توجهات محددة أصدرها الرئيس عبد الفتاح السيسى بضرورة رعاية وتمكين صغار الصيادين، وتوفير بدل الصيد حفاظا على صحتهم من مخاطر المهنة، بالإضافة إلى توفير معدات الصيد من الشباك وإعادة تأهيل المراكب المتهالكة وتجديدها بهدف تمكينهم ودعمهم فى ممارسة مهنتهم.
فى الوقت الذى يولى صندوق تحيا مصر اهتماما بالغا لتشجيع ودعم المشروعات متناهية الصغر والحرف اليدوية وكذا العمالة غير المنتظمة، فى مختلف المجالات وذلك لمعاونة أجهزة الدولة فى رعاية العاملين بهذه القطاعات.
وكان صندوق «تحيا مصر» قد رصد «50 مليون جنيه» كمشاركة فى تنفيذ المبادرة الرئاسية ومن جانبها تقدم وزارة التضامن دعما بقيمة 100 مليون جنيه لتصبح القيمة الاجمالية 150 مليون جنيه للمبادرة «بر أمان» لرعاية صغار الصيادين، والتى سيتم من خلالها رعاية نحو 42 ألف صياد، تنفيذا لتوجيهات الرئيس، على أن يتم تنفيذ المبادرة من خلال وزارة التضامن الاجتماعى وبالتعاون مع الهيئة العامة للثروة السمكية.
مبادرة «بر أمان»
مبادرة «بر أمان» تنقسم إلى عدة مراحل، وتتضمن المرحلة الأولى المستفيدين ببحيرات الريان، ادكو، مريوط، والمنزلة، أما المرحلة الثانية فتشمل بحيرات البرلس والمرة والتمساح وتستهدف 7416 مستفيدا، أما المرحلة الثالثة تشمل البحيرات التى يصب فيها نهر النيل ويستفيد منها 18125 صيادا، والمرحلة الرابعة تشمل بحيرة ناصر وبحيرة البردويل ويستفيد منها 7707 صيادين. جاء ذلك خلال اطلاق نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعى واللواء جمال نور الدين محافظ كفر الشيخ للمرحلة الثانية أمس .
حصر وتسجيل العمال
وكانت وزارة التضامن الاجتماعى قد وقعت بروتوكول تعاون مع وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى بهدف وضع آلية محددة لحصر وتسجيل عمال الصيد فى القطاع الرسمى وغير الرسمى وإنشاء قاعدة بيانات وافية تشمل جميع أصحاب المراكب الآلية والشراعية والقوارب الصغيرة والعاملين عليها، كما تضمن البروتوكول الاتفاق على وضع خطة لتحديث البنية التحتية التكنولوجية لمكاتب المصايد، والربط الشبكى بين الأطراف الثلاثة، بالإضافة إلى وضع آلية لمد صغار الصيادين بجميع سبل الحماية لدمج صغار الصيادين فى كيانات كبيرة ودمجهم فى القطاع الرسمى بالتعاون مع الجهات الحكومية والقطاع الخاص والمجتمع المدنى، مع أهمية استهداف غير القادرين من عمال الصيد والتأكد من تغطيتهم تحت مظلة برنامج تكافل وكرامة وبصفة خاصة أثناء فترة الزريعة التى لا يُسمح فيها بالصيد بالاضافة للعمل على دخولهم مظلة التأمينات الاجتماعية .
تجديد وإحلال مراكب صغار الصيادين
وأعلنت وزيرة التضامن الاجتماعى إطلاق مبادرة تجديد وإحلال مراكب صغار الصيادين والمسجل عددها بهيئة الثروة السمكية نحو 20 ألف مركب وذلك ضمن المبادرة الرئاسية «بر أمان»، مشيرة إلى أنه تم توزيع مراكب صيد صغيرة لـ (135) سيدة من الصائدات الأرامل اللاتى لديهن رخص صيد سارية وليس لديهن مركب، كما تم منحهن صندوق مبرد لحفظ حصيلة الصيد.
وأكدت استعداد الوزارة لتمويل إحلال مراكب الصيد الصغيرة التى لا يزيد طولها على 6 أكتار وتعمل فى البحيرات الداخلية ونهر النيل والتى يحمل مالكها رخصة صيد سارية خلال فترة تنفيذ المبادرة.
كما أعلنت استعداد الوزارة من خلال بنك ناصر الاجتماعى تقديم تمويل ميسر لتوفير سيارات مبردة جديدة للجمعيات التعاونية لصائدى الاسماك، بجانب تطوير سيارات النقل التى تمتلكها الجمعيات حاليا ولكنها غير مبردة بحيث يتم تزويدها بأجهزة تبريد، وهو ما سيسهم فى تطوير آليات تسويق الانتاج السمكى لصغار الصيادين عبر ربطهم بمنافذ للتوزيع مباشرة للمستهلكين وهو ما يسهم فى مضاعفة دخول صغار الصيادين.
إنشاء مزارع سمكية
كما أعلنت عن انشاء مزارع سمكية للراغبين من الصيادين وذلك بالتعاون مع المحافظات المختلفة وهيئة الثروة السمكية التى أعدت بالفعل دراسة جدوى اقتصادية حول المشروع، كما ستشارك بدعمها الفنى فى مراحل التنفيذ خاصة ما يتعلق بالتدريب وتشغيل المزارع.
ومن جانبه قال اللواء جمال نور الدين، محافظ كفرالشيخ، أن الدكتورة نيفين القباچ، كانت قد أطلقت المرحلة الأولى من المبادرة الرئاسية بالمحافظة «بر أمان» منذ عدة أشهر، وقامت أمس الأربعاء، خلال زيارتها للمحافظة، بإطلاق المرحلة الثانية من المبادرة بمدينة برج البرلس، خلال المؤتمر الذى عقد بجانب النصب التذكارى لشهداء معركة البرلس البحرية.
الصيادون يتحدثون
من جانبه قال محمد شرابى، شيخ الصيادين بالبرلس، ان المرحلة الثانية من المبادرة الرئاسية «بر أمان» التى تتضمن بكفرالشيخ، توزيع 40 فلوكة صيد للسيدات منهم 20 فلوكة لجمعية برج البرلس وبلطيم، و12 فلوكة لجمعية منشية المرشدى، و8 لجمعية برمبال، كما تتضمن صرف 4 كيلو غزل لكل صاحب فلوكة لها رخصة صيد سارية، مع صرف بدلة صيد جلدية وكُذلُك صيد لكل صياد يحمل رخصة صيد سارية.
اما فتحى الحمراوى، صياد من البرلس، فقال أن صيادى البرلس أعربوا عن فرحتهم الكبيرة باهتمام القيادة السياسية بهم، وتوفير أدوات الصيد اللازمة لهم، ومنحهم المساعدات المالية اللازمة لإعانتهم على رعاية أسرهم ومواجهة أعباء الحياة.
وطالب شحته فهمى، صياد بالبرلس، المسئولين عن الثروة السمكية باستكمال عملية تطوير وتنمية بحيرة البرلس، على مساحة 110 آلاف فدان والتى تقع بالكامل فى نطاق محافظة كفرالشيخ، مع ضرورة منع الصيد الجائر ببحيرة البرلس ووقف اى تعديات جديدة عليها، وزيادة مساحات الصيد الحر بالبحيرة، لخدمة صغار الصيادين، مع ضرورة ضخ كميات كبيرة من زريعة الأسماك الصغيرة بالبحيرة لزيادة المخزون السمكى بها خلال الفترة القادمة.
وقال حميدو الحمراوى، صياد من البرلس، ان الدولة، والمحافظة، وهيئة الثروة السمكية، قد اهتموا خلال الفترة الماضية بتطوير البحيرة و إزالة البوص والأحراش من مساحات كبيرة بالبحيرة إلا ان هذه الجهود تحتاج الى دعم ومواصلة خطط تطوير وتعميق المسطح المائى للبحيرة، مع ضرورة تطهير بوغاز البرلس وتعميقه ورفع الإطماء منه للسماح بدخول كميات كبيرة من مياه البحر المتوسط المالحة الى البحيرة لوقف نمو وتكاثر البوص والاحراش بها، وتحسين خصائص المياه بالبحيرة.
وأعرب محمد السيد على، صياد من البرلس، عن فرحته باهتمام الرئيس السيسى، بصغار الصيادين وإطلاق هذه المبادرة، لتوفير الحماية الاجتماعية اللازمة لهم، وامدادهم بقوارب وأدوات الصيد، مؤكداً بأن هذه المبادرة ستساهم فى توفير فرص عمل كبيرة لصغار الصيادين، ومساعدتهم على اكتساب قوت يومهم للإنفاق على أسرهم ومواجهة أعباء الحياة.
حماية الصيادين
وأطلقت سعاد عبدالواحد، صيادة بالبرلس الزغاريد ابتهاجاً بإطلاق المرحلة الثانية من المبادرة الرئاسية «بر أمان» والتى سيتم من خلالها توزيع عدد كبير من فلوكات وأدوات ومهام الصيد على عدد كبير من السيدات العاملات فى مجال الصيد والصيادين، و الذى يصل عددهم الى أكثر من 900 صياد وصيادة من أبناء البرلس وقرى الشخلوبة، و برمبال، وبر بحرى و المقصبة، ومنية المرشدى، وغيرها من القرى الواقعة على ضفاف البحيرة.
وأضافت صباح شرشير، صيادة من البرلس بأن هذه المبادرة تساهم فى توفير الحماية للصيادات العاملات فى هذا المجال، حيث نقوم بالإنفاق على أسرنا فى ظل ظروف اقتصادية صعبة للغاية، ونحتاج الى ضرورة مواصلة الدعم التى تقدمه وزارة التضامن الاجتماعى لنا خلال الفترة القادمة، فى ظل ما نعانيه حاليا من جائحة كورونا وتوقف العديد من الصيادين والصيادات عن العمل بسبب الظروف التى مرت بها البلاد.
نجاح للمرحلة الأولى
ومن جانبه صرح الدكتور صلاح مصيلحى رئيس الهيئة العامة للثروة السمكية بأن المرحلة الاولى من المبادرة الرئاسية شهدت نجاحا كبيرا وإقبالا من الصيادين وأصحاب مراكب الصيد. أن الاهتمام بعمل مراكب للسيدات العاملات فى الصيد هو خطوة كبيرة وايجابية لتشجيع السيدات على العمل ومساهمة من الدولة فى توفير حياة كريمة لهم.
89
