تتميز محافظة الوادى الجديد بزراعة أجود انواع النخيل على مستوى الجمهورية، حيث تبلغ عدد أشجار النخيل ما يزيد عن 2 مليون نخلة من أفضل الأنواع والتى تمثل المحصول الاستراتيجى لسكان المحافظة ويعتمد عليها المزارعون فى مصدر دخلهم السنوى على الرغم من تعرضهم لخسائر فادحة بسبب تكرار نشوب الحرائق فى آلاف الأشجار من النخيل وتدميرها بالكامل إلا أن شجرة النخيل ما زالت هى رأسمال المزارع الواحاتى الذى يعتمد عليه كليا فى حياته .
وبسبب فداحة تلك الخسائر والتى استدعت تدخل الطائرات الحربية منذ عامين لاطفاء أكبر حريق شهدته المحافظة فى قرية الراشدة والتى دمرت أغلب أشجار القرية بالكامل وتمت السيطرة على الحريق، ولجأت المحافظة بالتنسيق مع وزارة الزراعة والبيئة وجهات آخرى مختصة للحد من تكرار تلك الحرائق وكانت أبرز تلك الإجراءات هى الاستفادة من جذوع النخيل الميت فى صناعة الصوب الزراعية صديقة البيئة والتى تنخفض تكلفتها عن الصوب التقليدية بحوالى 70% من قيمة التكلفة وتحقق انتاجا مضاعفا.
وفى هذا الإطار قال المهندس عبد الحكم جبالى مساعد محافظ الوادى الجديد لمشروعات البنية التحتية والجهات المانحة فى تصريح خاص لــ" اليوم السابع "، إن صاحب الفضل الأول فى تنفيذ فكرة الصوب الزراعية من جذوع النخيل الميت هو اللواء محمد الزملوط محافظ الأقليم حيث اقترح منذ فترة تلك الفكرة من اجل الاستفادة من مخلفات النخيل والحد من انتشار الحرائق بسبب تلك المخلفات وبالفعل بدأنا فى تطبيق الفكرة والتى جرى تنفيذها بقرية أسمنت التابعة لمركز الداخلة من خلال تنفيذ صوبة زراعية على مساحة 1200 متر مربع وهى تعادل 5 أضعاف الصوب التقليدية.
أضاف جبالى أن فكرة الصوب الزراعية من جذوع النخيل تعمد على إنشاء قوائم من جذوع النخيل بارتفاعات متساوية وهى لا تتكلف فى تأسيسها حوالى 900 جنيه كما يستخدم فيها مخلفات إطارات السيارات، وذلك لوضعها فوق رؤوس جذوع النخيل لتفادى تمزيق الأغطية البلاستيكية التى يتم وضعها فوق الصوبة وتتميز تلك الصوب أنها مسطحة وتسمح بزراعة أنواع أكثر من الزراعات فيها بجانب سهولة التحرك فيها وممارسة الأعمال الزراعية دون عوائق.
وأوضح الجبالى أنه بعد نجاح التجربة مبدئيا وجه المحافظ بتعميم و تدريب الوحدات المحلية علي تنفيذ تجربة إنشاء صوب زراعية من الخامات البيئه من مخلفات النخيل لكونها تساهم في التخلص الآمن من المخلفات الزراعية وإعادة إستخدامها وتجنب مخاطر الحرائق الناتجة عنها كما أنها مثالية للشباب الراغب في إقامة مشروعات زراعية نظرا لإنخفاض تكلفتها مقارنة بالصوب الزراعية التقليدية بنسبة تقترب من 70 %.
وأكد الجبالى أن المحافظ افتتح منذ أيام المشروع الثانى للصوب الزراعية من مخلفات النخيل بقريه القصر بمركز الداخله على مساحه 1400 م2 لزراعة الخضروات كما وافق على تخصيص 20 فدانا ومنح تصريح لإنشاء بئر سطحي للتوسع في مثل هذه المشروعات للشباب لتكون بمثابه فرص عمل حقيقيه تحقق لهم دخل ثابت يساعدهم في تحسين أحوالهم الاقتصادية.