قال الدكتور طارق سليمان، رئيس قطاع الثروة الحيوانية والداجنة بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، إن انخفاض أسعار الدواجن حاليًّا هو موجة تحدث في هذا الوقت من كل عام، لافتًا إلى أن تكلفة الإنتاج حاليًّا منخفضة أيضًا بعكس الشتاء؛ ليبلغ سعر الكتكوت ما يقرب من 7 إلى 8 جنيهات.
يأتي ذلك في إطار حالة الغضب والاستياء التي سيطرت على مربي الدواجن، بعد الخسائر المتلاحقة التي يتعرضون إليها؛ بسب تدني سعر البيع، حيث سجلت 17جنيهًا للكيلوجرام في المزارع، و21 جنيهًا في محلات التجزئة.
وأضاف سليمان، في تصريح خاص أدلى به إلى "مصراوي"، اليوم السبت، أن الدورة التي تتم تربيتها حاليًّا تعد فترة ركود، والمربي العشوائي هو الأكثر تأثرًا بعكس المربين الملتزمين الذي يكون تأثرهم بالانخفاض محدودًا، لافتًا إلى أن الوزارة لديها حلول نهائية للحفاظ على المربين؛ خصوصًا أن صغار المربين يمثلون70% من صناعة الدواجن.
وتابع رئيس قطاع الثروة الحيوانية بأن الوزارة في صدد إعداد الحصر النهائي الإلكتروني الدقيق للثروة الداجنة بنسبة 90%؛ تمهيداً لتدشين بورصة الدواجن على الرغم من أنه ليس دور وزارة الزراعة.
ولفت سليمان إلى أن الحصر يقوم برفع إحداثيات المزارع بنظام الـGPS؛ في محاولة لمعرفة الأعداد وكمية الإنتاج، مؤكدًا ضرورة تطبيق المزارع من نظام المزارع المفتوحة إلى المزارع المغلقة بقروض 5%، مما يضاعف الإنتاج ويقلل من نسب النفوق ومضاعفة عدد الدورات الإنتاجية.
وأشار رئيس قطاع الثروة الحيوانية إلى أن الوزارة تدرس تطبيق قانون 70 الخاص بمنع تدوال الدواجن الحية والتي يحول الدواجن من سلعة لا يمكن تخزينها إلى سلعة مستقرة وبسعر شبه ثابت طوال العام؛ سواء شتاء أو صيف، وهو الأمر الذي ندعو الكثير من المربين إلى تطبيقه.
وترجعت أسعار الدواجن بنحو 5 جنيهات للكيلو الواحد بالأسواق، خلال تعاملات اليوم.
وعلى جانب آخر، قال حسين عبد الرحمن أبو صدام، نقيب عام الفلاحين: إن انخفاض أسعار الدواجن يهدد حلم الوصول إلى الاكتفاء الذاتي من اللحوم البيضاء؛ مشيرًا إلى أن إنتاج مصر حاليًّا وصل إلى 1.6 مليار طائر، والفجوه الموجودة ما بين الإنتاج والاستهلاك بلغت نحو 5% فقط.
وأضاف أبو صدام، خلال حديثه إلى "مصراوي"، أن تدني الأسعار حاليًّا؛ حيث وصل سعر كيلوجرام الفراخ البيضاء بالمزرعة من 16 إلى 17 جنيهًا، يؤدي إلى خسائر كبيرة لمزارعي الدواجن؛ بسبب ارتفاع تكلفة تربية الدواجن من أعلاف وأدوية وكتاكيت وأيدي عاملة ولوازم أخرى، ويهدد ذلك حلم استقرار الاكتفاء الذاتي، حيث يجبر الكثير من صغار مربي الدواجن إلى الخروج من السوق؛ نتيجة تفاقم الخسائر وعدم مقدرتهم على بداية دورة جديدة، خصوصًا أن معظمهم يشتغلون بالسلف والدين.
وأشار نقيب الفلاحين إلى أن أسباب انخفاض أسعار الدواجن يرجع إلى كثرة المعروض مع قلة الطلب، ومع عدم انتشار أمراض وبائية زاد الإنتاج، وفي ظل انخفاض القوة الشرائية للمواطنين مع وجود مخزون بالثلاجات لدى الكثيرين من لحوم عيد الأضحي وضعف التصدير وارتباك عمل المطاعم؛ بسبب تداعيات فيروس كورونا، والذي أدى إلى إغلاق الفنادق.
وفي سياق متصل، أكد عبد الرحمن النواهي، رئيس رابطة منتجي الدواجن في الغربية، أن المربين يعانون تجاهل الدولة؛ "فحتى الآن لا يوجد تعاقد على إنتاجنا من قبل أجهزة الدولة"، مشيرًا إلى سيطرة بعض الشركات الكبرى على الأسعار من خلال الضخ الزائد في الأسواق.
وأضاف النواهي، في تصريح خاص أدلى به إلى "مصراوي"، أن المربيين ليسوا ضد تطبيق قانون 70، ويؤيدون المزارع المغلقة، ولكنها تكاليف زائدة على المربي، ولذلك يلفظها.
وأشار رئيس رابطة منتجي الدواجن في الغربية إلى أن استمرار هذا الوضع يعني خروج عدد لا بأس منه من المنتجين، واستبدال الاستيراد بهم؛ مما قد يدمر الصناعة الوحيدة في مصر.
وتنتج مصر ما يقرب من مليار و100 ألف دجاجة سنويًّا، ما بين 25% إلى30% من إجمالي الإنتاج، بواقع 125 مليون دجاجة "بلدي" سنويًّا تضاف إلى إجمالي الإنتاج السابق (المليار فرخة).