمكن زراعته على مياه المصارف بهدف تغذية الحيوان والحفاظ على صحته، وأنه بدأ ينتشر فى بعض المحافظات مثل الوادى الجديد والأقصر.