فى قلب الصحراء الغربية هناك خلية عمل لا توقفها برودة الشتاء القارس ولا بعد المسافات الشاسعة عن المدن حيث الآلاف من العمال والفنيين والمهندسين ومختلف طوائف الحرف والمهن يعملون ليل نهار فى مناطق شرق العوينات والفرافرة بمحافظة الوادى الجديد، من أجل حصاد جهد وعرق موسم كامل من الزراعة على مساحات شاسعة تزيد عن 48 ألف فدان منزرعة بمحصول البطاطس، من أجل سد احتياجات السوق المحلى وأسواق التصدير وتعاقدات مصانع المنتجات الغذائية على مستوى الجمهورية والدول التى تستورد المحصول من مصر .
والكثير لا يعلم أن أهم مصدر لتوريد البطاطس عالية الجودة وفئة التصدير والتصنيع هى محافظة الوادى الجديد حيث افتتح اللواء محمد الزملوط محافظ الإقليم موسم جنى محصول البطاطس فى (العروة الشتوية)، بأحد مشروعات الاستثمار الزراعي بقرية ابو منقار بالفرافرة، والمقام على مساحة 10 آلاف فدان ويضم 550 عامل دائم وموسمي، حيث التقى الزملوط بالعمال بالمشروع واستمع إلى مطالبهم ومقترحاتهم، ووجه بتقديم الرعاية اللازمة لهم وتحفيز الشباب على الالتحاق بالعمل في تلك المشروعات بما يحقق لهم فرص عمل ومصدر دخل مناسب.
وتحتل البطاطس مركزاً هاما بين المحاصيل الغذائية فى محافظة الوادى الجديد والتى تعطى إنتاجية موزعة على العروات الثلاث الصيفية والنيلية والشتوية تصل إلى حوالى مليون طن سنويا بواقع 20 طن للفدان، حيث أكدت إحصائيات قطاع الزراعة بالمحافظة أن اجمالى المساحة المنزرعة هذا العام حوالى 48 ألف فدان من البطاطس بواقع 38 ألف فدان فى منطقة شرق العوينات و1000 آلاف فدان فى الفرافرة وتستوعب مزارع البطاطس بالمحافظة أكثر من 3000 عامل وفنى يعملون طوال العام فى زراعة وجنى المحصول .
وقال الدكتور مجد المرسى وكيل وزارة الزراعة بمحافظة الوادى الجديد فى تصريح خاص لــ" اليوم السابع " أن أصناف البطاطس التى تزرع فى مصر هى ثلاث مجموعات حسب الغرض من زراعتها، وتشمل الأصناف التصديرية تامة النضج (مخلطة) أو غير تامة النضج (مريشة) بعد تعبئتها فى مادة للحفاظ على نضارة الدرنات، وذلك طبقا لرغبات الأسواق الخارجية سواء الأوروبية منها أو العربية ومجموعة الأصناف التصنيعية، وتتميز هذه الأصناف بالمواصفات التصنيعية المرغوبة والمادة الجافة العالية والإنتاجية الممتازة والبعض منها يصلح للأصابع المحمرة French Fries مثل الدايمونت والكاردينال والفان جوخ والبعض الآخر يصلح لصناعة الشيبسى Chips مثل الليدى روزيتا والهيرمس والسانتيه وغيرها، ومجموعة أصناف الاستهلاك المحلى وهى عدة أصناف معروفة ومخصصة لهذا الغرض .
أكد المرسى أن محافظة الوادى الجديد تعتبر بيئة مثالية لزراعة البطاطس نظرا لتوافر الاشتراطات اللازمة لزراعة المحصول بها وهو ما شجع المستثمرين على التوسع فى تلك الزراعات بمساحات كبيرة وقابلة للزيادة خلال الفترة القادمة، وذلك بعدما قدم اللواء محمد الزملوط عددا كبيرا من الامتيازات والتسهيلات للمستثمرين وشباب الخريجين نحو التوسع فى الزراعات الاستثمارية وغير التقليدية، وهو ما ساعد على تخصيص مساحات أخرى لزراعة محصول البطاطس على مستوى مراكز المحافظة .
أوضح المرسى أن نبات البطاطس ينمو فى الجو البارد ويحتاج فى أطوار نموه الأولى ( خلال الشهرين الأولين من حياته ) إلى جو دافئ لحد ما ذو درجة حرارة تتراوح مابين 25 – 20 م ونهار طويل نسبيا وذلك لتشجيع النبات على تكوين مجموع خضرى وجذرى مناسبين ثم يتلو ذلك جو يميل إلى البرودة ( 18 – 15 ) ْم ونهار قصير أثناء فترة تكوين ونمو الدرنات الجديدة حيث تساعد الفترة الضوئية القصيرة والحرارة المنخفضة على الإسراع فى عملية صب الدرنات وبالتالى زيادة كمية المحصول الكلى للنبات .
أفاد المرسى أنه ينصح باتباع دورة زراعية ثلاثية على الأقل وذلك لتلافى الإصابة بأمراض التربة مثل العفن البنى والعفن الطرى والجرب العادى وهى تشكل أهم أسباب تدهور المحصول وانخفاض صفاته التجارية، ولتلافي خلط الأصناف المختلفة عند تكرار زراعة البطاطس فى عروات متتالية فى نفس المساحة، مؤكدا على أن طرق زراعة البطاطس تتمثل فى طريقــة الترديم وهى الطريقة الشائعة والمفضلة لدى معظم المزارعين فى مصر وطرق الزراعـة الآليـة وتتم الزراعة فى المناطق الجديدة والأراضى المستصلحة وخاصة فى محافظة الوادى الجديد وطريقة الزراعة كاملة الآلية وفى هذه الطريقة تستخدم آلات كاملة الآلية وهى تقوم بزراعة الدرنات الكاملة .
أكد المرسى أن موسم الحصاد يبدأ مع علامات نضج محصول البطاطس واصفرار المجموع الخضرى للنباتات إصفراراً طبيعياً وليس نتيجة إصابة مرضية أو حشرية واكتمال تكوين قشرة الدرنة والتصاقها باللحم وصعوبة إزالتها بأصابع اليد، ووصول الدرنات إلى اقصى حجم لها وسهولة انفصال الدرنة من النبات الأم .