مانجو الاسماعيلية في خطر بعد خراب المحصول

مانجو الاسماعيلية في خطر بعد خراب المحصول

وسط ترقب مشوب بالحذر.. تترقب محافظة الإسماعيلية انطلاق موسم حصاد المانجو الشهير، حيث يتوقع الخبراء انخفاض الإنتاج بسبب الاضطرابات الأخيرة في الأحوال الجوية والتي أثرت على المحصول، فيما يرجع البعض الأخر السبب إلى انتشار الهباب الأسود والأمراض الأخرى التي تؤثر على إنتاجية الأرض.

يقول د.السيد خليل وكيل وزارة الزراعة بمحافظة الإسماعيلية، إن المساحة المنزرعة بالمحصول هذا العام تبلغ 110 ألف فدان، مشيرا إلى أن معدل الإنتاج الخاص بالأصناف المعروفة القديمة مثل العويس والزبدة وخلافة يبلغ  3 طن للفدان والأنواع الجديدة مثل الكيت والكنت والأمريكاني تنتج 9 طن للفدان.
 
وتابع: «من المتوقع انخفاض المحصول بسبب الاضطرابات الجوية التي أدت إلى تساقط الثمار، مشددا على ضرورة تقديم الدعم الفني اللازم للمزارعين عن طريق الإرشاد الزراعي وتنفيذ التوصيات باستخدام الأسمدة والمبيدات اللازمة للحفاظ على إنتاجية الفدان».


وكشف المهندس محمود عبد القادر مدير عام المكافحة في المحافظة عن أسباب انخفاض محصول المانجو الإسمعلاوي، قائلا: « رغم معالجة أكثر من 80% من المحصول من مرض العفن الهبابي إلا انه الإهمال في الخدمة من حيث برنامج التسميد والرش الوقائي وعدم انتظام الري وارتفاع منسوب الصرف الزراعي وزيادة ملوحة مياه الري والتربة، كلها عوامل أثرت على إنتاجية الفدان من المانجو». 

وأشار «عبد القادر» إلى أن «العفن الهبابي» الناتج من الإفرازات العسلية للحشرات القشرية والبق الدقيقي وهي حشرات ثاقبة ماصة الموجودة أسفل الورقة دون معالجة لسنوات عديدة وتهيئة الظروف البيئية لتكاثرها وظهرت بصورة وبائية في الآونة الأخيرة احد أهم أسباب تدهور إنتاج المانجو الإسمعلاوي.
وارجع ذلك إلى أن الورقة هى مصنع الغذاء للنبات وعدم القيام بعملية التمثيل الضوئي الغذائي أدت إلى تدهور الإنتاج.

وأضاف: «المزارع الذي تأخر في عملية المقاومة والمكافحة انخفض محصوله لأن النبات لم تكمل دورة النمو وبالتالي اعطي نمو خضري على حساب النمو الثمري».

يقول جلال أبو الطاهر - أحد كبار تجار سوق الجملة ونائب رئيس الغرفة التجارية بالإسماعيلية- إن سوء الأحوال الجوية ومرض العفن الهبابي الذي أصاب الأشجار هذا العام على مستوى المحافظة بالكامل قد تسببت في خسائر فادحة بالنسبة للمزارعين وما يترتب عليه من ارتفاع أسعار المانجو هذا العام بشكل كبير بسبب قلة المحصول بعد إصابة الأشجار والمزارع بالمرض الذي يسبب عقم للأشجار، هذا بخلاف انه من الأمراض الزراعية المعدية للأشجار فيقوم المرض بالانتشار في المزارع ويصيب كل الأشجار بالعقم وتساقط للأوراق فلا يتم اى إنتاج أو ثمار من الأشجار بسبب هذا المرض.

وأضاف أن محصول المانجو بالإسماعيلية تأثر بشكل كبير من التقلبات الجوية التي جعلت الثمار تتساقط من الأشجار وهى غير مكتملة النمو، مشيرا إلى أن المحصول الموجود الآن على الأشجار هو نصف محصول العام الماضي بمعنى أن العوامل الجوية تسببت في فقد نصف محصول المانجو هذا العام.

وطالب مزارعو المانجو بالإسماعيلية بإعفائهم من فوائد القروض المتراكمة عليهم لبنك التنمية والائتمان الزراعي والتي يحصلون عليها سنويا، وحل معاناتهم في غلق المساقي لمدة 8 أيام مقابل فتحها 4 أيام فقط، والذي يعرض الأراضي المزروعة بالمانجو للبوار، مشيرا إلى أن مرض العفن الهبابي هذا العام تترواح خسائره على مزارع ومساحات المانجو المزروعة لتصل إلى 30% تقريبا.

 وحمل نائب رئيس الغرفة التجارية بالإسماعيلية مسئولي الزراعة والإرشاد الزراعي، مسؤولية انتشار مرض العفن الهبابي بمحصول المانجو، حيث انه لا يوجد الإرشاد الكافي بالنسبة للفلاحين المزارعين، ولا يعلم الفلاح البسيط اى أنواع المبيدات التي يقوم برشها في المزارع ، مع انتشار المبيدات والأدوية غير الصالحة للاستخدام، مطالبا بشن حملات توعية للفلاحين عن طريق إعلانات بالتليفزيون لكي يتمكن الفلاح البسيط من معرفة المرض بشكل كامل وكيفية مقاومته والتعامل معه ومحاولات القضاء عليه.

وأشار جلال أبو الطاهر، إلى أن أسعار المانجو هذا العام في متناول المواطنين البسطاء رغم ارتفاع أسعار الوقود التي أثرت أيضا على أسعار المحصول.

وطالب حسن الروض مزارع بضرورة الاهتمام بالقطاع الزراعي وتوفير الأدوية المضمونة للمحاصيل، وتنظيم مديرية الزراعة حملات للمزارعين حول كيفية التصدي للمخاطر التي تؤثر سلبا على الأراضي في الإسماعيلية.


بينما يقول ياسر دهشان مزارع، إن محصول المانجو هذا العام سيكون جودته متوسطة بسبب العوامل الجوية التي شهدتها الإسماعيلية وندرة حصة الأراضي من مياه الري، بالرغم أن المانجو تحتاج كميات وفيرة من المياه، فى الوقت الذي توفر مديرية الري المياه كل 8 أيام لري المحصول ويؤكد أن إنتاج المانجو فى العامين الأخيرين واجه صعوبات بسبب سوء برودة الطقس والأمطار الغزيرة الذي قضى على الأزهار وإصابة الثمار.

وأضاف أن المحصول تم تدميره بسبب هذا المرض القاتل العفن الهبابي، وعجز وزارة الزراعة عن تبني خطة قومية لإنقاذ الآلاف من الأفدنة من المانجو شرق وغرب القناة ،وحمل ياسر الحكومة المسئولية عن انهيار محصول المانجو، مطالبا بتوفير الأدوية المدعومة للمزارعين والأسمدة للمانجو.

وحذر ياسر من خطورة اختفاء أشجار المانجو التي تنفرد بها المحافظة دون سائر محافظات الجمهورية بعد لجوء العديد من المزارعين إلى قطع أشجار المانجو واستبدالها بزراعات الخضر، بينما يقول حسن أبو دموس مزارع بمنطقة كوبري سيناء التابعة لقرية المنايف، إن هناك مئات من المزارعين قدموا بالفعل طلبات للجمعيات الزراعية لتغير نشاطهم الزراعي من المانجو إلى زراعات أخرى كالطماطم والفلفل والخيار وباقي المحاصيل بعد فشلهم في مواجهة المرض مناشدا وزارة الزراعة بسرعة التدخل لإنقاذهم.