الرئيس السيسي: نحتاج إلى حشد الجهود والطاقات لتغيير الأوضاع في القرى للأفضل

الرئيس السيسي: نحتاج إلى حشد الجهود والطاقات لتغيير الأوضاع في القرى للأفضل

 أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي ضرورة حشد جميع طاقات الدولة والمواطنين لتغيير الأوضاع في القرى المصرية للأفضل.


وقال الرئيس السيسي ، في مداخلة عقب كلمة رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، خلال افتتاح مشروع "الفيروز" للاستزراع السمكي بشرق التفريعة ببورسعيد اليوم السبت  "إن مشروع تطوير الـ1500 قرية كمرحلة أولى من تطوير القرى بمثابة بداية، وبعد ذلك سيكون هناك مراكز بأكملها تدخل ضمن مبادرة التطوير التي ستطول كافة القرى بجميع محافظات الجمهورية".


وأضاف قائلا "نحن بحاجة لحشد جميع الجهود والطاقات من كافة الفئات بما فيها منظمات المجتمع المدني والحكومة وحتى المواطنين أنفسهم".


وتعهد الرئيس السيسي - خلال مداخلته - بأن القرى التي سيتم تطويرها ستصبح شيئا آخر، لا ينقصها أي شيء من صرف صحي ومياه شرب وشبكة طرق ومحاور ستربط جميع القرى".. مشيرا إلى أنه سيتم رفع كفاءة كافة المنشآت الحكومية الموجودة داخل المراكز من مدارس ومستشفيات وغيرها.


وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي، إن مشروع تطوير القرى المصرية يوفر فرص عمل للمقاولين الموجودين داخل المراكز، لافتا إلى أن ذلك يأتي في إطار تشجيع أو تنشيط الاقتصاد المصري في ظل ظروف أزمة "كورونا".


وأضاف السيسي أن المشروع سيعود بالنفع على كافة المصانع المحلية أيضا، حيث سيتم التعاقد مع تلك المصانع بشكل مركزي أو بشراء موحد للمطالب والمستلزمات الخاصة برفع كفاءة هذه القرى، لافتا إلى أن الحكومة ستقوم بدفع "مقدم تعاقد" جيد ومناسب؛ لتعكس جدية الحكومة في إعطاء فرص للشركات والمصانع لتطوير خطوط إنتاجها وزيادة طاقتها.


وأشار إلى أن الحكومة ستدخل الريف خلال الثلاث سنوات المقبلة وستخرج منه وقد تغير الوضع تماما، لافتا إلى أن الحكومة تعمل بخطط جيدة وتسير بتدرج متواز جدا.. وقال: "كان هناك مشكلات في جميع القطاعات، وكان المواطنون يعتقدون أن تلك المشكلات ليس لها حل، لكن بفضل الله - عز وجل - وبكاتف جميع المصريين، استطعنا العمل لحل تلك المشكلات".


وأوضح الرئيس السيسي: "لو كانت هناك شركات غير مصرية تعمل في كل تلك المشروعات لكانت التكلفة ستتضاعف عشرات المرات".. مضيفا: "لا يوجد أي قطاع لم تعمل فيه الحكومة.. فمثلا قطاع الكهرباء، لم يكن من المنطقي أن يبقى القطاع كما كان عليه في عام 2014، حيث تسببت مشكلة تردي الخدمة وقتها في غلق العديد من المصانع، فضلا عن تأثير هذه المشكلة على المنازل والمستشفيات وحضانات الأطفال".


وتابع قائلا "أما اليوم فلدينا قطاع كهرباء قادر على أن يغطي احتياجات مصر ودول الجوار في إطار التكامل بيننا".. لافتا إلى أن العمل على حل مشكلات قطاع الكهرباء مر بثلاث مراحل وهي: تجاوز المشكلة، ثم تحسين أداء القطاع، وأخيرا العمل على إنشاء محطات التحكم الإلكترونية والشبكة الذكية للوصول إلى العالمية.


وشدد الرئيس السيسي قائلا "أن الدولة لا تبيع الوهم للشعب بل نحاول أن نكون صادقين مع أنفسنا ومع المواطنين". وبخصوص تطوير مرفق السكك الحديدية، أكد السيسي أن الدولة تعمل على رفع كفاءة حوالي 10 آلاف كيلومتر من السكة الحديد، فضلا عن ميكنة كهرباء السكك ورفع كفاءة المحطات والمنشآت المدنية، ثم المعدات على غرار الجرارات وعربات القطارات، منوها بأنه وجه وزير النقل المهندس كامل الوزير بألا يكون هناك قطار قديم في الخدمة، متعهدا بانتهاء مشكلة "القطارات القديمة" بنهاية العام الجاري، وذلك بسبب أزمة "كورونا".


وأوضح الرئيس السيسي أنه تم رصد ميزانية ضخمة للتعاقد على 100 جرار جديد، و1500 عربة قطار، و5 قطارات من إسبانيا، كل هذا بهدف رفع كفاءة قطاع السكة الحديد الذي يساهم في حركة ونقل المواطنين والبضائع.. لافتا إلى أن هذا التطوير ليس مبنيا على أهواء أحد بل على علم ودراسة وأهداف ومبررات حقيقية.


وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إنه سيتم تنفيذ خط سكة حديد يربط بين 6 أكتوبر ومدينة أسوان بطول 850 كم.. مضيفا: "نحن نعمل كل هذا من أجل أهلنا في مصر".. خاصة أن نسبة كبيرة منهم تستخدم (خط الصعيد) الذي لم تغفله الدولة بل قامت الحكومة برفع كفاءته وتطويره.


ووجه الرئيس السيسي حديثه لوزير النقل عن المدة المستغرقة للقطار من أكتوبر إلى أسوان، فأجاب وزير النقل قائلا "أن رحلة هذا القطار سيستغرق 4 ساعات".


وبشأن المخصصات المالية لتلك المشروعات، أكد الرئيس السيسي أنه لا يتم اتخاذ أي إجراء مالي إلا من خلال لجنة عليا بمجلس الوزراء تناقش كل قرض يمكن الحصول عليه، فلا يوجد أمر يتم تنفيذه دون تخطيط، كذلك هناك برلمان يراقب كل شيء تقوم به السلطة التنفيذية.


وأوضح أن "مشروع قطار (السخنة – الإسكندرية – العلمين) تقدمت إليه مناقصات بقيمة 19 مليار دولار ورقم آخر بـ10 مليارات دولار لإنشاء خط بطول 450 كيلومترا، لكن رفضنا تلك المناقصات، وتوصلنا لإنشاء 2000 كلم بتكلفة 350 مليار جنيه، وهو الأمر الذي يمثل طفرة في مجال قطاع النقل".


وأضاف الرئيس قائلا "هناك الكثير من الشركات في مصر التي استفادت من المشروعات التي نفذتها الحكومة خلال الـ6 سنوات الماضية، وبالنسبة لخطوط السكك الحديد التي يتم تنفيذها حاليا، فهي ليست رفاهية زائدة بل هدفا كبيرا".


وبخصوص التعليم.. أكد الرئيس السيسي أن الدولة لم تترك شيئا في قطاع التعليم إلا وعملت على تطويره، فالدولة تعمل بكل المجالات، وتتعامل بشكل متوازن مع كل القضايا والمشاكل والأهداف، لا نستطيع أن نترك قطاعا، ونركز على آخر".


وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن الدولة تعمل في كل القطاعات من أجل تلبية متطلبات الشعب، لافتا إلى أن النمو السكاني يلتهم كل عمليات الإنتاج والتنمية.. مشددا على أن هذا الموضوع يجب أن يهتم به الجميع على مستوى الدولة "قطاعات حكومة ومدنية وأهل الدين والإعلام"، حيث أن قضية النمو السكاني لا تُشعر المواطن بكل الجهد المبذول من قبل الدولة.


وقال الرئيس السيسي "استعرضنا تطور الدولة المصرية خلال الـ150 سنة الماضية، وكان الهدف من ذلك توضيح أن معدلات التحسن لا تزيد وإنما تتناقص".. موضحا أن تناقص معدلات التحسن ترجع إلى صعود معدل آخر بشكل متواز، وهو النموالسكاني.


وفي هذا الصدد، أضاف أنه "إذا تم الحديث عن وجود من 8 إلى 9 ملايين فدان أو حتي 10 ملايين فدان، فإننا سنجد أنه بدلا من وجود فدان لكل مواطن فسيكون هناك 10 مواطنين لكل فدان".. مشددا على أن الدولة تتعامل مع المواطن بكل شفافية، وتستعرض خلال افتتاحات المشاريع المختلفة كافة الإنجازات.


وتابع الرئيس السيسي "سأطرح مثالا أخيرا بالمشروع الذي سيتم افتتاحه اليوم، وهو مشروع الـ1500 قرية"، موضحا أن الأجهزة التنفيذية وكل قادة الجيوش والمناطق والفرق والشعب الهندسية داخل المراكز في القري مسؤولة في تنفيذ المشروع، وذلك حيث أنها تحافظ مع الحكومة في استمرار نجاح هذه المشروعات.


كما أكد أن مشروع تطوير الـ1500 قرية أو الـ4500 قرية الهدف منه الانتهاء خلال 3 سنوات من جميع مشكلات الريف في مصر، وعدم السماح بالتعديات مرة أخري.


وقال الرئيس السيسي: "نحن نعمل على حل كل المشكلات التي تواجه الريف المصري، مرة واحدة من كهرباء وتحسين كفاءة الشبكة من خلال تنفيذها عبر "خط أرضي" وليست شبكة علوية كما هي عليه، للتغلب على مشكلات البناء العشوائي التي وقعت تحت خطوط الكهرباء العلوية.. مشيرا إلى أن هذا الأمر مكلف جدا ولكن لا بد منه".


ودعا المواطنين، وخاصة الشباب، ومنظمات المجتمع المدني إلى التكاتف مع الحكومة وحشد كل الطاقات بكل المراكز والقرى بهدف تطويرها انطلاقا لمستقبل أفضل لقاطنيها.


وأضاف الرئيس السيسي أن الدولة ستبدأ خلال الشهر الجاري بتطوير مركزين، على أن تحدد الهيئة الهندسية وهيئة المجتمعات من الشهر المقبل، حجم المعدات التي سيتم استخدامها في مشروع تطوير القرى، ولن يكون هناك أي مركز إلا وستدخله المعدات اللازمة للتطوير.. معربا عن أمله بأن تسفر المنافسة بين هيئة المجتمعات التابعة لوزارة الإسكان وبين الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، عن تغيير واقع القرى والمراكز المستهدفة.


واختتم الرئيس السيسي حديثه قائلا: "نحن من الدول التي ينظر إليها العالم باندهاش في ظل أزمة كورونا".. موضحا أنه "بفضل جهود المواطنين وتحملهم سنحقق ما نصبو إليه من إنجاز بهذا المشروع".