موسم الفراولة انتهى قبل أن يبدأ: الفاكهة غائبة.. والمزارعون يشكون الخسائر

موسم الفراولة انتهى قبل أن يبدأ: الفاكهة غائبة.. والمزارعون يشكون الخسائر

المرور على أراضى قرية المحسمة بمحافظة الإسماعيلية، يصبح مشهداً يبعث على السعادة، خصوصاً خلال موسم جنى الفراولة، حيث توجد مساحات شاسعة من الأراضى الخضراء، الملونة بلون الفاكهة الأحمر، فيما تقوم مجموعات من مختلف الأعمار بقطف الثمار فى الموسم الذى انتهى منذ أيام قليلة، والجميع لا تفارق الابتسامة وجوههم، وهم ينشدون الأغانى الشعبية عن فرحة الحصاد، رغم أشعة الشمس الحارقة.

العمل داخل حقول الفراولة يسير بخطوات منتظمة، يقطف شاب أو فتاة الثمار ويرتبها آخرون داخل أقفاص من الجريد أو البلاستيك، بينما تقوم مجموعة أخرى بنقل الأقفاص إلى مكان تجميع المحصول.

رغم انتهاء موسم جمع محصول الفراولة، منذ أيام قليلة، إلا أن الإنتاج شبه مختف من الأسواق، بسبب انخفاض الإنتاج مقارنة بالموسم الماضى، وهو ما فسره عدد من المزارعين بأن نوعية الشتلات التى تمت زراعتها هذا الموسم تعطى إنتاجية أقل، وبمواصفات تخالف المعايير العالمية.

تصل المساحة المزروعة فى مصر من الفراولة لـ22 ألفا و400 فدان، وتتم زراعة هذه الفاكهة فى محافظات منها الإسماعيلية والبحيرة والقليوبية، وينتج الفدان نحو 18 طناً للفدان، ويصل إجمالى صادرات مصر من المحصول 27 ألف طن.

إسماعيل السيد محمد، عضو الجمعية الحقلية بمحافظة الإسماعيلية، التى تنتشر بها زراعة الفراولة، خصوصاً فى قرية المحمسة، أوضح أن السبب فى انخفاض حجم المحصول هو استيراد شتلات ذات إنتاج منخفض، منبهاً إلى أن زراعة هذا النوع من الفاكهة مكلف مقارنة بغيرها من المحاصيل، إذ يجب ردم الأراضى بعد انتهاء جمع المحصول بالرمال، ويتكلف 50 ألف جنيه، أما الشتلة التى تكفى زراعة فدان واحد فيتراوح ثمنها من 18 لـ20 ألف جنيه، فضلاً عن الأسمدة العضوية التى تصل تكلفتها لـ10 آلاف جنيه، إضافة إلى 5 آلاف جنيه قيمة المخصبات، ما يتسبب فى معاناة الفلاحين من الخسائر بدلاً من تحقيق أرباح.

وقال محمد خليل، أحد المزارعين، إنه رغم تردى أحوال مزراعى الفراولة، إلا أن التجار يحققون أرباحاً من تصدير المحصول، مستغلين عدم دراية المزارعين بهذا الأمر و«نأمل أن تكون الحكومة هى الوسيط بين الفلاحين وشركات التصدير بعيداً عن التجار الوسطاء، لأن إنتاجية الفدان الواحد تتراوح من 10 لـ15 طناً، فيما يصل سعر كيلو الفراولة بالمزرعة لـ8 جنيهات، أما التجار فيتحكمون فى سعر الفاكهة بالأسواق».

وطالب خليل باستيراد شتلات جيل أول من الخارج ذات إنتاجية عالية وتحت إشراف وزارة الزراعة، للحصول على محصول أكبر، خاصة أن المزارعين يعانون من وجود شتلات رديئة منذ عشرة أعوام، رغم أن الفراولة من المحاصيل الهامة التى يمكنها تعزيز الدخل القومى إذا اهتمت بها الدولة، خصوصاً أن هذه الفاكهة لا يقتصر استخدامها على الأطعمة والعصائر فقط، ولكنها تدخل فى صناعة مستحضرات التجميل، مثل تبييض الأسنان والتخلص من حب الشباب.