احتلت محافظة الوادي الجديد خُمس إنتاج مصر من التمور، والذي يعد هو المحصول الاستراتيجي الأول للمحافظة حيث تمتلك 13 نوعًا مختلفً من التمور، والتي تُجمع من ما يقرب من 3 ملايين نخلة مثمرة، وهي أكبر محافظات جمهورية مصر العربية في إنتاج وتصدير البلح الخام والمصنع.
تعرض المحصول الاستراتيجي لمحافظة الوادي الجديد في السنوات الماضية، إلى هجوم شرس والذي عرّض هذا المحصول للخطر في بعض المناطق لدى الفلاحين بالمحافظة، وهي سوسة النخيل الحمراء، المصنفة علميًا باعتبارها إحدى كبرى الآفات الغازية في العالم والمعروفة إعلاميًا باسم « إيدز النخيل».
تحركت وزارة الزراعة على الفور في خطوات جادة، إلى اعتماد خطة شاملة لمواجهة هذا الخطر، لمحاولة إكساب الفلاحين القدرة العلمية والعملية الكافية؛ للتعامل معها كخبراء، وذلك بالتعاون مع الفاو، ضمن مشروع «تطوير سلسلة القيمة للتمور» والذي تم وضعه نصب أعين الرئيس بد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، والذي وجه بزيادة الناتج المحلي من زراعة النخيل، وإنتاج كميات أكبر من التمور بأصناف جديدة، وإنشاء أكبر منطقة لوجيستية لصناعة وتصدير التمور.
ظهرت الإصابة بسوسة النخيل في الوادي الجديد للمرة الأولى عام 2005، في منطقة بئر البلد ودير البلد بمركز الفرافرة، حيث تم اكتشاف الإصابة للمرة الثانية في العام 2008 بمركز الخارجة في منطقة بئر الخارجة (1)، وطريخة، ومنطقة نخيل عين أبو صالح، والتي مازالت موجودة حتى هذه اللحظة، مما هدد إنتاجًا يمثل نسبة تصل إلى 20% من المساحة المزروعة في المحافظة.
وقال وكيل وزارة الزراعة بالوادي الجديد الدكتور مجد المرسي، إنه تم تشكيل فرع مركز البحوث الزراعية بالوادي الجديد وفرق فحص وعلاج أشجار النخيل؛ وذلك لمساندة جهود مديرية الزراعة بالمحافظة، حيث تواجه المحافظة انخفاضا في عدد المهندسين والمشرفين الزراعيين لعدم تعيين كوادر فنية جديدة بالمديرية، مما نتج عن ذلك قلة عمليات الفحص الدوري والعلاج المستمر الذي تتطلب مواجهة سوسة النيل صعب التحقق، في ظل اتساع رقعة المحافظة التي تبلغ 44% من مساحة مصر.
وأضاف وكيل وزارة الزراعة بمحافظة الوادي الجديد، أن الوزارة دعمت المديرية خلال الفترة الماضية بعد أن قدم النائب أحمد العقاطي عضو مجلس النواب، طلبا لوزير الزراعة بسرعة التحرك من الوزارة لإنقاذ المحصول الاستراتيجي للمحافظة.
ورصدت عدسة القاهرة 24، مراحل علاج سوسة النخيل الحمراء، خلال زيارة وفد من البحوث الزراعية لمواجهة آفات النخيل بوزارة الزراعة مكافحة النخيل داخل أحد المزارع بمنطقة بئر الخارجة (1).
وأوضح، الدكتور عز الدين جاد الله، مدير المعمل المركزي للأبحاث وتطوير النخيل، أن هناك بعض الممارسات الخاطئة لدى المزارعين في عملية التقليم والتكريب وتصحيحها وأهميتها، حيث تم شرحها وتنفيذها بشكل عملي توضيحي مع المزارعين والنخالين بالحقل.
وأضاف مدير المعمل المركزي للأبحاث وتطوير النخيل، أن إصابات النخيل تحدث في حالتين، الأولى الإصابة الحديثة (السطحية) والتي لا تتجاوز عمرها 2 – 3 أشهر، أما الحالة الثانية الإصابة المتقدمة ذات الفجوة بجسم النخلة والتي يتراوح عمرها من 4 – 12 شهر.
وأشار مدير المعمل المركزي للأبحاث وتطوير النخيل، إلى أنه يتم في البداية تنظيف الفجوة من الداخل من نواتج الإصابة والأطوار المختلفة للحشرة، وإخراجها من جذع النخلة وسكب محلول المبيد عليها ودفنها بالتربة، وبعدها، يتم الحقن مكان التجويف بنحو 20 سم، ويتم وضع من 1 – 3 أقراص فوستوكسين (الأقراص التي تستخدم في تخزين الحبوب كالقمح والذرة واللوبيا) حسب حجم التجويف داخل تجويف النخلة، ويراعى وضعه على عازل من الرطوبة من بلاستيك أو حجر أو صفيح أو خلافه، وذلك لعدم تشبع القرص بالرطوبة وإخراج كمية الغاز دفعة واحدة، كما يسد على التجويف بليف النخيل أو قواعد الجريد وتغلق من الخارج بالطين أو الطفلة أو الأسمنت أو الجبس أو أي مادة متوافرة بالمنطقة، وذلك لإحكام الغلق وعدم تسرب الغاز الناتج من قرص الفوستوكسين ولا يتم فتح التجويف قبل مرور أسبوعين علي الأقل وتعد هذه هي مراحل علاج النخيل.