تستعد محافظات الصعيد لافتتاح عدد كبير من المشروعات، فى مختلف القطاعات، تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى بتنفيذ مشروعات توفر فرص عمل لأهل الصعيد، الذين وصفهم بـ«حراس الأمة».
وحسب إحصاءات وزارة التخطيط، فقد حظيت محافظات جنوب مصر باستثمارات حكومية ضخمة بخطة العام المالى الحالى ٢٠٢١/ ٢٠٢٢، بهدف تحسين جودة الحياة، وتشمل المشروعات قطاعات البترول والكهرباء والنقل والصحة والإسكان والصناعة والزراعة، بما يحقق نهضة تنموية لأهل الصعيد، إذ ستوفر المشروعات فرص عمل مباشرة وغير مباشرة.
واهتم الرئيس السيسى بتنمية صعيد مصر منذ ٢٠١٤، بدءًا بالمشروع القومى لتنمية الصعيد بمحاوره الأربعة، ومنها إنشاء الهيئة العامة لتنمية جنوب مصر، وإطلاق المشروع القومى لإنشاء مناطق صناعية متكاملة فى الصعيد، والتوسع فى إجراءات الحماية المجتمعية، ليصبح الصعيد إحدى أذرع التنمية الاقتصادية فى مصر.
وبينت خطة الدولة لتنمية محافظات الصعيد أن إقليم جنوب الصعيد يستحوذ على النسبة الأكبر من هذه الاستثمارات بنسبة ٥٥٫٢٪، بقيمة ٥١ مليار جنيه، ويليه إقليم وسط الصعيد بقيمة ٢٢٫١ مليار جنيه، بنسبة ٢٣٫٩٪، فى حين تشكل الاستثمارات الحكومية لإقليم شمال الصعيد نسبة ٢٠٫٩٪ بقيمة حوالى ١٩٫٣ مليار جنيه.
وضمت مشروعات تنمية الصعيد فى محافظة الفيوم، على سبيل المثال، رفع كفاءة مشروع تطوير الدواجن التكاملى بقرية «العزب»، وأيضًا رفع كفاءة ومشروع الحفاظ على الحرف التراثية.
وفى محافظة المنيا، أقيم مشروع تطوير مزرعة الدواجن والمجزر الآلى بـ«المطاهرة»، وجرى تقديم وتوفير التمويل اللازم لجميع مستلزمات التشغيل والإدارة للمشروع، والعمل على الإشراف والرقابة على العملية التشغيلية، وجرى تطوير مزرعة الدواجن بقرية «شوشة» بمركز سمالوط، ويعد هذا المشروع من المشروعات التنموية على النطاق المحلى، إذ يحقق الاستفادة القصوى من أصول المزرعة ويوفر الأمن الغذائى ويساعد على تنمية المجتمع المحلى مع تحقيق الاكتفاء الذاتى من الإنتاج، كما جرى تطوير مركز تكنولوجيا الصناعات الغذائية لصناعة العسل الأسود.
وفيما يتعلق بتنمية صناعة الدواجن فى الصعيد، فإنه تهدف المشروعات إلى تحقيق أعلى نسب معدلات لمختلف السلالات المحلية النادرة والمستنبطة المصرية من خلال إنشاء العديد من المشروعات، إذ يعتبر مشروع تطوير الدواجن التكاملى بمحافظة الفيوم من أكبر مشروعات الدواجن المتخصصة فى تربية السلالات المحلية والمستنبطة المصرية، والذى يقام بمنطقة صحراء العزب على مساحة نحو ٧٥ فدانًا، وينفرد هذا المشروع بالتراكيب الوراثية لمختلف السلالات المحلية والمستنبطة المصرية، التى تزيد على ١٩ سلالة.
كما أولت الدولة اهتمامًا بفكرة إنشاء مشروع تدوير المخلفات الزراعية لمضاعفة الاهتمام بالأبعاد البيئية، إضافة إلى الاهتمام بإضافة مصادر طاقة جديدة، إذ أصبح تحويل النفايات إلى مصدر للطاقة أمرًا ضروريًا، ومن خلال هذا المشروع يجرى تحويل المخلفات الزراعية الناتجة عن عملية عصر قصب السكر بمصانع العسل الأسود بالصعيد إلى صورة وسيطة لإنتاج الطاقة الحرارية، حيث يعمل هذا المشروع على تحقيق أعلى طاقة متجددة من النفايات وخفض المخلفات المطلوب التخلص منها بالدفن، مع توفير بيئة نظيفة وصحية، وأيضًا رفع الجدوى الاقتصادية للمخلفات الزراعية.
ووزعت الدولة مؤخرًا ١٢٥٠ مشروعًا مجانًا للسيدات فى قرى الصعيد، فى ١٧ مجالًا مختلفًا، ويجرى منح السيدات جميع مدخلات الإنتاج والأدوات والآلات والمعدات اللازمة للعملية الإنتاجية، وكذلك مساعدتهن على تسويق هذه المنتجات.
ومن المشروعات المهمة أيضًا: مشروع بناء مرونة نظم الأمن الغذائى «التغيرات المناخية فى صعيد مصر»، وهو مشروع يعمل على بناء قدرات صغار المزارعين لمجابهة التغيرات والتقلبات الجوية وتأثيرها السيئ على الإنتاج الزراعى فى محافظات: أسيوط وسوهاج وقنا والأقصر وأسوان.
ويعمل المشروع من خلال عدد من المحاور هى: الحشد المجتمعى للتغيرات المناخية، وتنمية وزيادة إنتاجية النشاط الزراعى، وتنمية وزيادة الإنتاج الحيوانى، وزيادة كفاءة الرى الحقلى، وبناء قدرات جمعيات المجتمع المدنى والشركاء الحكوميين، ومنظومة الإنذار المناخى المبكر.