تخرج النباتات لمعظم الحاصلات المنزرعة (خضر – طبية – أشجار فاكهة) منهكة ومستنزفة ومرتبكة فسيولوجيا، حيث أن الصدمات الحرارية تؤدي إلى ارتباك الحالة الفسيولوجية للنبات بسبب الاختلاف المفاجىء في الشحنات الخاصة بعمليات الامتصاص، فيحدث ارتباك لعمليات امتصاص العناصر والبناء الضوئي، مما يؤدي إلى تقزم وضعف في النمو، وتدلي الأوراق، والنضج المبكر، وتساقط الأوراق، وتقليص مرحلة النمو الخضري.
ويقدم الدكتور محمد علي فهيم، المدير التنفيذي لمركز معلومات تغير المناخ بوزارة الزراعة، بعض التوصيات لتوجيه المزارعين في تعاملهم مع المحاصيل بعد انتهاء الموجة الحارة، وهي كالتالي:
1- العناية الفائقة بتعويض النباتات بالمياه، لذا لابد اولا من ضمان وجود رطوبة ارضية كافية للنبات، أي اجراء رية سريعة (على الحامي) بعد انتهاء الموجة الحارة مباشرة مع قصر الفترة بين الريات، على أن يكون الري فقط في الصباح الباكر، والابتعاد تماما عن الري وقت الظهيرة.
2- بعد انتهاء الموجة بحوالي يومين، يتم الرش بمحفزات النمو والاحماض الامينية الحرة والعناصر الصغرى وخاصة الحديد والمنجنيز والزنك، وبعد حوالي 5 أيام يجب اجراء رشة بالزيوت المعدنية الصيفية أو الصابون البوتاسي والابتعاد تماما هذه الفترة عن الرش بالمبيدات الكيماوية الجهازية حيث تعمل على استنزاف اكبر لطاقة النبات.
3- تكثيف رش "سليكات البوتاسيوم" بمعدل 6 سم/لتر للخضر، و8 سم/لتر للفاكهة الصيفية (المانجو، النخيل، الزيتون، الرمان، الخوخ المتأخر، العنب المتأخر، وعين الجمل وغيرها).
4- بعد انتهاء الموجة الحارة وزيادة الرطوبة، قد تظهر بعض الأمراض الفطرية المحبة للرطوبة العالية مثل البياض الزغبي على القرعيات، الندوة المبكرة على الطماطم، اعفان ثمار الطماطم والفلفل، التبقع الزاوي البكتيري على القطن، البياض الزغبي على الريحان، والانثراكنوز على المانجو والقرعيات والقطن، وكذلك حشرات المن والتربس والجاسيد، كما يمكن أن تزداد أعداد الحشرات حرشفية الأجنحة (توتا ابسلوتا فى الطماطم وديدان الثمار وغيرها)، وقد تزداد اعداد لطع البيض لحشرات دودة ورق القطن وديدان اللوز، وكذلك زيادة سريعة لتعداد حشرة اوراق الزيتون الخضراء، وانتشار فراش ديدان ثمار الرمان، وزيادة في نشاط فراش الدودة الخضراء على الذرة.
5- زيادة التذبذبات فى درجات الحرارة تكون مناسبة لبداية قيام دورات مرضية لجميع فطريات البياض الزغبي على القرعيات والبقوليات (فول الصويا) والفاكهة (العنب) والنباتات الطبية العطرية (الريحان المبكر) وكذلك مرض الانثراكنوز وتبقعات الاوراق على المانجو وفول الصويا والقرعيات (الخيار والبطيخ) والطماطم.
6- بعد انتهاء الموجة الحارة، وبمجرد حدوث استقرار فسيولوجي للنبات أي بعد تجاوز 10 ايام من توقف النمو الطبيعي للنبات "8 ايام طول الموجة، ويومان يحتاج فيهما النبات للاستقرار" واعادة تنظيم حركة الهرمونات النباتية المنظمة للنمو وتوزيع المادة الجافة المتكونة على اجزاء النبات، يبدأ تحفيز النبات لتجديد النمو وبسرعة تعويضا عن فترة التوقف، بالاحماض الامينية ومحفزات النمو (وليس منظمات) لاستعاضة واستعادة النمو، مع مراعاة وجود رطوبة أرضية مناسبة للمحلول يحتوى على العناصر الغذائية اللازمة للنمو، أي تكون الارض مروية.
7- يجب التأكد تماما من عدم مناسبة عمر النبات للاصابة او عدم وجود مصدر للعدوى الاولية للمرض المتوقع ظهوره على المحصول فى منطقة الزراعة او باقي الظروف المناخية المناسبة.