"العدد فى الليمون" مثل شعبى كان يقال فى كافة المواقع بمصر، ليدل على أنه لو أراد مواطن الحصول على كميات كبيرة بسعر قليل كان يقال له هذا المثل، تجسيداً لقلة سعر الليمون فى المحافظات المصرية، ولكن حالياً أصبحت أسعار كيلو الليمون أغلى من الفواكه الفاخرة بل ووصل سعر كيلو الليمون ليناطح سعر كيلو اللحم بعد وصوله ما بين 80 لـ100 جنيه، وأصبح سعر كيلو الليمون مادة خصبة لمنصات السوشيال ميديا للسخرية، وبين المواطنين فى الشوارع مادة للأسى والآلم خصوصاً من النصف الثانى من شهر رمضان المبارك وحتى الآن بعد الارتفاع الجنونى لسعره مع أهميته الكبيرة على مائدة الإفطار، والذى يدخل فى أغلب الوجبات.
وفى الصعيد إشتكى عدد كبير من المواطنين من هذا الإرتفاع الجنونى لسعر كيلو الليمون بجانب ظهور المنتج أخضر ولا يوجد به مياه جيدة لوضعه على السلطة أو الشوربة أو الأسماك وخلافه من الأكلات اليومية للمواطنين، حيث يقول الحاج عبد الرؤوف أحمد مدير مدرسة بالأقصر، أن المثل الشعبى "العدد فى الليمون" انهار تماماً بعد وصول سعر الكيلو لـ100 جنيه مؤخراً، وأصبح التجار بعدما كانوا يضعون ليمونة أو إثنين زيادة خلال شراء الخضروات أصبحوا يزنون الليمون على "ميزان حرارى" بالجرام وهو ما أضرهم كثيراً فى رمضان والعيد وحتى الآن.
ورصد "اليوم السابع" آراء عدد من مزارعى الليمون فى محافظة الأقصر، حيث يقول عطيتو محمد النوبى مزارع بالأقصر، أنه يملك فدان يزرع فيه أشجار الليمون، ويجد فى الفدان من 30 لـ40 شجرة والذى ينتج فى السنة 10 أطنان ليمون، حيث تبدأ مرحلة جنى أثمان الليمون مع دخول الطقس الحار وشهور الصيف من شهر مايو وحتى شهر سبتمبر من كل عام بكميات تكفى الجميع وبأسعار مناسبة، قائلاً: "حالياً أصبح الليمون لا ينضج ومازال أخضر على الأشجار بسبب الطقس البادر طوال فترة الشتاء بصورة كبيرة عن السنوات الماضية، وحتى الأيام الأولى من شهر رمضان المبارك، وهو السبب فى ضعف المحصول وقلة الإنتاج وإرتفاع السعر كثيراً".
ويضيف المزارع عطيتو محمد النوبى فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أنه يهتم بزراعة الليمون البلدى لكونه أجود أنواع الليمون فى مصر، موضحاً أنه يوجد أيضاً أنواع آخرى منها "الليمون الشعيرى – الليمون الإيطالى"، ولكن البلدى هو رقم واحد فى الصعيد لجودته الكبيرة، حيث يتم طوال فترة الزراعة لأشجار الليمون وضع سماد بوتاسيوم وسماء كيما ونترات، مؤكداً أن شجرة الليمون تنتج من 3 آلاف إلى 4 آلاف ليمونة، وتختلف طريقة بيع وتوريد الليمون للتجار فى الشوادر المختلفة ما بين بيعه بالكيلو الذى يتراوح ما بين 8 لـ10 جنيهات فى الموسم الطبيعى، والطريقة الثانية ببيعه بالعدد حيث يشترى التجار الليمون بالـ100 ليمونة بسعر يتراوح ما بين 7 لـ10 جنيهات حيث تبلغ الـ100 ليمونة مابين 3 لـ4 كيلو حسب حجمها وجودتها.
ويؤكد المزارع الأقصرى عطيتو النوبى، أنه من أبرز أسباب إرتفاع سعر كيلو الليمون، هو أن الطقس كان بارد جداً هذا العام والليمون يحب الطقس الحار وظل الطقس بارد حتى مطلع شهر رمضان الجارى، وتسبب ذلك فى تأخر الإنتاج، فالليمون يحتاج لطقس حار لكى ينضج على الشجر ويصبح لونه مائل للإصفرار، كما أن ليمون الوجه البحرى لم يخرج للأسواق بسبب الطقس أيضاً، قائلاً أن بسبب ذلك أصبح كيلو الليمون مابين 30 و35 جنيها بالشوادر خلال النصف الثانى من شهر رمضان المبارك وحتى عيد الفطر المبارك.
أما سيد بشير مزارع من أبناء مدينة إسنا، فتسائل قائلاً: "لا أعرف سبب إرتفاع كيلو الليمون لهذا الرقم الخيالى ووصل لـ80 و100 جنيه، وكنا نقوم بتوريد كميات الليمون بالعدد حيث إن 100 ليمونة كانت تورد للتجار بالشادر بـ7 جنيهات وحتى 10 جنيهات وكان الجميع من المواطنين يحصل عليه، ومعدل وزن الـ100 ليمونة يصل لحوالى 4 كيلو وتقدم للتجار بسعر لا يزيد عن 2 أو 3 جنيهات للكيلو الواحد، كيف وصلت الأسعار لهذا الرقم الكبير وكيف يرفع التجار السعر لهذا المعدل الضخم مقارنة بالسعر الذى يحصلون عليه من المزارع وهو زهيد للغاية لا أعلم".
أما مؤمن العربى مزارع يقوم بجنى محصول الليمون بالأقصر، فقد أكد أن زراعة الليمون تسمى فى الصعيد بـ"الزراعة اليتيمة" فلا يوجد اهتمام كبير من المزارعين بالليمون بكثرة كباقى الدول والمحافظات بالوجه البحرى، مؤكداً أن عدم إهتمام المزارعين بالأقصر وجنوب الصعيد بزراعة الليمون ينتج عنه سنوياً ارتفاع الأسعار فى فترة معينة ولكن لم تصل لهذا الحد نهائياً.
ويضيف مؤمن العربى لـ"اليوم السابع"، أن زراعة أشجار الليمون تزرع بكميات قليلة بالأقصر على أطراف زراعاتهم الأساسية أو على الجسور والترع وخلافه، ويتم البيع والشراء بين التجار الصغار فى الشوادر أو أصحاب عربات ومحلات الخضار والفاكهة، موضحاً أنه حالياً مع الطقس المتقلب الليمونة أصبحت أصغر وأقل فى نسبة المياة داخلها، وتسبب ذلك فى إرتفاع السعر بصورة كبيرة لأكثر من 80 جنيها مقارنة بسعر الموز والفواكه الأخرى التى تباع من 7 لـ10 جنيهات.
أما الحاج أحمد سيد صاحب مزرعة ليمون بإسنا، فيقول: "جشع التجار سبب رئيسى فى رفع سعر الليمون لهذه الأرقام الفلكية، بجانب عدم إهتمام وزارة الزراعة متمثلة فى مديرية الزراعة بالأقصر بزراعة الليمون ومتابعة المحصول والإنتاج مع المزارعين والتجار لحماية المواطنين، ولا يوجد إرشاد زراعى ولا ثقافة زراعية للبساتين أو الخضروات أو الفواكه، ونتمنى وجود برامج إرشادية ثقافية من الزراعة والجمعيات الزراعية المختلفة بالأقصر وجنوب الصعيد".
ويضيف الحاج أحمد سيد ابن الأقصر لـ"اليوم السابع"، أن محصول الليمون يعتبر ثانوى وليس ضرورى فهو يزرع على الجسور والقنوات الخاصة بالمياه، وذلك يؤدى إلى عدم وجود حذر أو ضوابط لحماية المحصول فالجميع متاح لهم جنى الليمون من الأشجار القليلة المنتشرة بالقرى، ويتم بيع الليمون للتجار بالـ100 ليمونة وتأخر نضج الليمون أدى لهذا الارتفاع الكبير فى السعر.