أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أن الانتهاء من أى مشروع يجب أن يكون مضاهيًا لمشروع السد العالى بسبب الجهد المبذول فيه من جميع مؤسسات الدولة، وتساءل: «إذا أردنا عمل سد عالى آخر فهل سيأخذ نفس الجهد والمُعَدات؟ بالطبع لا».
وشدد الرئيس السيسى على أن ما يحدث فى سيناء الآن وفى توشكى بمثابة «سد عالى» آخر، قائلًا: «ما نفعله الآن هو المستحيل- فى إشارة إلى تسليم مشروع توشكى فى يونيو المقبل- بهذا الجهد وهذا الوقت».
جاء ذلك، خلال افتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس، مشروعات استصلاح وزراعة الأراضى الصحراوية، ومن بينها المشروع القومى «توشكى الخير»، بحضور الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، وعدد من الوزراء وكبار رجال الدولة.
ووجّه الرئيس بسرعة تقديم الدعم وإجراء الدراسات اللازمة للإسراع فى إجراء وتنفيذ استصلاحات لأكثر من 400 ألف فدان بمنطقة فرع 4 فى توشكى بمحافظة أسوان.
وقال الرئيس عبدالفتاح السيسى إن الوقت لا يسمح بتأخير ضم الأراضى الزراعية المستصلحة، وإنه لو تمت زراعة هذه الأفدنة بالقمح لوفرت للحكومة نصف مليون طن تقريبًا، مشيرًا إلى أن سرعة إدخال أراضٍ زراعية للخدمة توفر على الحكومة أموالًا تنفق فى هذا الاتجاه.
وطالب الرئيس السيسى وزارة الكهرباء والهيئة الهندسية ووزارة الزراعة وكل المؤسسات المعنية بسرعة إنجاز عملها حتى تكون هذه الأفدنة جاهزة للزراعة فى أقرب وقت ممكن، مشددًا على أن المياه المستخدمة فى استصلاح الأراضى الزراعية هى مياه تمت معالجتها.
وأضاف: «لازم ننوه بأن المياه المستخدمة فى استصلاح الأراضى هى مياه صرف زراعى تمت معالجتها وأصبحت صالحة للزراعة وفقًا للمعايير، وبنعمل البنية الأساسية المطلوبة علشان تكون صالحة للزراعة، وموضوع التنمية والبناء أعمق كتير من إننا نقول فيه رأيه سريع».
وتابع الرئيس السيسى: «لما حد يشوفنا واحنا بنتكلم على حجم الأراضى الزراعية اللى بنحلم بيها يقول ده حجم ضخم وهتجيبوا الميه منين؟!، إحنا لم نتجاوز حصتنا من مياه نهر النيل، وماتكلمناش أبدًا ان الـ100 مليون مصرى عاوزين ميّة أكتر من كده بكتير، وقلنا هنعيد ونستفيد بالمياه المتاحة، وحتى مياه الصرف الصحى بنعملّها معالجة ثلاثية متطورة».
وشدد الرئيس عبدالفتاح السيسى على الاستفادة من أكبر قدر من المياه المتاحة كى لا نسىء إلى البيئة، موجهًا- خلال افتتاحه المشروع القومى «توشكى الخير»- وزارات الكهرباء والموارد المائية والرى والزراعة واستصلاح الأراضى بتوفير المرافق اللازمة للتوسع فى مساحات الأراضى المستصلحة بتوشكى، كما وجّه بدخول المزيد من الأراضى الزراعية للإنتاج.
ووجّه التحية إلى رئيس وزراء مصر الأسبق، الدكتور كمال الجنزورى، والذى أكد أن مشروع توشكى قابل للنجاح، قائلًا: «علشان نرد غيبة الدكتور كمال الجنزورى، اسمحوا لى أن نوجه إليه كل التحية وكل التقدير وفريق العمل اللى كان معاه فى مجلس الوزراء ساعتها، اللى درس الموضوع ده وقال إنه قابل للنجاح»، وأطلق الرئيس عبدالفتاح السيسى على أحد كبارى مشروع توشكى «محور الدكتور كمال الجنزورى».
ووجّه بعدم زراعة نباتات الزينة مرة أخرى، موضحًا أنه مادامت المياه تصلح لزراعة النباتات المثمرة فيجب زراعة النباتات المثمرة، وأضاف الرئيس: «أرض الدلتا كانت منخفضة وبها طمى كثير جدًا، وترامت على مدى آلاف السنين، وبالتالى بقت صالحة للزراعة، دلوقتى إنت بتزرع فى تربة بظروفك بقى عشان دى طبيعة أرضنا، نقعد نحط إيدينا على خدنا ونقول مش قادرين؟ لأ».
وأوضح: «إن شاء الله مافيش نقطة ميّة نقدر نستخدمها إلا لما نستخدمها أو حتة أرض نقدر نزرعها إلا لما نزرعها، وبالمناسبة- وده أمر يا دكتور مصطفى، رئيس الوزراء- مافيش زراعة تانى لنباتات الزينة، مادام نقطة الميّة اللى بنستخدمها صالحة لنباتات مثمرة تبقى نباتات مثمرة».
وشاهد الرئيس السيسى فيلمًا تسجيليًا عن المشروع من إنتاج إدارة الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة، تحت عنوان: «توشكى خيرك يا مصر»، واستعرض الفيلم مشروعات استصلاح أراضٍ زراعية بمنطقة توشكى، وآخر ما تم إنجازه من تطوير واستصلاح وزراعة أكثر من 2 مليون نخلة، فضلًا عن شق الترع وحفر الآبار لتوفير المياه اللازمة للزراعة.
كما شاهد الرئيس فيلمًا تسجيليًا آخر بعنوان: «البساط الأخضر»- خلال افتتاح المشروع القومى «توشكى الخير»- أشار إلى أن العمل على تأمين الأمن القومى الغذائى من أهم أولويات القيادة السياسية.