أصبح نقص كميات الأسمدة الكيمياوية بمحافظة سوهاج أزمة تهدد المحاصيل الزراعية، الأمر الذى اضطر المزارعين للجوء إلى السوق السوداء، من أجل شراء احتياجاتهم منها بأسعار مضاعفة، من أجل إنقاذ أراضيهم ومحاصيلهم من الهلاك، بعد أن فشلوا فى الحصول على الكميات المطلوبة من الجمعيات الزراعية.
ويقول عصام الشطورى (مزارع)، إن أزمة الأسمدة تتفاقم يوما بعد يوم لعدم توافرها فى الجمعيات، خاصة بمركزى المراغة وجهينة، مما جعل أسعار الأسمدة تشتعل فى السوق السوداء، ووصل سعر الشيكارة وزن ٥٠كيلو جراماً إلى أكثر من ٣٠٠جنيه.
وطالب إبراهيم عبد اللاه وعاطف محمد (مزارعان)، بضرورة توفير الأسمدة رحمة بالمزارعين لتوفير حياة كريمة لأبنائهم، ووضع حد لتلاعب تجار السوق السوداء بالأسمدة.
وتساءل محمد عبد العال من قرية فزارة، هل يعقل أن يكون زمام القرية ١٧٠٠فدان، ويحصل على عدة أطنان فقط من الأسمدة، رغم أن حصتها تصل إلى مئات الأطنان، ولمصلحة من ترك المزارعين فريسة لتجار السوق السوداء؟. لابد من تدخل المسئولين لتوفير الأسمدة وبسعر مناسب .
أما أحمد بخيت (مزارع من مركز طما)، فيقول إنه يضطر لشراء الأسمدة من تجار السوق السوداء بأسعار مرتفعة، بعد أن فشل فى الحصول على حصته من الجمعية الزراعية، التى يتردد عليها باستمرار دون فائدة . ويضيف محمود السيد من مركز سوهاج، أن هناك مشكلة أخري، تتمثل فى أنه بعد أن نضطر للشراء من السوق السوداء بأسعار مرتفعة، نكتشف فى بعض الأحيان أنها أسمدة مغشوشة، مما يتسبب فى حدوث ضرر للمحاصيل، الأمر الذى يتطلب تكثيف الحملات على السوق لضبط التجار المتلاعبين. وأوضح رأفت أحمد رضوان، رئيس الجمعية الزراعية بقرية الفراسية بمركز ساقلته، أن هناك عجزا شديدا فى الأسمدة، مما يتسبب فى مشاكل مع الأهالى والمزارعين، لأن زمام القرية ١٢٠٠فدان وما وصل إلينا ٢٠٠٠شيكارة من أصل ٥٤٠٠شيكارة، ذلك بنسبة عجز أكثر من النصف، وتم توزيعها على المزارعين بالكامل وقمنا بمخاطبة مديرية الزراعة. وأكد الكلام علم الدين أمير، مندوب توزيع بالجمعية الزراعية بالطوايل، وأشار إلى أن أزمة الأسمدة بدأت من ٣شهور، بداية الموسم الصيفى وما زالت مستمرة. وعلى سبيل المثال، فإن الفدان من محصول الذرة الشامية يحتاج إلى ٨ شكائر ويصرف له شكارتان فقط، ويشترى الباقى من السوق السوداء بسعر ٤٠٠ جنيه للشيكارة الواحدة، والفلاح البسيط الذى لا تسمح ظروفه بالشراء يتعرض لخسارة كبيرة، وتلف المحصول وبوار الأرض. وأوضح الضبع عبدالحافظ، مدير عام التعاون الزراعى بمديرية الزراعة بسوهاج، أن الوارد من حصص الأسمدة الخاصة بالمحافظة قليل، حيث يوجد ا أسمدة «يوريا ونترات» سددت قيمتها منذ أول شهر يوليو، ولم تصل حتى الآن للجمعيات الزراعية من أجل توزيعها على المزارعين، مشيرا إلى أن أكثر المراكز تضررا من نقص حصص الأسمدة هي: المراغة ودار السلام وسوهاج والبلينا وجهينة، مما يؤدى إلى العديد من المشكلات للمزارعين، وتضرر المحاصيل وتأثير على الإنتاجية والغش التجارى وانتعاش السوق السوداء، بالإضافة إلى ارتفاع الأسعار. وأكد المهندس محمد إبراهيم، وكيل وزارة التموين والتجارة الداخلية بسوهاج، أن الحملات مستمرة لضبط المخالفين وتجار السوق السوداء، وقد تم ضبط كميات من الأسمدة فى الفترة الأخيرة، محظور تداولها بالأسواق ومخصصة للجمعيات الزراعية، منها ٥٤طنا أسمدة محملة على مقطورة بمركز البلينا، وكميات من الأسمدة محملة على سيارة نصف نقل بدائرة مركز جهينة، و20 طنا بأسواق مركز جرجا و٩ شكائر بمركز سوهاج، و٨ أخرى بمركز طهطا بحوزة تجار بمحلات بيع الأسمدة، مشيرا إلى أنه يتم تحرير المحاضر اللازمة والعرض على النيابة، والتحفظ على الكميات المضبوطة بالجمعيات الزراعية إلى حين التصرف فيها.
من جانبه، أكد اللواء طارق الفقى محافظ سوهاج، أنه قام بمخاطبة وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى لصرف حصص الأسمدة المقررة للمحافظة وتلبية احتياجات المزارعين، بما يضمن الحفاظ على معدلات الانتاج، موضحا أن العمل مستمر لرصد أى محاولة للتلاعب فى التوزيع، وذلك من خلال مراجعة سجلات الجمعيات الزراعية للتأكد من توزيعها بشكل عادل، وتكليف مديرية التموين بتكثيف الحملات بمختلف مراكز المحافظة لمنع بيع الأسمدة فى السوق السوداء وضبط المخالفين، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضدهم.