" القطاع الزراعى فى حاجة إلى إطلاق حزمة من الإجراءات والسياسات الزراعية لكى يساهم بنسب أكبر فى الناتج المحلى ومعدل النمو .." بتلك العبارات التى عكست الحاجة إلى ضرورة إطلاق مجموعة من البرامج والحزم التشجيعية لتنشيط إسهامات الزراعة بالناتج المحلى، بدأ الدكتور سيد خليفة نقيب الزراعيين حواره مع "العالم اليوم" .
وأوضح أن القطاع الزراعى حاليا يشارك بما يتراوح ما بين 12 إلى 14 % من الناتج القومى الإجمالى وأن جملة الصادرات من الحاصلات الزراعية الطازجة والمحفوظة والجافة تقدر بنحو 5 مليارات جنيه، وأن معدل النمو للقطاع يتراوح ما بين 2.5 إلى 3 %.
وأشار إلى المشروعات القومية التى أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسى فى ولايته الأولى، جارى إستكمالها حاليا، وتتمثل فى مشروعات زراعة وإستصلاح المليون ونصف فدان والإستزراع السمكى والصوب الزراعية والإنتاج الحيوانى وإستصلاح الأراضى, مؤكدا أن تلك المشروعات ساهمت فى زيادة معدل النمو بالقطاع الزراعى ليقفز من 2 % العام الماضى إلى 3 % هذا العام.
وشدد على أنه لاصحة لما يتردد من وجود بطء فى تنفيذ المشروعات الخاصة بالقطاع الزراعى عدا مشروع المليون ونصف فدان الذى تديره شركة الريف المصرى, مؤكدا أن مشروع المليون ونصف فدان بحاجة إلى إجراءات وتدخلات لتقديم تيسيرات وحوافز للشباب الذى سيقوم بالإستثمار فى هذا المجال وكذلك القطاع الخاص الإستثمارى.
وتابع: أن محافظة الوادى الجديد وحدها جملة مساحة الأراضى التى تم إضافتها للرقعة الزراعية خلال عام 2017 – 2018 بلغت 260 ألف فدان من مشروعات الإستصلاح, مشددا على أن المشروعات الزراعية التى أطلقها الرئيس " السيسى" بولايته قد ساهمت فى تقليل الإستيراد وزيادة الصادرات وخلق آلاف من فرص العمل.
ولفت إلى أزمة سد النهضة الأثيوبى وتأثيراتها على القطاع الزراعى, موضحا أنه إذا حدث وكانت فترة ملىء السد ثلاث سنوات ستفقد البلاد ما يتراوح ما بين 10 إلى 15 مليار متر مكعب سنويا من الماء الوارد إلى مصر, بجانب 5 مليار متر مكعب سنويا نتيجة إستهداف أثيوبيا زراعة مليون ونصف فدان.
وقال إنه من ضمن الإثار السلبية التى سيلحقها السد الأثيوبى بالقطاع الزراعى بمصر أنه سوف يشجع السودان لزراعة موسمين زراعيين بدل مرة فى المنطقة الغربية بالسودان, علاوة على ما سيسببه من إنخفاض منسوب المياه أمام السد العالى فى بحيرة ناصر مما يؤثر على محطات الشرب والسياحة النيلية ويتسبب فى إنخفاض منسوب المياه الجوفية ويؤثر على الثروة السمكية نتيجة عدم وصول المياه للبحيرات الشمالية.
وأضاف أن إنخفاض حصة المياه إلى 10 مليار متر مكعب معناه فقد 2 مليون فدان من الأراضى الزراعية وفقدان 2 مليون فرصة عمل, مشددا على أن الحكومة ومؤسسات الدولة قد وضعت منذ خمس سنوات خطة تنفيذية لمواجهة التحديات الناجمة عن بناء سد النهضة وتم تنفيذها بكفاءة عالية.
خطة الحكومة
وأوضح نقيب الزراعييين محاور الخطة التى تنفذها الدولة لمواجهة الإثار السلبية لسد النهضة وكيف أنها تتمثل فى أولا: إعادة تدوير مياه الصرف الزراعى والصحى وإنشاء محطات تحلية لمياه البحر فى مناطق قناة السويس والجلالة والبحر الأحمر والعلمين, مشيرا إلى أن إنتاج البلاد من المياه المحلاه قبل خمس سنوات كان يقدر بنحو 80 متر مكعب يوم وحاليا وصل إلى 800 متر مكعب يوم أى عشر أضعاف كمية المياه المحلاه.
وأضاف أن خطوات الحكومة لمواجهة آثار سد النهضة شملت أيضا إنشاء البحيرات الصناعية بالمناطق الجبلية وإتباع طرق حديثة لحصاد مياه الأمطار والسيول بمناطق البحر الأحمر وسيناء والساحل الشمالى الغربى , مشيرا إلى قيام الدولة بتنفيذ مشروعات على مساحة 250 ألف فدان لتطوير الرى الحقلى فى 5 محافظات كمشروع إرشادى يستخدم الرى بالتنقيط وتطوير المجارى المائية لتوفير الفاقد فى مياه الرى, علاوة على إنتاج أصناف وسلالات من المحاصيل تتحمل الجفاف وفترة نموها قصيرة, وإصدار تشريعات للحد من المحاصيل الشرهة للمياه مثل الأرز وقصب السكر والموز.
وقال إن الخطوات الحكومية شملت أيضا زراعة 100 ألف فدان صوب زراعية والتى تعتمد على إستخدام التقنيات والزراعة الحديثة وتوفر 80 % من إستهلاك المياه بالمقارنة بالزراعات المكشوفة وتنتج 5 أضعاف الأراضى المكشوفة , مشددا على أن مصر بحاجة لشرح موقفها أمام الشعوب الإفريقية والمجتمع الدولى بشأن الضرر الواقع عليها جراء تعنت الجانب الأثيوبى فى الجزء المتعلق بفترات ملىء وتشغيل السد.
وإستطرد نقيب الزراعيين بحديثه عن سد النهضة وقال أن 9 سناريوهات علمية لجامعات كبرى فى العالم تحدثت عن إنخفاض الأمطار على الهضبة الأثيوبية وبحيرة فيكتوريا ليصبح الجميع فى مواجهة الشح المائى مقابل سيناريو روسى واحد يتوقع زيادة الأمطار متسائلا: هل يتعظ الجميع ويعلم أن النيل هبة الله وليس أحد ؟!!.
وأضاف أن الغريب أن بعد فوضى 25 يناير 2011 تعنتت أثيوبيا وتشددت فى حق مصر فى مياه النيل وفى أواخر سبتمبر الماضى بعد أن أقنعتهم تركيا وقطر أن إنتفاضة حدثت فى البلاد بالمسلسل الإعلامى الذى أذاعته قناة الجزيرة عادت أثيوبيا وتعنتتت مرة أخرى.
وقال إن أثيوبيا بها 18 نهر مقابل نهر واحد فى مصر و11 بحيرة مقابل بحيرة واحدة فى مصر وأنه يسقط على أثيوبيا سنويا 900 مليار متر مكعب مياه.