تهدف الأنظمة المستخدمة حديثا فى مصر لرى وتسميد محصول «القطن» خاصة فى الأراضى الخفيفة والرملية والتى يقل فيها الاحتفاظ بالماء، لتوفير كميات كبيرة من الماء وزيادة المساحة المزروعة فى الأراضى الصحراوية، علاوة على استغلال المميزات السابقة مثل التهوية وارتفاع درجة الحرارة.
الأمر الذى دفع الدكتور أبوالقاسم عبدالراضى، الأستاذ بمحطة تجارب البحوث التابعة لمعهد بحوث القطن بمنطقة المراشدة غرب مدينة قنا، لإجراء تجربة فريدة من نوعها للعودة مرة أخرى بزراعة المحصول فى أرض صحراوية، وكذلك فإن نبات القطن يمتاز بمجموع جذرى كبير فيكون معدل الاستفادة من ماء الرى حوالى 90%، وهو أحسن معدل بالمقارنة بنظم الرى الحديثة الأخرى.. 18 قيراطا هى حجم مساحة حقول التجارب التى اختارها الباحث لإجراء تجربته وهى مساحة جيدة للحكم عليها.
المثير والغريب فى التجربة أنه تمت زراعة القطن فى منطقة صحراوية تتميز بارتفاع نسبة الملوحة فى التربة، إلى جانب ارتفاع نسبة ملوحة آبار الرى أيضا، ودرجات الحرارة التى تفوق الـ40 درجة مئوية، بعد غياب زراعة القطن عن المحافظة منذ عام 1974 تقريبا.
الدكتور«أبوالقاسم» أكد فى تصريحات لـ«المصرى اليوم» أن نسبة نجاح التجربة تراوحت بين 40-50% فى ظل هذه الظروف غير الملائمة، وهى تعتبر نسبة نجاح كبرى فى أرض بكر لم تُزرع من قبل، فضلا عن استخدام نظام الرى بالتنقيط لصنف القطن «هجين»، لافتا إلى قيام مركز بحوث القطن باستنباط تراكيب وراثية تلائم الظروف غير المثلى من حرارة عالية ورطوبة وملوحة.
وأوضح أن زراعة حقول التجارب للمحصول بمنطقة المراشدة الصحراوية تأتى ضمن خطة معهد بحوث القطن فى استنباط التراكيب الوراثية المختلفة داخل ما يسمى «المصغرة»، بهدف إيجاد أفضل التراكيب من هذه المجموعة لتلائم هذه البيئة. ولفت «أبوالقاسم» إلى أنه استخدم مبيدات بكميات قليلة ضد نشاط حشرات آفات القطن، مثل المن والتربس والنطاط، بالإضافة لاستخدام وسائل مكافحة غير كيماوية مثل الصابون السائل والماء لمكافحة هذه الحشرات، خاصة حشرة المن المسببة للندوة العسلية، موضحا أن الطقس الصحراوى يتميز بقلة أعداد انتشار الحشرات فى هذه المنطقة المنعزلة جغرافيا.
وأشار إلى أنه فى نجاح باقى التجارب الأخرى الجارى إجراؤها فى الفترات المقبلة وزراعة عدة حقول، سيتم تعميم التجربة فى مساحات كبيرة وبكميات أكبر من المحصول، وبهذا تعود زراعة المحصول للأراضى الجديدة وفى مناطق الصعيد.