«اللوجيستية للتمور».. مشروع ضخم بالوادي الجديد في انتظار بدء التنفيذ

«اللوجيستية للتمور».. مشروع ضخم بالوادي الجديد في انتظار بدء التنفيذ

ينتظر أهالى الواحات فى محافظة الوادى الجديد إطلاق شارة البدء فى تنفيذ إنشاء أول منطقة لوجيستية للتمور فى مصر، بعد الانتهاء من توقيع بروتوكول إنشائها باستثمارات تصل إلى 3 مليارات جنيه، «المصرى اليوم» انتقلت إلى الموقع المخصص للإنشاء بمدينة الخارجة، والذى لايزال مجرد «صحراء جرداء»، لا يميزه عن باقى محيطه من المساحات الصحراوية الأخرى سوى «لافتة» مدون عليها «المنطقة اللوجيستية للتمور».

وقال اللواء محمد الزملوط، محافظ الوادى الجديد، إنه تم توقيع عقد شراكة مع جهاز تنمية التجارة الداخلية التابع لوزارة التموين، لإنشاء منطقة تجارية لوجيستية على مساحة 100 فدان عند نقطة تقاطع الطريق الدائرى مع طريق الداخلة-الخارجة باستثمارات تقديرية تبلغ حوالى 2.5 مليار جنيه، وتسهم بدورها فى توفير فرص عمل لأبناء المحافظة تصل إلى 15 ألف فرصة. وأوضح أنه تم اعتماد خطة للإكثار من زراعات النخيل وتعظيم القيمة المضافة من التمور، حيث يجرى استكمال تخصيص 200 ألف فدان على مستوى كافة المراكز لتنفيذ مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسى بزراعة 2 مليون نخلة إضافية على مستوى المحافظة، مؤكدًا على أن المحافظة تعمل على وضع تيسيرات غير مسبوقة لدعم الاستثمار فى شتى المجالات ولاسيما الاستثمار الزراعى والتجارى، وأن المنطقة اللوجيستية ستضم مصانع للمنتجات الزراعية وأهمها مصانع للتمور لتنفيذ خطة تنمية وتطوير صناعة التمور وتعظيم الاستفادة منها باستخدام أفضل الوسائل التكنولوجية التى ستسهم بدورها فى تحقيق طفرة فى تنمية التجارة الداخلية والتنمية الشاملة بالمحافظة.

وأشار الزملوط إلى أنه تم إنشاء المجلس الاستشارى لتطوير النخيل والتمور بمحافظة الوادى الجديد، برئاسة الدكتور عبدالمنعم البنا، وزير الزراعة الأسبق، إذ بدأ المجلس حصر المساحات المقرر طرحها للاستثمار الزراعى بهدف التوسع فى زراعة وإنتاج التمور، تنفيذا لتكليفات القيادة السياسية بمضاعفة أعداد النخيل من الأصناف عالية القيمة التسويقية. وأكد عدد كبير من المزارعين بالوادى الجديد أن المنطقة اللوجيستية للتمور تعد إنصافًا لهم، وأنه حان الوقت للقضاء على الظلم الذى استمر لسنوات عديدة بعد أن أصبح مصير سوق التمور فى أيدى التجار الذين حافظوا على مكاسبهم دون التفكير فى المُزارع والظروف الاقتصادية، وقال محمد سندادى، أحد منتجى التمور بالخارجة، إن المنطقة اللوجيستية هى الطريق الصحيح للاهتمام بتمور الواحات، واستغلال هذا المحصول فى زيادة فرص الصناعة والتجارة، مشيرًا إلى أن التمور بالوادى الجديد هى المحصول الوحيد لأهالى الواحات، ويعتمدون على ما يدره عليهم من دخل فى قضاء مختلف متطلبات الحياة، متابعًا: «بنصرف منه على تعليم وزواج الأبناء، ولا نعرف شيئا غير زراعة النخيل».

ووصف عادل محمود، أحد مصنعى التمور بالداخلة، المنطقة اللوجيستية بأنها ستكون «نقطة نظام» بعدما تعرض سوق البلح السنوات الماضية لانتكاسات عدة، بسبب عشوائية البيع والتصدير، وسلوك عدد كبير من التجار والدخلاء على مهنة العمل فى سوق التمور، ما أضر كثيرًا بمنتجات البلح، فضلًا عن الاتفاقيات السرية بين التجار التى لم يجن من ورائها أهالى الواحات سوى الخسارة، وبيع المحصول بأسعار منخفضة، أثرت بدورها على حياتهم ووضعهم الاقتصادى.

وأوضح صلاح السيد، وكيل وزارة التموين بالوادى الجديد، أن المنطقة اللوجيستية المقرر إنشاؤها تعد نقلة غير مسبوقة فى دعم الأنشطة التجارية والصناعية والخدمية على أرض المحافظة، حيث تتضمن تنفيذ عدد كبير من المصانع والمجمعات التجارية المتخصصة، وكذلك تنفيذ بورصة عالمية للتمور وعدد كبير من ثلاجات التمور والمخازن التجارية والسلعية، مشيرًا إلى أن المصانع التى من المقرر إنشاؤها تتضمن صناعات متكاملة تعتمد على الاستفادة من أشجار النخيل ليس فقط من حيث منتجات التمور، وإنما من كل مكونات شجرة النخيل، إذ يتم طرح مشروعات لمصانع تعتمد على إنتاج مستخلصات نقية من نوى البلح وعرجون النخيل لاستخدامها طبيًا، وهى تجارب تم تطبيقها فعليًا فى عدة دول، وسيتم تنفيذها فى المنطقة اللوجستية باستثمارات أجنبية وعربية.

ورحب المؤرخ إبراهيم خليل بقرار إنشاء المنطقة اللوجيستية، وقال إن الدولة تأخرت كثيرًا فى الاهتمام بالتمور، وهو ما عرقل التنمية الحقيقية فى الوادى الجديد، مشيرًا إلى أن إقامة منطقة لوجيستية للتمور تضع المحافظة فى حجمها الحقيقى من حيث القدرة على المنافسة فى الأسواق العالمية للتمور، خصوصًا أن محصول البلح بالوادى الجديد يرتبط بموروثات ثقافية لدى أهالى الواحات.

وأكد المهندس مجدى الطماوى، رئيس مركز الخارجة فى الوادى الجديد، أن موقع المنطقة اللوجيستية المقرر إنشاؤها متميز للغاية وتم اختياره بعناية، حيث تقع على الطريق الدائرى الرابط بين مراكز الخارجة والداخلة وباريس، وتتوافر شبكات الطرق المتميزة اللازمة لنقل التمور والمحاصيل الزراعية.

وأشار الدكتور مجد المرسى، وكيل وزارة الزراعة بالوادى الجديد، إلى أن إنشاء منطقة لوجيستية للتمور يعزز فرص الحفاظ على التمور والصناعات القائمة عليها والتوسع فى إقامة المزيد من الصناعات التكاملية، مؤكدًا أن القطاع الزراعى بالوادى الجديد يواصل تكثيف الدورات التدريبية لحماية أشجار النخيل وتوفير العناية اللازمة لها.

ولفت إلى أن البرنامج استهدف عددًا من قرى المحافظة والمشرفين الزراعيين والفلاحين، وتم عقد ندوات ميدانية بالحقول، مؤكدا امتلاك الوادى الجديد نحو 2 مليون نخلة تنتج سنويًا ما يزيد على 80 ألف طن من البلح السيوى المعروف بالبلح الصعيدى، بالإضافة إلى كميات أخرى من البلح كـ«الفالق» و«المنتور» والتمر، وأن هناك طفرة كبيرة فى صناعة التمور بالوادى الجديد، إذ تعد من الصناعات كثيفة العمالة، ومن أهم المنتجات التى تقوم بدور التسويق الإعلامى للواحات لأن بلح الوادى الجديد تمكن من غزو مختلف الأسواق الأوروبية والعربية والآسيوية، كما أن أهل الواحات نجحوا فى زيادة القيمة المضافة للبلح بتخزينه نظرا لزيادة الطلب عليه قبل حلول شهر رمضان من كل عام.