مع قدوم شهر أغسطس، يبدأ موسم حصاد «عباد الشمس»، المعروف باللب الصينى أو السورى، حيث يصفه المزارعون بالذهب الأسود، ويبدأ المزارعون موسم الحصاد رسمياً بعد 90 يوما ضيفا ثقيلاً فى الأرض، لتبدأ مرحلة الحصاد، من مرحلة فصل القرص المتدلى من العود، بعدما كان رافعا رأسه للسماء، ليسمى «عباد أو دوار الشمس»، ثم الفرد على شكل مصاطب، وبعدها الغربلة بالعصا وأخيرا التصدير والتوريد.
مرتدين «برنيطة» تقيهم من حرارة الشمس الحارقة، التى ترافقهم أثناء الحصاد، ممسكين بأيديهم «عصا خشبية» سميكة يقومون بالنقر على القرص من الأمام (ناحية اللب)، فيتناثر من الأقراص إلى الفرش، الذى تم تشوين المحصول عليه، وسط ضحكات ونكات وقفشات المزارعين طوال اليوم للخروج من تعب الحياة وحرارة الصيف.
فى جولتها بمنطقة النهضة غرب الإسكندرية، شاركت «المصرى اليوم»، المزارعين فرحتهم بحصاد المحصول، وقضت يوما كاملا معهم للتعرف على مراحل الحصاد بدءا من بقاء القرص على العود شامخا وحتى تعبئة المحصول فى أجولة لتوريدها إلى المحمصات أو التصدير إلى خارج البلاد.
محمد رمضان أبوالسعود، مزارع، قال إن موعد زراعة دوار الشمس أو اللب الصينى، يبدأ فى مايو من كل عام باعتباره الموعد الأكثر ملاءمة نظرا لطبيعة الأراضى الطينية والرملية، ويستغرق فى الأرض 90 يوماً، ويتم ريه بـ4 إلى 5 ريات فقط طوال فترة زراعته، مشيرا إلى أن الطريقة المثلى هى الرى بالحوال، مثل الطماطم والبطاطس حيث يشترط عدم غمره بالمياه بشكل كبير وإنما يفضل تشبعه بالمياه.
وأضاف «أبوالسعود»: مقدار سماد فدان اللب الصينى من 4 إلى 5 شكائر سماد أزوتى يوريا ونيترات، حيث يتم إذابة السماد فى «السمادة» المعدة خصيصا للمحصول وهناك طريقة أخرى للتسميد وهى «سرسبة» السماد أو فرده فى باطن الخطوط المخططة طوليا للمحصول، مشيرا إلى أن الحصاد يمر بعدة مراحل حتى يكون جاهزا للتوريد أو التصدير، من قطع القرص، وفرده ثم تجهيز فرش كبير للتشوين قبل غربلته، وتجهيزه.
سعد حامد، مزارع، قال، إنه بعد انزال اللب من الأقراص، يتم فرده على أسطح المنازل لتجفيفه (تحميصه) فى الشمس لفترة تتراوح من 18 إلى 20 ساعة فقط، ليتم بعد ذلك المرحلة الأخيرة، وهى تعبئة المحصول فى شكائر وأجولة، إما للتوريد داخل مصر أو التصدير للخارج.
وأضاف أن سر تسميته بهذا الاسم (اللب الصينى»، نظرا لأنه يتم استيراد البذور من الصين، وزراعته فى الأراضى المصرية، مشيرا إلى أنه سيتم تحقيق الاكتفاء الذاتى من البذور قريبا لتكون زراعته وبذوره يتم توفيرها كمنتج مصرى 100% خلال فترة وجيزة.
ولفت إلى أن اللب الصينى علاج لمرض الضغط والسكر حيث يستطيع مريض الضغط قزقزة اللب دون تحميص أو إضافة الملح عليه ومريض السكر يقوم بقليه على النار بعد إضافة الملح إليه.
وعن سعر الكيلو قال إن السعر فى موسم الحصاد الحالى يتراوح بين 25-28 جنيها (فرز أول)، كما يتراوح سعر الكيلو بشكل عام «لُط» من 15-16 جنيها.
وقال محمود حمدى، مزارع، إن اختيار صنف اللب الصينى يعد من الأمور المهمة فى زراعة بذور عباد الشمس إلى جانب مراعاة عدد من العوامل المُهمّة، مثل المحصول الناتج، وعوامل الجودة، والنضج، والتجفيف، ومقاومة الآفات والأمراض، التى قد تلاحق المحصول خلال فترة زراعته وحتى الحصاد، مشيرا إلى أن دوار الشمس يمكن أن ينمو فى مختلف أنواع التربة كالتربة الطينيّة والرمليّة، وهو لا يحتاج إلى العديد من الموادّ الغذائية للنمو كمحاصيل الذرة، أو القمح، أو البطاطس.
وأوضح أن دوار الشمس يعتبر من المحاصيل الزيتية الاستراتيجية ويعتمد عليه فى إنتاج زيوت الطعام وأعلاف الحيوانات ويستخرج منه أعلاف بروتينية للحيوانات.
كانت وزارة الزراعة أصدرت تقريرا العام الماضى ذكرت فيه أن مصر استوردت 109 آلاف و732 طنا من منتجات «التسالى» خلال عام 2019، والتى تضم 61 ألفا و458 طنا من اللب السورى، و6370 طنا من لب الكوسة و348 طنا من لب البطيخ، و670 طنا من اللب الأبيض و1042 طنا من الكاجو، بالإضافة إلى استيراد 38 ألف طن من الترمس و1176 من الفستق بقشره، و368 فستق بدون قشر.