حالة من الخوف والفزع شهدتها قرية منية السعيد مركز المحمودية بالبحيرة خلال الفترة الماضية بعد انتشار الثعابين السامة بها واقتحامها الزراعات والمنازل ، وإصابة عدد من أهالى القرية بسبب « اللدغات» السامة .. فالثعابين والأفاعى والعقارب دائما وأبدا ما تنتشر بكثرة فى فصل الصيف نتيجة ارتفاع درجات الحرارة التى تخرجها من جحورها ، حيث تحتاج تلك الزواحف إلى الدرجات المنخفضة ومن ثم تكون الحشائش والبوص والأحراش الملاذ الآمن لتلك الثعابين .
الدكتور ممدوح السباعى رئيس الإدارة المركزية لمكافحة الآفات والحشرات بوزارة الزراعة أكد أن الثعابين والأفاعي من ذوات الدم البارد، ترتفع درجة حرارتها فى النهار ، وبالتالى تحتاج بشكل متواصل للمياه وتبحث دائما عن الرطوبة وتجد فى الأماكن الزراعية الرطبة ومواقع الصرف الصحى ملاذا لها من أجل ترطيب جسدها من الحر الشديد، مضيفا أن بعض الافاعى من الزواحف شديدة الخطورة على حياة الانسان لكنها جبانة وحركتها «السامة» بطيئة لذلك يجب الهدوء وعدم الاقتراب منها أو محاولة قتلها، والابتعاد عنها عند رؤيتها ، مشيرا إلى أن الحرارة المرتفعة تحفز خروج الثعابين والأفاعى والعقارب من جحورها وأماكن معيشتها واختبائها حيث تخرج لالتقاط الفريسة.
وأوضح الدكتور السباعى أن هناك صعوبة فى التخلص منها ، مثلما حدث فى بعض القرى والمراكز بوسط وغرب الدلتا وإصابة العديد من المواطنين خلال الأيام الاخيرة، أما العقارب فهى كائنات ليلية فى عيشها تختبئ عادة تحت الصخور أو الرمال وهى ضعيفة الرؤية لكن لديها حاسة شم حادة وقوية جداً ويقال إنها تنجذب إلى اللحم بواسطة حاسة الشم ، لذلك يجب تفادى إلقاء أى مخلفات من اللحم قرب المساكن أو المزارع بمناطق الظهير الصحراوي، وجدير بالذكر أن العقارب لا تلدغ إلا عند الجوع، أو الدفاع عن النفس أو رد الاعتبار.
وحول إجراءات مواجهة خطر الثعابين يوضح رئيس الإدارة المركزية لمكافحة الحشرات إنه يتم من خلال حقن البيض بمادة سامة لمواجهة الثعابين السامة، ووضع البيض فى الأماكن المحتمل أن تكون أوكارا تختبيء بها تلك الثعابين بالإضافة إلى توعية الأهالى وتحذيرهم لتوخى الحيطة والحذر وعدم تعرضهم للبيض السام حرصاً على سلامتهم، ورفع حالة الطواريء بالوحدات الطبية والمستشفيات فى المراكز المعرضة لهجوم الثعابين لمواجهة أى حالات تسمم وكذا التنسيق مع مراكز السموم بكليات الطب بالمحافظات لاستقبال أية حالات تتعرض للتسمم ، كما تجب الاستعانة بصائدى ثعابين متخصصين، مفجراً مفاجأة بأن المصل فى أحيان كثيرة يكون أكثر خطورة من اللدغة ذاتها، وتنتج عنه حساسية قاتلة لذلك لا يعطى مباشرة وإنما يجب أن يخضع الشخص الملدوغ للملاحظة فإن ظهرت عليه أعراض عصبية مثل تشنجات، فقدان وعي، صعوبة تنفس، ضعف عضلات، يعطى المصل، ولخطورة المصل الكثير من الأطباء وأعضاء هيئة التمريض يخشون إعطائه بأنفسهم ويفضلون تحويل الحالات إلى مركز السموم.
وأوضح السباعى أن المصل يتم تحضيره من دم الخيول بعد حقنها بسم الثعبان، أو من دم الأغنام الذى يسبب حساسية أقل من تلك التى يحدثها المصل المحضر من دم الخيول، ولذلك لا بد من إجراء اختبار الحساسية، قبل إعطاء المصل، ولكن أيضًا هذا الاختبار لا يضمن السلامة تماما لأن الجسم يمكن أن يتأثر بالكمية الكبيرة من المصل بعد الحقن، وبصفة عامة 15% فقط من الثعابين تكون سامة وثعابين الأرض الزراعية سمها ضعيف ويجب التأنى قبل المخاطرة بتلقى المصل.
من جانبه أكد محمد العقارى نقيب الفلاحين أنه سيتم عقد اجتماع مع النقابات الفرعية بجميع المحافظات اليوم لحل عدد من المشكلات الخاصة بالفلاحين ، كما سيتم بحث المشكلة الخاصة بقرية منية السعيد بمركز المحمودية بالبحيرة والتنسيق مع المحافظة ووزارة الزراعة والصحة والبيئة لتطهيرها من تلك الزواحف.