الدولة لن «تغامر» بالأمن الغذائى للمواطنين

الدولة لن «تغامر» بالأمن الغذائى للمواطنين

وجه الرئيس عبدالفتاح السيسى، بتوفير المرافق اللازمة من شبكات رى وكهرباء للتوسع فى مساحات الأراضى المستصلحة بمشروع «توشكى الخير»، مشيرا إلى أن استصلاح الأراضى الجديدة يساعد على تحقيق تنمية حقيقية للأجيال المقبلة.


جاءت تصريحات الرئيس خلال افتتاحه أمس، عددا من مشروعات الاستصلاح الزراعى ضمن المشروع القومى «توشكى الخير»، تضمنت طريق «توشكى ــ شرق العوينات»، المرحلة الأولى من مزرعة توشكى.


وقال إن المياه المستخدمة فى محطة بحر البقر التى تم افتتاحها منذ شهرين هى مياه صرف زراعى، لم يكن يتم استخدامها، وتم معالجتها ثلاثيا، حتى تكون مطابقة للمعايير وصالحة للزراعة وتستخدم فى رى 500 ألف فدان فى سيناء.


وأضاف أنه تم ترفيق المناطق المستخدمة فى استصلاح الأراضى الزراعية بسيناء، مؤكدا أن عملية التنمية والبناء أعمق بكثير من أن تقال فى آراء دون دراسة، مشيرا إلى أن زراعة الفدان الواحد تتكلف 200 ألف جنيه.


وأضاف أن المستثمر لن يتحمل عبء التكلفة الباهظة لإنشاء البنية الأساسية المطلوبة لاستصلاح هذه المساحة من الأراضى فى وقت قصير، وهو ما تقوم به الدولة حاليا، مشيرا إلى أن مصر ليس لديها الوقت ولا يمكن المغامرة بالأمن الغذائى للمصريين، عبر طرح أراض قد يستغرق تنفيذ استصلاحها من قبل المستثمرين فترات زمنية طويلة، موضحا أن تكلفة استصلاح 500 ألف فدان فى سيناء بلغت 100 مليار جنيه.


وأشار إلى أنه حاليا يتم زراعة نصف مليون فدان فى سيناء بما يعنى أن كل خمسة فدادين يعيش عليهم أسرة أى ما يقرب من 100 ألف أسرة.


وتابع أن مشروع «توشكى الخير» خضع للدراسة على مدار عام كامل بالتعاون بين وزارة الزراعة والهيئة الهندسية للقوات المسلحة، مضيفا أن الدولة لم ولن تتجاوز حصة المياه الخاصة بها فى استصلاح الأراضى المستهدفة، حيث تستهدف الدولة تحقيق أكبر حجم استفادة من المياه المتاحة، كما يتم تحقيق الاستفادة القصوى من مياه الصرف الزراعى، حيث يتم تجميعها ومعالجتها حتى تكون مطابقة للمعايير وصالحة للرى، ليتم استخدامها فى إدخال أراض زراعية للإنتاج.


ووجه الرئيس بأهمية تركيز وسائل الإعلام المختلفة على المشروعات التى تنفذها الدولة فى مختلف ربوع مصر والقيام بتصويرها وطرح تقارير صحفية ومقالات مبنية على معلومات دقيقة حول هذه المشروعات.


وأوضح أن الدولة تنفذ حاليا 3 مشروعات فى وقت واحد كل مشروع منهم مقدر بنفس جهد وتكلفة وأهمية بناء السد العالى التى بلغت فى الستينيات 500 مليون دولار، واصفا ما تقوم به الدولة حاليا من مشروعات بأنه «المستحيل»، مضيفا أن الدولة لن تنام ولن تستريح حتى تحقق هدفها.


وتابع أنه خلال حكومة المهندس إبراهيم محلب كانت هناك دراسات بأنه لا يمكن استصلاح أكثر من 60% من الأراضى فى توشكى، مشيرا إلى أنه عندما يكون الخيار أمنا قوميا لابد أن ينتبه متخذ القرار للمصلحة القومية، وهو ما يعنى وجوب استغلال كل قطعة أرض يمكن استصلاحها.


وأشار إلى أن الدراسات المخططة لمشروع توشكى تم وضعها خلال حكومة رئيس الوزراء الأسبق الراحل الدكتور كمال الجنزورى، حيث أكدت وقتها أن المشروع صالح للتنفيذ وما تقوم به الدولة حاليا هو تنفيذ المشروع، موجها بإطلاق اسم الدكتور كمال الجنزورى على محور توشكى تقديرا لدوره فى المشروع.


وأشار إلى أن المشروع ناجح، ولكن لم يتم تنفيذه على مدى السنوات السابقة بسبب ضخامة التكلفة، قائلا: «مفيش نقطة مياه نقدر نستخدمها أو قطعة أرض نقدر نزرعها إلا وسنستخدمها».


وشدد الرئيس على ضرورة الابتعاد عن زراعة نباتات الزينة، مؤكدا أنه لن يتم إهدار قطرة مياه واحدة دون استخدامها فى زراعة النباتات المثمرة واستصلاح الأراضى.


وأكد أن مسئولية تسوية الأرض وإدخال شبكات الرى والكهرباء والترع الرئيسية فى مشروع توشكى مسئولية الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، مشيرا إلى أنه سيتم تسليم الأراضى خلال شهر سبتمبر المقبل، كما وجه بالتعاقد مع شركة السويدى لتنفيذ الرى المحورى على أن يكون ضمان المواد المستخدمة 20 عاما.


ووجه الرئيس الشكر لكافة القائمين على العمل فى مشروع «توشكى الخير»، مشيرا إلى أنه خلال شهر أكتوبر المقبل تتحول الأراضى لإنتاج الخير لمصر.


كما وجه الشكر للمهندس أحمد السويدى رئيس مجلس إدارة مجموعة السويدى إليكتريك على جهد شركته فى توطين الصناعة فى مصر.


كما قال إن مشروع توشكى يتضمن مصانع للصناعات المكملة للمنتجات الزراعية، مشيرا إلى أن كافة الوزارات تشارك فى المشروعات القومية من خلال موازنتها.


وأعرب الرئيس عن ترحيب الدولة بأى استثمارات من القطاع الخاص فى المشروع، متوجها بالشكر لشركة السويدى لدورها فى قطاع الكهرباء وتوطين الصناعة فى مصر، مؤكدا أن الدولة تدعم عناصر الصناعة المختلفة للمشاركة فى المشروعات القومية.


وأكد الرئيس أن هناك فرقا كبيرا بين التخطيط النظرى وبين الممارسة العملية، مشيرا إلى أنه كان هناك حائط صخرى يقف عائقا أمام إتمام المشروع، حيث تسبب فى توقف زراعة 300 ألف فدان خلال الـ20 عاما الماضية، مشيرا إلى أن وزارة الرى عندما درست الأمر وجدوا أن تجاوز هذا العائق يحتاج 3 ملايين طن من المفرقعات، بالإضافة إلى الخامات والتشغيل والحفر والتفجير ونقل المخلفات وتبطين الترع طريق الجلالة، مؤكدا أن الدولة تكسر التحدى وتتجاوزه.


وعقب ذلك، قام الرئيس بجولة تفقدية للمشروع، حيث تفقد المرحلة الأولى من مشروع مزرعة توشكى، كما تفقد عددا من الأراضى التى يتم استصلاحها وزراعتها حاليا.


 


السيسى يشاهد «البساط الأخضر»


شاهد الرئيس عبدالفتاح السيسى فيلمًا تسجيليًا بعنوان «البساط الأخضر»، وعرض الفيلم أهمية العمل على تأمين الأمن القومى الغذائى للمصريين، الذى يعتبر من أهم أولويات القيادة السياسية، وألقى الفيلم الضوء على أن «بعث الحياة لأرض مصر» حلم نراه واقعا تحقق باستخدام أحدث أساليب الزراعة ووسائل الرى فى العالم من خلال العديد من المشروعات القومية، وأبرزها توشكى وشرق العوينات والدلتا الجديدة ومستقبل مصر ومشروع استصلاح وزراعة الأراضى بشمال ووسط سيناء.


ولفت الفيلم إلى أن القيادة السياسية وجهت إلى ضرورة العمل على تصنيع أدوات خطوط الإنتاج لتعظيم القيمة المضافة ولتوطين الصناعات الاستراتيجية، كما قام جهاز مشروعات الخدمة الوطنية بالتعاون مع مجموعة شركات السويدى إليكتريك بالعمل على توطين صناعة أجهزة الرى المحورى تعظيما للقيمة المضافة وتحقيقا للاكتفاء الذاتى من تلك الأجهزة مع توفير كبير للعملة الصعبة وتحقيق عائد اقتصادى ضخم علاوة على إيجاد الآلاف من فرص العمل المباشرة.


واستعرض الفيلم تشييد المصنع العملاق فى المنطقة الصناعية بالعين السخنة، والذى يستهدف سداد احتياجات مصر السنوية من أجهزة الرى المحورى، والذى يوفر ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، كما استعرض الفيلم التسجيلى ولأول مرة فى مصر، عملية تصنيع أجهزة الرى المحورى محليا بنسبة تتجاوز 70% من مكوناتها بأياد مصرية.