تنفذ الدولة مشروع «مستقبل مصر»، وفق أعلى المعايير، في إطار جهودها لتطوير قطاع الإنتاج الزراعى، وما يتصل به من صناعات غذائية وزراعية، ليصبح قيمة مضافة لمنظومة المشروعات القومية في مجال الزراعة والغذاء في أنحاء الجمهورية.
أجرت «المصرى اليوم» جولة داخل المشروع الذي يقع على امتداد طريق محور «روض الفرج- الضبعة الجديد»، ويبعد 30 دقيقة من مدينة 6 أكتوبر بطول 90 كيلومترًا وعمق «40:45» كيلومترًا، وتم تقسيمه إلى قطع متساوية- كل قطعة 1000 فدان، بالإضافة إلى 40 محورًا- كل محور يسمى بأسماء إحدى الدول العربية، منها على سبيل المثال (السعودية، الإمارات، العراق، وليبيا) بهدف تعزيز العلاقات.
الموقع الجغرافى للمشروع يجعله نموذجًا متكاملًا للزراعة والاستثمار، ومقصدًا زراعيًا للمستثمرين والمزارعين، حيث يقع على محور الضبعة وبالقرب من مطارى (سفنكس، وبرج العرب) وميناءى (الدخيلة، وبرج العرب)، إذ إن موقعه يعد من أهم المزايا الاستراتيجية، وذلك لتوافر الأيدى العاملة، بالإضافة إلى سهولة وصول مستلزمات الإنتاج، كالأسمدة والمبيدات والبذور والمعدات، وكذلك سهولة توصيل المنتجات النهائية إلى الأسواق الرئيسية وإلى موانئ التصدير البرية والجوية.
بداية المشروع كان في إبريل 2017، بتوجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسى- الذي كلّف بتنفيذه بدعم 100% من الدولة، بعد استصلاح 200 ألف فدان، تمت إضافة 100 ألف أخرى ليصل إجمالى مساحته إلى 350 ألف فدان، تم الانتهاء من زراعة 100 ألف منها.
«ومستقبل مصر» تبلغ مساحته مليون فدان، ويعمل به 70 مستثمرًا يزرعون في هذا المشروع، كما يوجد 1200 جهاز رى محورى متركز، ويستهدف زراعة 8 ملايين فدان من بداية طريق الضبعة حتى العلمين وحدود ليبيا، ما يوفر إنتاجا زراعيا كبيرا وتنمية زراعية شاملة، حيث يوفّر نحو 7 آلاف فرصة عمل مباشرة وأكثر من 300 ألف فرصة غير مباشرة، فضلًا عن تطبيق أعلى معايير السلامة والصحة المهنية في بيئة العمل لسلامة العمّال والموظفين، بالإضافة إلى توفير الدعم الكامل ونقل الخبرات من قبل وزارة الزراعة.
ويستفيد المشروع من خزّانات المياه الجوفية، وهى 3 خزانات (الأيوسين، المايوسين، والمغرة) وهى امتداد لمنطقة وادى النطرون، وذلك بحفر الآبار الجوفية مع الوضع في الاعتبار المسافة البينية بين الآبار، للحفاظ على الخزانات الجوفية والتنمية المستدامة، ويجرى خلال الوقت الحالى دخول مصدر مياه آخر لدعم الخزان الجوفى بمد ترعة بطول 63 كيلومترًا من الرياح الناصرى توفر 5 ملايين م يوميًا.
ويتحقق الاستغلال الأنسب للمياه بالمشروع من خلال إجراء تحاليل دورية لقياس ملوحة المياه وربطها بأنواع الزراعات التي تتناسب مع الملوحة، وتمت الاستعانة بالشركات الزراعية الكبرى للانتهاء من تنفيذ البنية الأساسية للمشروع بإجمالى تكلفة 6 مليارات جنيه والتى تشمل تمهيد الطرق الداخلية بإجمالى طول نحو 500 كيلومتر وعرض 10 أمتار وحفر آبار مياه جوفية ومحطتين للكهرباء بقدرة 350 ميجاوات وشبكة كهرباء داخلية بطول 200 كيلومتر ومخازن مستلزمات الإنتاج ومبانٍ إدارية وسكنية، إلى جانب توفير الميكنة الزراعية بأحدث المعدات والتقنيات لإتمام العمليات الزراعية المختلفة بجودة وسرعة عالية.
وتتعاون إدارة المشروع مع شركات القطاع الخاص الجادة، وتم الانتهاء من استزراع مساحة 300 ألف فدان سنويًا باستخدام 1700 جهاز رى محورى مطور والتى تتم زراعتها مرتين سنويًا (موسم صيفى، وشتوى) والتى تنتج أجود المحاصيل الزراعية بإجمالى استثمارات 5 مليارات جنيه في رأس المال العامل التي كان من أبرزها زراعات موسمى (2019/2020)، و(2020/2021).
شمل تنفيذ المشروع عدة مراحل، حيث تم الانتهاء من عمل البنية الأساسية من شبكات كهربائية وطرق رئيسية والانتهاء من استصلاح وزراعة 120 ألف فدان في موسم (2019/2020)، بجانب زيادة الرقعة الزراعية إلى 200 ألف فدان في موسم (2020/2021)، واستصلاح 150 ألف فدان باستثمار قدره 3 مليارات جنيه ابتداءً من فبراير 2021 تنتهى في فبراير 2022، فضلا عن استصلاح أكثر من مليون فدان ليدخل «مستقبل مصر» بمساحة 500 ألف فدان، تشمل شرق مشروع الدلتا الجديدة، إذ إنه يعد الباكورة الزراعية لمشروع الدلتا الجديدة ويمثل 60% من المساحة المستهدفة زراعتها.
ويسعى «مستقبل مصر» إلى العمل بنظام المشاركة مع المستثمرين الزراعيين الجادين بمحددات وضوابط وخبرات في التعامل مع هذا النوع، كما يسعى إلى أعظم أسلوب وطريقة اقتصادية بالنظام الموجه بالوقت لتقليل التكلفة في المشروعات القومية والاقتصادية والإنتاجية، وسيتم التعاون مع وزارة الزراعة بعمل برامج تدريبية لأوائل خريجى كلية الزراعة، وكلية الهندسة (كهرباء ميكانيكا) لتثقيف العناصر البشرية، وزيادة الأيدى العاملة، تماشيًا مع دفع عجلة الإنتاج الزراعى وتعظيم دور الاستفادة من الخبرات الموجودة، وتحقيق المستهدف من خطة الدولة في إنهاء مشروع الدلتا الجديدة في 2023.
مراحل العمل بمحاور المشروع تهدف إلى تعظيم الإنتاج الزراعى من المحاصيل الرئيسية عن طريق استصلاح وزراعة أجزاء من الصحراء الغربية، ويوفر العديد من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، فضلًا عما يتيحه من فرص واعدة للاستثمار الزراعى بتلك المنطقة، ويتم تنفيذه في طريق الضبعة الجديد لإدخال المياه إلى جميع أراضى مشروع المليون فدان، حيث بدأ في منطقة برقاس، وتم حفر قنوات كثيرة، كما تم رفع المياه لمناسيب مختلفة ونقلها في المواسير لمناطق زراعية.
والمشروع يقع على امتداد محور الضبعة على بعد 90 كيلومترًا من مدينة الشيخ زايد، وتم إنشاء محطة كهرباء له بطاقة 250 ميجاوات، ستتضاعف إلى 300 ميجاوات، وستتم زراعة محاصيل الشعير والذرة وبنجر السكر والطماطم، ويتواجد بجوار المناطق الصناعية للاستفادة من الإنتاج الزراعى لمساحات 400 ألف فدان، وتستهدف سياسته إنشاء نموذج للمزارع الكبرى التي تقدم استثمارا زراعيا للاستفادة من الإنتاج الزراعى في التصنيع، كما يقدم مميزات للمستثمر، منها وسائل الرى الحديث والرى بالتنقيط والرى المحور.
«مستقبل مصر» يتعاون مع أكبر شركة أمريكية لتوريد المعدات والآلات الحديثة، إلى جانب إنشاء أكبر مركز تدريب للمزارعين، بهدف التدريب على الآلات والمعدات للعمل في مزرعة نموذجية، إذ تعاقدت الشركة على زراعة الموالح وذلك بالتعاقد مع مطورين لتصدير المنتجات، كما يقدم تسهيلات للمستثمرين لزراعة الزيتون، منها الموقع المتميز القريب من موانئ ومطارات الإسكندرية وسفنكس، وقربه كذلك من سواحل البحر المتوسط، علاوة على توافر الطاقة الكهربائية بإجمالى 350 ميجاوات.
يقدم المشروع للمستثمرين الميكنة الزراعية، ونحو 6 محطات لتمويل السولار والبنزين، كما سيتم خلاله إنشاء شركة للأمن بالتعاون مع وزارة الداخلية، لضمان الاستثمارات بداية من البنية الأساسية حتى جنى المحصول، كما أن هناك جزءًا منه مخصصًا للاستثمار الصناعى الزراعى، بإجمالى المساحة المطروحة 400 ألف فدان، وسيتم توصيل الخدمة في 2021، كما سيتم إنشاء مصنع لإنتاج «الكومبوست» لتسهيل الحصول على الأسمدة اللازمة للزراعة.