محاور التنمية .. تتجه جنوباً

محاور التنمية .. تتجه جنوباً

عهد جديد من التنمية يعيشه أهالى الصعيد بعد سنوات طويلة من والحرمان عانى خلالها الصعيد أشد المعاناة بسبب نقص الخدمات وقلة المشروعات وتفشى البطالة ، حيث تشهد محافظات الجنوب عامة و أسيوط على وجه الخصوص تنمية حقيقية فى كل المناحى من خلال تنفيذ عشرات المشروعات القومية التى فتحت لهم باب الأمل من جديد


يأتى فى المقدمة مشروع محور الهضبة « مدينة ناصر غرب أسيوط » الذى كسر العزلة الجبلية وبات متنفسا جديدا للأهالى، كما تحولت أيضا أحلام البسطاء من أهالى قرى أسيوط الشمالية بوجود كوبرى علوى لإنهاء معاناتهم مع الغرق بالنيل إلى حقيقة بإنشاء أطول محور على النيل ب الصعيد فى مدينة ديروط لخدمة القرى والمراكز المجاورة هذا بالإضافة إلى تنشيط حركة الاستثمار فى ربط المحور بين أهم الطرق الاستثمارية وخاصة بين الطريق الصحراوى الشرقى وطريق « دشلوط – الفرافرة » الذى سينقل الاستثمار الزراعى فى جنوب مصر نقل نوعية وسيجنى ثماره جميع أبناء الصعيد ، حيث خطت الدولة خطوات واسعة نحو إنهاء المشروع لوضع محافظة أسيوط على خريطة التنمية.. والتفاصيل فى السطور التالية.


يقول اللواء عصام سعد محافظ أسيوط إن ما يحدث على أرض محافظة أسيوط هو ثورة حقيقية فى البناء والتنمية، حيث تم ضخ مليارات الجنيهات لإنشاء عشرات المشروعات القومية التى حرمت منها أسيوط لسنوات عديدة وكانت سببا مباشرا فى انتشار البطالة والفقر حتى احتلت مركزاً متقدما فى الأكثر فقرا، ولكن توجيهات الرئيس السيسى نحو تنمية الصعيد صبت جميعها فى مصلحة أهالى المحافظة، حيث أنهت تلك المشروعات أزمات عاينها الأهالى طوال ما يزيد على قرن دون وجود حل لتلك المشكلات المتلاحقة والتى يأتى فى مقدمتها مشكلة الإسكان بالمحافظة بعدما وصل سعر المتر المربع للأرض الفضاء إلى ما يزيد على 240 الف جنيه ناهيك عن سعر متر الوحدة السكنية الذى قفز إلى ما يصل إلى 20 الف جنيه وهو ما كان يجعل تعاملات البيع والشراء على فئة محدودة من الأثرياء، أما القطاع العريض من أهالى أسيوط يقفون فى مشهد «المتفرج» ولا حل أمامهم للسكن سوى الإيجار وهو ما حدثت به مشكلة أيضا خلال السنوات الأخيرة بسبب زيادة الإقبال وقلة المعروض ليصل الإيجار الشهرى لبعض الوحدات خالية إلى 4 آلاف جنيه لذا كان حل هذه الأزمة هو «حلم من درب الخيال»، وهو الخروج من الوادى الضيق، إلى أن وصل الأمر إلى الرئيس السيسى وأعطى إشارة البدء الفورى بإنشاء مدينة ناصر «الهضبة الغربية» وإنشاء محور يشق الجبال للوصول إلى الصحراء الغربية الملاصقة لمدينة أسيوط وتحجبها الجبال الشاهقة، وهو ما تم على مدار العامين الماضيين، حيث تم الانتهاء من المحور الذى سيتم افتتاحه رسميا قريباً، وذلك بالتزامن مع افتتاح المدينة وتسليم الأهالى الوحدات السكنية التى تم حجزها لهم وكذلك قطع الأراضى لتبدأ أعمال البناء والتنمية للخروج من الوادى الضيق إلى التخطيط الراقى، حيث الكمباوندات والمسطحات الخضراء التى تحيط بمساكن الاسكان الاجتماعى وسكن مصر، هذا فضلا عن المستوى الراقى فى الخدمات المقدمة للمواطنين والمتمثلة فى المتنزهات ومدينة الملاهى وغيرها من المشروعات الخدمية التى يجرى العمل بها على قدم وساق لتواكب افتتاح المدينة رسميا، مشيرا إلى أن هذا المحور يعد من أفضل المشروعات القومية التى شيدتها الدولة خلال السنوات الأخيرة للربط بين التجمعات العمرانية القديمة والحديثة، وإنشاء مناطق صناعية تسهم فى توفير فرص عمل للشباب وفقا لرؤية مصر 2030.


عاصمة مصغرة


وأضاف المهندس محمد فوزى النشار رئيس الصعيد .aspx'> جهاز تعمير وسط وشمال الصعيد أنه تم الانتهاء من محور الهضبة الغربية « مدينة ناصر » بنسبة 100% وأنه جاهز للافتتاح خلال الفترة المقبلة لبدء حكاية جديدة من حكايات التنمية والبناء على ارض الصعيد ، ف مدينة ناصر أسيوط تعد بمنزلة «العاصمة الإدارية المصغرة» لخدمة أبناء الصعيد ، حيث تم إنارة الطريق بالطاقة الشمسية وتركيب العواكس الأرضية والجانبية على الحواجز «النيوجرسي» هذا فضلا عن تركيب العلامات الإرشادية لينتهى العمل تماما بذلك الطريق الذى يبلغ طوله 22 كم وبتكلفة بلغت ملياراً و440 مليون جنيه خلال مدة زمنية لم تتجاوز عامين ونصف العام تم خلالها بدء عمليات الحفر لوضع الأساسات لكوبرى محور الهضبة الذى أسهم فى ربط مدينة أسيوط ب مدينة ناصر الجديدة التى يطلق عليها الأهالى «هضبة الأمل» لما تحمله من آمال عريضة للبسطاء من أهالى أسيوط فى توفير مسكن مناسب لهم بأسعار لا تقارن بما تشهده مدينة أسيوط حاليا وبدأ مسار الكوبرى من الطريق الدائرى بالمعلمين خلف مطاحن أسيوط وتم شق جانبى الطريق وصولا إلى المنطقة الجبلية التى تم شق طريق فى قلبها وصولاً إلى المنطقة المسطحة فى الجانب الغربى خلف الجبل بعرض 33 متراً مقسمة لأربع حارات، مشيرا إلى أنه تم مراعاة عوامل السلامة والأمان للطريق سواء ضد مخاطر السيول او الحوادث وتم اختيار أفضل المسارات الآمنة تماما لإنشاء مجتمعات عمرانية على جانبى الطريق.


شريان الحياة


ويرى سيد محمد عامر – مهندس - أن هذا المحور هو بمنزلة شريان للحياة فى مدينة أسيوط التى فقد سكانها فى وقت من الأوقات الأمل حتى بالحلم فى امتلاك قطعة أرض او حدة سكنية داخل مدينة اسيوط لما كان يمثله ذلك من إعجاز لقدرات الشباب والموظفين خاصة انه لا توجد أراض مملوكة للدولة داخل مدينة أسيوط لبناء وحدات سكنية تدخل ضمن نطاق الاسكان الاجتماعى والمتوفر منها يبنى بالقرى وتوسعات مدينة أسيوط الجديدة التى يرى البعض مشقة فى الذهاب إليها بسبب سوء الطريق المؤدى لها، أما مع انتهاء هذا المحور الذى شق الجبال وصولا للطريق الصحراوى الغربى أسيوط القاهرة أصبح حلم الوصول إلى مساكن الإسكان الاجتماعى ب مدينة ناصر حقيقة تتحقق فى أقل من 15 دقيقة فقط.


وأكد المهندس ياسر عبد الله رئيس جهاز مدينة ناصر أن المدينة التى تقام على مساحة 6006 أفدنة تضم مساحات كبيرة للإسكان الاجتماعى لتعويض الأهالى عن فترة الحرمان التى دامت عشرات السنين، كما تتضمن أيضا إنشاء مدينة رياضية وطبية وميناء جاف وجامعة تكنولوجية حديثة بدأ العمل بها ومنطقة خدمات لوجيستية إقليمية ومنطقة للخدمات التجارية ومناطق لتجارة الجملة ومولات متخصصة وأخرى للصناعات الصغيرة والمتوسطة طبقاً للمواصفات والمخططات الموضوعة، فضلاً عن توفير الخدمات الإدارية والتجارية والاجتماعية والتعليمية والحكومية والصحية والدينية والترفيهية بالمدينة الجديدة بما يحقق التكامل والتنوع لأهالى المدينة .


وأوضح حسام على شداد – محاسب – أن الحظ ابتسم لأهل الصعيد وكتب لهم العيش فى مدن الجيل الرابع التى كنا نشاهدها فى إعلانات التلفزيون، حيث أصبح الحلم حقيقة بإعلان بعض الشركات الخاصة عن حصولها على مساحات كبيرة من الأراضى داخل مدينة ناصر والبدء الفعلى فى إنشاء فيلات واستديوهات على بحيرات صناعية وأحياء راقية هذا فضلا عن التخطيط الجيد والراقى فى تصميم المدينة من حيث المسطحات الخضراء المنتشرة والحزام الشجرى حول كل منطقة بما يهيئنا للانتقال إلى مرحلة راقية بعد سنوات من العيش داخل العشوائيات والأحياء التى لا يتسع عرض الشارع ببعض الأماكن بها الى اكثر من 2 م وهو ما كان يفقد الجميع خصوصية الحياة .


طريق التصدير


أما ثانى المشروعات العملاقة التى يجرى العمل بها على أرض أسيوط وقاربت على الانتهاء هو مشروع محور ديروط الذى يسطر ملحمة جديدة لأبناء الصعيد ممن تحدوا الصعاب ويعملون فى أجواء صعبة للغاية سواء بحرارة الشمس القاسية أو حتى وسط مخاطر فيروس كورونا والذى أوقف الحياة فى بعض الدول ولكن أبناء مصر قهروا الظروف وواصلوا العمل ليل نهار دون توقف حتى أوفوا بالعهد الذى قطعوه أمام الفريق كامل الوزير لإنهاء المشروع قبل نهاية العام وهو ما يحدث حاليا بالفعل، حيث تم إنهاء كل الأعمال الثقيلة ويجرى شق الطرق للربط بين الطريق الصحراوى الشرقى والصحراوى الغربى وهو ما يعد نقلة نوعية كبيرة فى حركة النقل والمواصلات ويسهم فى الربط بين التجمعات العمرانية والصناعية لتسهيل النقل والانتقال بين الشرق والغرب وتقديم الخدمات للمواطنين بمحافظات الصعيد والتمهيد لخطوط التصدير الزراعى من خيرات الوادى الجديد إلى موانى البحر الأحمر عبر طريق « ديروط - الفرافرة » الذى تم الانتهاء منه أيضا .


يقول المهندس نصر محمد رئيس الإدارة المركزية للطرق والكبارى ب أسيوط إن الصعيد حظى فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى بعشرات المشروعات فى مجال الطرق والكبارى والمحاور العرضية تم الانتهاء من بعضها، بينما يجرى العمل حاليا بالبعض الآخر وستسهم فى تنشيط الحركة الاستثمارية ب الصعيد ومن بينها مشروع محور ديروط الذى يجرى العمل به على قدم وساق ونسابق الزمن من خلال العمل بثلاث ورديات على مدار الـ 24 ساعة للانتهاء منه وافتتاحه قريبا، حيث وصلت نسبة التنفيذ إلى اكثر من 70%، حيث يشتمل على 14 عملا صناعيا منها 2 كبارى رئيسية هى (كوبرى أعلى نهر النيل بطول نحو 1000م، وكوبرى على السكة الحديد بطول 865م أعلى طريق « أسيوط / سوهاج » الزراعى و السكة الحديد « القاهرة / أسوان » وترعة الإبراهيمية) بعدد 4 فتحات ملاحية 2 رئيسية و2 فتحة مساعدة وعدد 10 كبارى سطحية ونفق 2 بربخ لحل التقاطعات ومخرات السيول ويصل طوله إلى 15 كيلو مترا وبعرض 21متراً على حارتى مرور لكل اتجاه وبعرض ٧٫٥ متر للاتجاه الواحد وذلك بتكلفة إجمالية تصل إلى مليار و700 مليون جنيه وربما تصل إلى مليارى جنيه مع نهاية الأعمال .


ويوضح محمود النجار القائم بعمل رئيس مركز ومدينة ديروط أن محور ديروط سينهى مشكلات أهالى قرى شرق ديروط بعد ربطهم بالعمران وكذلك تيسير حركة المرور وتخفيف الضغط والزحام على قلب المدينة الذى يئن من تكدس السيارات، وذلك بسبب الربط المباشر للمحور لشرق وغرب ديروط وهو ما سيوفر عناء ومشقة دخول مدينة ديروط للوصول الى الجانب الغربى بالحوطا و دشلوط ، كما انه سيفتح الباب أمام أهالى ديروط والمراكز المجاورة لغزو الصحراء وتعميرها لربط المحور بشبكة الطرق الحديث خاصة طريق « الفرافرة ـ دشلوط » الذى يضم على جانبيه آلاف الأفدنة من أجود الأراضى القابلة للاستصلاح الزراعى وهو ما سيعود بالنفع على جميع أهالى ديروط وسيفتح أمامهم أفاقاً جديدة للتنمية والاستثمار لتحسين أحوالهم المادية والخدمية.


ويرى محمد جلال أحد أهالى ديروط أن محور ديروط لم يرد علينا حتى حلما فأقصى أمانى أهالى قرى ديروط الشرقية كان عمل كوبرى على النيل يربطها بالغرب بدلا من العبارات واللنشات والتى يتساقط ضحاياها يوما بعد الآخر.


بوابة الخير


ويشير اللواء يونس الجاحر عضو مجلس النواب ب ديروط إلى أن محور ديروط هو الحلم الكبير الذى طال انتظاره ليرى النور بعد تضافر الجهود ليكون بوابة الخير لأهالى ديروط والمراكز المجاورة، حيث لن تقتصر فائدته على أبناء ديروط وحدهم وإنما سيمتد ليخدم المحافظة وكذلك المحافظات المجاورة باعتباره سيصبح البوابة الرئيسية لمدخل محافظة أسيوط من الصحراوى الشرقى والغربى، كما سيوفر تجمعات جديدة وأراضى استصلاح زراعى وهو ما من شأنه توفير آلاف فرص العمل لينضم هذا المشروع لسلسلة المشروعات الكبرى التى ستتكامل فيما بينها بعد افتتاح طريق « ديروط ـ الفرافرة » الذى يربط بين محافظتى أسيوط و الوادى الجديد ويختصر المسافة من 9 ساعات إلى 3 ساعات فقط وكان بمنزلة طريق الأمل لأهل الصعيد ، حيث سيفتح آفاقا جديدة للاستثمار الزراعى ب الفرافرة التى تتمتع بأجود الأراضى الزراعية هذا فضلا عن سهولة نقل الخضراوات إلى أسواق أسيوط وفتح آفاق جديدة للتصدير عبر موانئ البحر الأحمر خصوصا بعد استكمال مشروع محور ديروط والذى كان آملا لسكانها منذ 40 عاما.


التنمية الزراعية


خطوة حقيقية على طريق التنمية الواقعية للصعيد خطتها الدولة بتنفيذ طريق « ديروط – الفرافرة » الذى يعد الشريان الحيوى الذى تعول عليه الحكومة كثيرا فى رسم خريطة استثمارية جديدة للصعيد ولا سيما بعد أن تم الإنتاج الفعلى لمشروع المليون ونصف المليون فدان الذى يحتاج إلى حركة نقل سريعة لنقل المنتجات من الفرافرة إلى الأسواق فى الصعيد وبذلك تكون قد اختصرت الرحلة الزمنية من 12 ساعة إلى 3 ساعات فقط وهو ما يعنى اختصار نسبة 75% من المشقة والمعاناة وهو ما يسهم فى رفع معدلات الإنتاج، حيث تقل نسبة الفاقد لأكثر من 50% وهو ما يعنى أيضا زيادة حركة الاستثمار الذى ينظر خلالها المستثمر دائما إلى العائد المادى من مشروعاته .


أما المهندس نبيل الطيبى سكرتير عام مساعد محافظة أسيوط فيقول إن مشروع طريق « ديروط ـ الفرافرة » من المشروعات القومية التى ستسهم فى التنمية الحقيقية للصعيد من خلال فتح شريان جديد للربط ما بين الوادى الجديد الذى يعد سلة غذاء مصر وبين الصعيد عبر بوابة أسيوط ، حيث يجرى العمل على قدم وساق بالطريق الذى سوف يتم افتتاحه خلال الفترة القادمة ويبلغ طوله 310 كيلومتر ويبدأ من دشلوط بالطريق الصحراوى الغربى وصولا إلى الفرافرة ب الوادى الجديد وبلغت تكلفة المشروع ١٫٦ مليار جنيه، وسيجد من خلاله مزارعو ومستثمرو الفرافرة سوقا خصبا لتسويق منتجاتهم من خضر ومحاصيل فى أسيوط وكذلك التصدير عبر موانى البحر الأحمر من خلال شبكة الطرق الحديثة التى يجرى العمل ببعضها وهو ما يعنى زيادة الكميات المطروحة فى الأسواق من خضر وفاكهة وبقوليات وسينعكس ذلك على أسعار الخضر فى الأسوا