يُعد القطن المصرى محصولا استراتيجيا لعدد كبير من القطاعات، كما يحتل مكانة متميزة بالنسبة للمحاصيل التصديرية والتصنيعية المهمة فضلا لما يتميز به القطن المصرى من صفات غزلية وتكنولوجية مرغوبة عالميا مثل الطول والمتانة والنعومة بالإضافة للدرجة العالية من التجانس والتماثل.. كل هذه المميزات بالإضافة إلى تقليل الفاقد فى أثناء التصنيع وبالتالى خفض تكاليف الإنتاج جعلت القطن المصرى – كما يقول الدكتور هشام مسعد مدير معهد بحوث القطن التابع لوزارة الزراعة - مفضلا لدى مصانع الغزل العالمية عن غيره من الأقطان الأخرى، مما أدى لتعظيم القدرة التنافسية للقطن المصرى، مشيرا إلى أن تنمية صادرات القطن بصفة خاصة يُعد من الأهداف الرئيسية فى استراتيجية التنمية المستدامة 2030. لافتا إلى أن القطن المصرى هو طراز مميز مــن القطــن يتصف بأعلى مستويات الجودة ممـا أكسبـه مركزا عـالميا لمــدة تزيــد علـى قــرن ونــصف القرن مــن الزمــان. وأن القطن المصرى تتم زراعته حاليا فى أجزاء كثيرة من العالم وبصفة رئيسية فى الولايات المتحدة الأمريكية، ويعرف بالقطن المصرى الأمريكى أو قطن (البيما) إلا أن مصر يُعد المنتج الرئيسى للقطن الأعلى جودة.
ويضيف د.مسعد، أن وزارة الزراعة المصرية تتبنى إستراتيجية جديدة وطموح منذ عام 2014بهدف النهوض بمحصول القطن المصرى والمحافظة على صفات الجودة لديه، حيث تم استصدار القانون رقم 4 لسنة 2015 والخاص باستثناء أقطان الإكثار من قانون التجارة الحرة وعليه أصبحت وزارة الزراعة -متمثلة فى الإدارة المركزية لإنتاج التقاوي- هى المسئولة عن تسويق أقطان الإكثار بهدف المحافظة على النقاوة الوراثية وتوفير التقاوى لتغطية المساحة المستهدفة ببذرة نقية وراثياً، كما عملت الوزارة من خلال معهد بحوث القطن على استنباط الأصناف الجديدة عالية الإنتاجية لإحلالها محل الأصناف القديمة وبالفعل تمكن معهد بحوث القطن من استنباط وطرح عدد من أصناف القطن الجديدة للزراعة. مشيرا إلى خطة معهد بحوث القطن لإنتاج الأصناف عالية الإنتاجية والتى تتحمل الظروف البيئية المغايرة، لتحل محل الأصناف القديمة والتى تتدهور إنتاجيتها نتيجة ظروف التداول، حيث قام المعهد بإنتاج عدد من الأصناف المتميزة - كما وكيفا - وزادت الإنتاجية عن 10 قنطارات زهر/فدان مع التصافى العالية والتى تتعدى 125 رطلًا بالتالى تزداد إنتاجية محصول القطن الشعر ليتعدى 12 قنطار شعر/فدان لتتعدى الإنتاجية 1380كجم شعر/هكتار بما يضع القطن المصرى فى مصاف الدول عالية الإنتاجية هذه الأصناف هى جيزة 94، جيزة 95 وجيزة 97 وجار تسجيل الصنف الجديد جيزة 98 كل هذه الأصناف تتميز بالإنتاجية العالية والتبكير فى النضج حيث تتراوح فترة بقاء المحصول فى الأرض بين 160 و170 يوما من تاريخ الزراعة وحتى بدء موسم الجنى، كما أنها موفرة لمياه الرى بما يعادل من 10-15% من الاستهلاك . وللمعهد أيضا دور إرشادى كحلقة وصل بين البحث العلمى وتطبيق نتائج البحوث، ويسهم كذلك فى رفع الوعى الثقافى لدى المزارعين. وأكد مدير معهد القطن، أنه من المتوقع زيادة إنتاج مصر من الأقطان الحيوية بما يعادل 1300 طن من أصناف جيزة 45، جيزة 87، جيزة 92، جيزة 86، جيزة 94 وجيزة 95 وتنتشر مزارع القطن الحيوى بمحافظات الفيوم، دمياط، كفر الشيخ والبحيرة بمساحة إجمالية قدرها 1350 فدانًا هذا الموسم جار تسجيل مساحات جديدة نظراً للإقبال الشديد من المزارعين والمستوردين، وحاليا يسعى معهد بحوث القطن للتعاون مع المنظمات والهيئات الدولية بما يحقق استدامة انتاج القطن المصرى وفتح أسواق جديدة
أخضر.. وبنى
جيزة 97 هو من أحدث الأصناف المصرية وأول عام يخرج إلى السياسة الصنفية لموسم 2021 وفقا لما أكده الدكتور وليد يحيى رئيس قسم بحوث تربية القطن بمعهد بحوث القطن ، موضحا أنه تمت زراعة مساحة 1630 فدانا منه بمحافظة المنوفية بينما يزرع أكثره فى مركز قويسنا بمساحة 1200 فدان. مشيرا إلى أن هذا الصنف يُعد أعلى الأصناف المصرية من حيث متوسط الإنتاجية - نحو من 10 إلى 12 قنطار زهر للفدان - كما أن مدة بقائه فى التربة من 160 إلى 170 يومًا فقط، ويوفر من 800 إلى 1000 متر مكعب مياه خلال مدة نموه.
بينما فى محافظات الصعيد يتربع جيزة 95 على عرش القطن هناك لكونه ذا احتياجات مائية منخفضة ويتحمل درجات الحرارة العالية جدا والتغيرات المناخية ومدة مكثه نحو 5 أشهر ويتم إخلاؤه مبكرا من الأرض، هذا ما قاله الدكتور ياسر المنسى وكيل معهد بحوث القطن للإرشاد والتدريب، موضحا أن الصنف جيزة 95 تتم زراعته فى مساحة إجمالية مقدارها 15500 فدان موسم 2021 وهو صنف ذو إنتاجية مرتفعة جدا تصل إلى 12 قنطارا للفدان، ومتوسط وزن اللوزة له من 3.5 إلى 3.8 جرام وتصافى الحليج له 40% ويعطى فى حدود 14 قنطار شعر للفدان.
عشر سنوات من العمل الشاق ليصبح لدينا قطن ملون.. الأخضر بدرجاته والبنى بدرجاته .. مزيد من التفاصيل فى كلام الدكتور. ياسر المنسى، وكيل المعهد موضحا أنه سبق جديد للأقطان المصرية التى ظلت وما زالت تتربع على عرش الأقطان فى العالم منذ أكثر من مائتى عام تتميز فيها بالجودة وبأفضل صفات غزلية فى العالم أن تصبح مصر الآن واحدة من بين (7) دول فى العالم تعمل فى مجال إنتاج الأقطان الملونة وهى؛ الولايات المتحدة وروسيا والصين وباكستان والهند وإسبانيا وتركيا إلى جانب أننا الدولة الأولى إفريقيا وعربيا التى تتوج بالأقطان الملونة ويتم الإنتاج فيها. مشيرا إلى نجاح المعهد على مدى سنوات فى تثبيت الصفات تثبيتا أصيلا وراثيا ، وكانت البداية بنباتات ملونة ذات صفات جودة أقل من حيث طول التيلة والنعومة والمتانة إذا ما قورنت بصفات الأقطان البيضاء حتى استطعنا أن نرفع طول التيلة للأقطان الملونة من 26 مم إلى 30 : 32 مم وكذلك ارتفعنا بصفة المتانة من 7 برسلى إلى 9: 10 برسلى واستطعنا إنتاجها أكثر نعومة حيث انخفضت قيمة الميكرونير من 5 و.4.5 ميكرونير إلى 4 و3.5 ميكرونير واستطعنا الوصول بمتانة الغزل إلى 2350 وحدة وهذا تقدم كبير جدا أمام السبق العالمى ما بين دول العالم كلها المنتجة للأقطان الملونة هو أننا استطعنا غزل الأقطان الملونة المصرية الخضراء والبنية على عدد 40 وهو ما يمثل ضعف العدد الذى استطاعت دول العالم الغزل عنده وهو على خيط غزل بعدد 20 ومازالت خطوات التقدم فى إنتاج الأقطان الملونة المصرية مستمرة والتحسين مستمر. وخلال هذا الموسم 2021 ذرعت مساحة فدان بمحطة البحوث الزراعية بالجيزة بالأقطان الملونة الخضراء والبنية وبدرجاتها المختلفة وذلك لإنتاج كمية تقاوى تكفى لمساحة خمسة أفدنة الموسم القادم تتضاعف إلى 20 فدانًا الموسم التالى.