لمواجهة ظاهر غش وخلط المبيدات، بدأت لجنة المبيدات والآفات الزراعية، أعمال تحديث دراسات ظاهرة غش المبيدات، وأسبابها والحلول المقترحة للسيطرة عليها وفقا لمعايير تعتمد على الشفافية والنزاهة من خلال برامج التوعية للمزارعين، ومواصلة برامج مطبقى المبيدات لقضاء على الرش العشوائى لإنتاج منتجات زراعية خالية من المتبقيات تضمن الحفاظ على الصحة العامة والبيئة، والتخلص من رواكد المبيدات الخطرة على البيئة والانتاج الزراعى، وتخفيض نسبة المغشوش.
الدكتور محمد عبد المجيد رئيس لجنة مبيدات الآفات الزراعية، فى تصريحات لـ"اليوم السابع" يقول إنه من المقرر البدء أوائل الشهر المقبل فى توزيع استمارات الاستقصاء للمعنيين بإجراء تحديث لدراسات ظاهرة غش المبيدات، وأسبابها والحلول المقترحة للسيطرة على ظاهرة الغش وفقا لمعايير تعتمد على الشفافية والنزاهة، بالتنسيق مع معهد الإرشاد الزراعى والتنمية الريفية حول عمل دراسة استقصائية عن حجم ظاهرة غش المبيدات فى مصر، حيث سبق للجنة المبيدات التعاون مع المعهد فى الدراسة السابقة لظاهرة المبيدات والتى أجريت عام 2014، وتستهدف وضع قواعد تضمن جودة المنتجات الزراعية المتداولة فى الأسواق وتطبيق الممارسات الجيدة فى الزراعة.
وأضاف "عبد المجيد"، أن مواجهة ظاهر غش المبيدات من خلال التوسع ببرامج التوعية للمزارعين ومواصلة برامج مطبقى المبيدات بمختلف المحافظات، مشددا على أن السيطرة على غش المبيدات أولى خطوات زيادة الصادرات الزراعية وضمانا للشفافية فى إدارة الملف، مشيرًا إلى انخفاض نسبة المبيدات المغشوشة فى مصر إلى 14% بدلا من 17% ونخطط أن تصل هذه النسبة إلى 10% وهو ما يعد جهدا غير مسبوق بينما دول متقدمة تتجاوز نسبة المغشوش فيها نسبة المبيدات المغشوشة فى مصر، وهى ظاهرة يجب أن نتصدى لها من خلال التعاون المشترك بين الدولة والمنظمات المعنية بتداول المبيدات، للحد من عمليات غش أو تهريب المبيدات إلى الأسواق.
وأضاف "عبد المجيد"، أن برنامج مطبقى المبيدات يهدف إلى انتاج منتجات زراعية خالية من المتبقيات تضمن الحفاظ على الصحة العامة والبيئة، مؤكدا أن المستهدف للبرنامج توفير فرص عمل لـ50 ألف شاب على مستوى الجمهورية خلال الأعوام المقبلة، موضحا أن البرنامج يهدف إلى توجيه العاملين برش المبيدات بشكل صحيح وآمن على الصحة والبيئة، وتوفير فرص عمل لنشاط لم يكن موجودا بالسابق، لافتا إلى أن إدارة المبيدات بشكل صحيح استوجبت وقف غير المؤهلين للتطبيق بشكل صحيح وتجريم رش المبيدات بدون شهادة مزاولة المهنة.
وتابع "عبد المجيد"، أن تنفيذ برنامج مطبقى الاستخدام الآمن للمبيدات ينفذ تباعا فى مختلف المحافظات يهدف إلى الحفاظ على البيئة والصحة العامة، فضلاً عن ترشيد استخدام المبيدات بما ينعكس على زيادة الإنتاجية وزيادة الصادرات لدول العالم المختلفة، مشيرا إلى أن مصر لديها ميزة نسبية فى إدارة منظومة تداول المبيدات، واعتمادا على النظم الحديثة فى الإدارة لدرء المخاطر، وإنتاج محاصيل ومنتجات زراعية آمنة لا تشكل تهديدا للصحة العامة أو البيئة.
وأكد رئيس لجنة المبيدات، أنه سيتم بدء اجراءات التخلص من 1200 طن من رواكد المبيدات المخزنة منذ عام 1972، والتى كانت تشكل تهديدا للبيئة المصرية، وذلك من خلال شركة أجنبية بشحن أولى هذه الكميات إلى الخارج للتخلص الآمن منها على أن يتم الانتهاء منها تماما خلال 6 شهور، مشيرا إلى أن تخفيض المبيدات ذات البطاقة الحمراء وزيادة نسبة البطاقة الخضراء للمبيدات، حيث تصل نسبة المبيدات المستخدمة فى مصر من البطاقة الحمراء ذات السمية الشديدة إلى 4%، بينما تصل هذه النسبة فى البطاقة الخضراء إلى 60%، وتقع باقى المبيدات ما بين الخضراء والحمراء.
وقال الدكتور مصطفى عبدالستار، الأمين المساعد للجنة مبيدات الآفات الزراعية، فى تصريحات لـ " اليوم السابع "، إن برنامج تدريب وتأهيل مطبق المبيدات يتضمن منح المتدرب شهادة مزاولة مهنة لاستخدام المبيدات وفقا للتوصيات الفنية المعتمدة، لتحقيق أفضل نتائج فى مكافحة الآفات، مشددا على أن توصيات الاستخدام تستهدف استخدام كمية المبيد المناسبة فقط دون زيادة والحفاظ على البيئة وخصوبة التربة وحيويتها، ومنظومة مطبقى المبيدات تستهدف توفير فرص عمل حرة أو مشروع اقتصادى صغير للشباب يوفر دخلا مناسبا.