تسعى دول العالم ومنهم مصر لتحقيق أهداف التنمية المستدامة للحفاظ على البيئة وتقليل الملوثات ومسببات التلوث البيئي؛ لذا تسعى دائماالحكومة المصرية على تغيير نهج الصناعة والزراعة من خلال تقليل حجم المخلفات الناتجة واستخدام مواد صديقة للبيئة.
وتسعى دول العالم في خفض الملوثات الناتجة في صناعات الغزل والنسيج ومنها الصبغات الصناعية التي تدخل في صناعة النسيج والملابس، بجانب المساهمة في خفض تكاليف المنتج؛ فكان القطن الملون هو الحل الأمثل لخفض حجم إستخدام الصبغات الملوثة للبيئة والمسببة لكثير منالأمراض الجلدية للعاملين بها.
وقالت الدكتورة أمل صابر رئيس معهد القطن سابقاً، إن الأقطان في الأصل ملونه بينما القطن الأبيض هو النوع المعالج وراثياً من خلال طفرة جينية، وذلك للبدء في صباغته بألوان مختلفة لاستخدامه في صناعة الملابس لذا بدأت وزارة الزراعة في زراعة بعض الأصناف من الأقطان الملونة من خلال مركز البحوث الزراعية، تمهيدا لإدخاله للسوق المصري على غرار زراعة الأقطان قصيرة التيلة شرق العوينات.
وأضافت أمل أن القطن الملون متوفر باللون البني والأخضر بجميع درجاتهم وفي أوربا يتوفر باللون الأزرق والأحمر وتمثل زراعة القطن الملون أهمية كبيرة وتساهم بشكل كبير في حماية البيئة خاصة أن القطن الملون وقطن الـBCI عليه إقبال من بعض الدول الذي يعتبرونه متوافقا مع البيئة؛ فهو يعتبر مصدر دخل كبير للاقتصاد المصري لارتفاع قيمته بيئياً ومادياً.
وتابعت أن الاتجاه العالمي حالياً في ظل التكنولوجيا الحديثة والتطور الزراعي والصناعي هو الحفاظ على البيئة وتقليل الإنبعاثات الضارة، على رأسها الكيماويات والصباغات الصناعية، لذا فالقطن الملون هو محصول مثالي من الناحية البيئية فهذا القطن يمكن دخوله مباشرة في صناعة الملابس بدون دخول مرحلة الصبغة ما يوفر ما لا يقل عن 50% منتكاليف صناعة الملابس.
وقال الدكتور هشام مسعد رئيس معهد القطن، إن توسع كثير من دول العالم في زراعة القطن الملون هوللعودة للطبيعة والابتعاد عن الملوثات والتواد الكيماوية في الصناعة، وهو الأمر الذي سيطور صناعة الغزل والنسيج بشكل كبير ويوفر نصفالتكلفة، بخلاف انعكاس هذا القطن على نعومة ملمس الخامة وجودتها.
ولفت مسعد إلى أن القطن الملون يخلق منتج صحي 100% لعدم دخول صبغات فيه؛ لذا فهو يمثل عائد مادي عالي للإقتصاد المصري لإرتفاعقيمته عالمياً؛ فالقطن الملون يستخدم لفئات معينة منهم العائلة المالكة ببريطانيا لأنه صديق للبيئة ولا يسبب أي حساسية بالجلد نتيجة الصبغات؛ مؤكداً أن توسع مصر في زراعة القطن الملون سيكون له أسواق خارجية كبيرة لسمعة القطن المصري طويل التيلة الجيدةبالخارج؛ وهو مايجب إستغلاله عند زراعة القطن الملون.
وتابع أن الشمس من أكبر المشكلات حيث يواجه القطن الملونمشكلات منها عدم ثبات لونه حال التعرض كثيرا للشمس ووجود قطن ملون حاليا بلونين فقط البنى والأخضر، وهو الأمر الذي دفع دول العالمللاتجاه للقطن الـ BCI ، والأورجانك بطريقة اقتصادية بالإضافة إلى التوسع في إنتاجيته.