كتير من مزارعي البطاطس يشتكو من ظهور اعراض "كثيفة" على المجموع الخضري وخصوصاً فى خلال فترة الصب السريع للدرنات (بعد 50 -70 يوم من الزراعة وخصوصا فى العروة الصيفية "المبكرة" للبطاطس ... وتتداخل هذه الاعراض مع اعراض الندوة المبكرة ... لكن ...
هذه الاعراض هي اعراض نقص "الماغنسيوم" وتبدأ فى اواخر شهر فبراير وتستمر حتي نهاية تقليع المحصول وتزيد "جداً" فى حالة انخفاض الحرارة فى النصف الاول من مارس .. كما تزيد فى الحقول التي تم تسميدها بكميات ازوت عالية (اكثر من 11-12 كيس للفدان) او تم تسميدها (كل الدفعات) باليوريا ...
ويوجد فرق كبير بينها وبين اعراض الندوة المبكرة ... حيث تظهر الندوة المبكر فى صورة بقع كبيرة الحجم ولونها داكن اكثر ... تابعوا الصور المرفقة ...
يعالج نقص الماغنسيوم في البطاطس (او اى محاصيل اخرى وخاصة الحساسة منها) اما باضافات للتربة أو رشاً كالاتى:
- يتم التسميد بسلفات الماغنسيوم Magnesium Sulphate او الملح الانجليزي (يتحلل فى التربة في غضون من 4-6 اسابيع) ويجب مراعاة توقيت التحلل مع حاجة النبات له .. كما تم ذكره فوق.
- فى الحالات العاجلة يتم اضافة سماد "اكسيد الماغنسيوم" فى الحالات العاجلة يعني عند ظهور اعراض كثيفة.
- فى حالة وجود تركيز اعلى من البوتاسيوم او الامونيوم فى التربة يتم الرش بالمغذياتالتى تحتوى على اكبر نسبة من الماغنسيوم وبمعدل 2 كجم للفدان في رشتين متتاليتين على عمر 60 و 70 يوم من الزراعة فى العروة الصيفية.
- إضافة الحجر الجيري ( كربونات الكالسيوم و المغنسيوم ) للأراضي الحمضية بمعدل من 150 إلي
200 كجم / للفدان ( استخدام أرضي جور – خنادق ).
واليكم نبذة عن عنصر الماغنسيوم اهميته ودوره واعراض نقصه على المحاصيل المختلفة:
ماذا تعرف عن عنصر المغنسيوم (Magnesium) .. الأساس لعملية التمثيل الضوئي
#عنصر_المغنسيوم :
يعتبر من العناصر التي تأتي مباشرةٍ من حيث الأهمية بعد عناصر الأزوت و الفوسفات البوتاسيوم حيث له مواصفات هامة تحقق مساعدة النبات في عمليات النمو الجذري و الخضري و زيادة حجم الثمار كما أنه له دور فعال في عملية التمثيل الضوئي وتكوين الخلايا إلي جانب قدرته علي بناء جذور قوية و سيقان صلبه .... يعتبر هذا العنصر من العناصر التي يحدث لها تحلل بطئ حيث يستفيد النبات من هذا العنصر طوال فترة الإنبات و حتى نضج الثمار.
أهمية المغنسيوم للنبات :
تتمثل أهمية المغنسيوم في كونه عنصر ضروري لتكوين #جزئ_الكلوروفيل ، حيث يدخل في تركيب كل من الكلوروفيل أ؛ ب و هو يتوسط الهيكل الفراغي لجزئ الكلوروفيل الذي يعتبر المركب الأساسي لعملية #التمثيل_الضوئي والتي تعتبر أهم العمليات الفسيولوجية في النبات والتي بموجبها تتكون الكربوهيدرات داخل النبات لذا يعتبر الكلوروفيل أساس الحياة علي وجه الأرض و بدون الكلوروفيل و الضوء لا تتم عملية التمثيل الضوئي و بدون المغنسيوم لا يتكون الكلوروفيل و تتخلص عملية التمثيل الضوئي ببساطة في هذه المعادلة:
الضوء:
ثاني أكسيد الكربون + ماء ———- سكر جلوكوز ( كربوهيدرات ) + أكسجين + ماء
الكلوروفيل:
من جهة أخري فإن المغنسيوم ضروري لعملية انقسام الخلايا ، حيث تشترك بكتات المغنسيوم مع بكتات الكالسيوم في لصق ألياف السليلوز عند بناء جدار الخلايا كما يعمل المغنسيوم أيضا كعامل منشط للعديد من الأنزيمات الهامة في تحولات التمثيل الغذائي للمواد الكربوهيدراتية و للإنزيمات التي تشترك في تمثيل الأحماض النووية RNA , DNA و هذا و قد يكون له دور هام كعامل لاصق للميكروسومات Microsomes التي يتم عليها تمثيل البروتين داخل الخلايا كما يعمل علي زيادة امتصاص وانتقال الفوسفات.
أعراض نقص المغنسيوم :
1.عند نقص المغنسيوم في التربة نجد أن العنصر ينتقل من الأوراق المسنة إلي الأوراق الحديثة ؛ لذا تظهر أعراض نقصه علي الأوراق المسنة أولا و في الحالات الشديدة تظهر الأعراض علي الأوراق الحديثة.
2.تظهر أعراض نقص المغنسيوم علي هيئة تبقعات صفراء مبرقشة Mottling تنتشر في الورقة خاصة المسنة كما تظهر بقع بنية علي حواف و قمم الأوراق و في معظم النباتات يظهر اصفرار بين العروق في الأوراق المسنة ثم يتغير لونها تدريجيا من لأخضر الداكن إلي الأخضر المصفر فالأصفر أر ، و بينما تبقي العروق خضراء اللون و تبدأ هذه الأعراض في حواف الورقة ثم تتجه تدريجيا نحو مركزها و مع ازدياد النقص تتحول الأجزاء الصفراء إلي اللون البني ثم تموت هذه الأنسجة أما في الصلبيات فتأخذ الأوراق مظهرا برونزيا براقا.
3.محاصيل الفاكهة مثل التفاح والكمثري يظهر نقص المغنسيوم في صورة بقع باهتة بين العروق الرئيسية للنموات المسنة أو الدوابر الورقية ، ثم تتحول هذه البقع إلي اللون البني في التفاح و البني الغامق في الكمثري.
تقسم النباتات حسب قدراتها علي تحمل نقص المغنسيوم في التربة إلي مجموعتين :
المجموعة الأولي :
نباتات غير حساسة لنقص المغنسيوم في التربة:
مثل/ الفاصوليا ؛ البنجر ؛ السلق ؛ الخص ؛ الفجل ؛ البسلة ؛ البطاطا ؛ فول الصويا ؛ الموز ؛ المانجو ؛ الجوافة ؛ الرمان
المجموعة الثانية:
نباتات حساسة لنقص المغنسيوم في التربة:
مثل / الكرنب ؛ الذرة السكرية ؛ الخيار ؛ الباذنجان ؛ البطاطس ؛ القاوون ؛ الفلفل ؛ القرع العسلي ؛ الطماطم ؛ البطيخ ؛ التفاح ؛ الكمثري ؛ الموالح العنب ؛ و النواة الحجرية.
توافر المغنسيوم في التربة :
يتوفر المغنسيوم في التربة في مدي PH من 7 : 8.5 و يقل قليلا في التربة القلوية التي تزيد فيها درجة الحموضة PH عن 8.5 ؛ كما يقل أيضا في PH من 5.5 : 7 و يصبح النقص شديدا في الأراضي التي يقل فيها أل PH عن 5.5 .
وأفقر الأراضي في عنصر المغنسيوم هي : الرملية الخفيفة ؛ الأراضي شديدة الحموضة ؛ بغض النظر عن قوامها و يوجد المغنسيوم في التربة في صورة مثبتة ؛ و في صورة ذائبة في الماء و في صورة متبادلة و تقل كميته في التربة كثيرا عن الكالسيوم و يمتص النبات العنصر في صورة أيون المغنسيوم Mg++ و يؤدي التسميد الغزير البوتاسيوم أو النيتروجين إلي نقص امتصاص النبات المغنسيوم فتظهر أعراض نقصه و لكن إضافة الجير للأراضي الحمضية تؤدي إلي زيادة المغنسيوم الميسر للنبات.
سمية المغنسيوم :
قليلا ما تظهر الكميات الزائدة من التسميد المغنسيوم أراضا سمية إلا في القرعيات التي إذا ما زاد المغنسيوم بالتربة فإنه يقلل امتصاص بعض العناصر الأخرى ، مثل البوتاسيوم و الكالسيوم ، المنجنيز و بالتالي تظهر أعراض نقصهم على النباتات.
دكتور محمد على فهيم - المدير التنفيذي لمركز معلومات تغير المناخ - وزارة الزراعة