آليات الزراعة الحديثة تواجه التغيرات المناخية

آليات الزراعة الحديثة تواجه التغيرات المناخية

تواجه الزراعة مشكلات عديدة بسبب تأثيرات التغيرات المناخية، لذلك تسعى الدولة من خلال المشروعات القومية الزراعية إلى إتباع أساليب وآليات علمية حديثة لمواجهة تلك التأثيرات، لزيادة الإنتاج وضمان جودة الزراعات.

الدكتور ياسر عبدالحكيم، الأستاذ بمركز بحوث الصحراء والمستشار العلمى لأحد المشروعات الزراعية القومية، يقول إن ظاهرة الاحتباس الحرارى أثرت على المحاصيل الزراعية فى مصر منذ بداية التسعينيات من القرن الماضى، وازدادت فى السنوات الأخيرة نتيجة الانخفاض الشديد فى درجات الحرارة فى الشتاء، والذى بدوره أثر على محاصيل الموز والطماطم والمانجو والزيتون، لذلك كانت زراعات الصوب الزراعية أحد الإسهامات لمواجهة تلك المشكلات وحماية الزراعات من التقلبات الجوية.

وأشار إلى أنه تم تطوير نظم الرى الحديث تحت السطحى وبالتنقيط، والاعتماد على محاصيل أعلى جودة وأقل استهلاكا للمياه، وأيضا استخدام قش الأرز فى تحسين التربة، لذلك فإن تلك المشروعات تسعى الدولة من خلالها إلى تحقيق الأمن الغذائى.

من جانبها، تحذر الدكتورة شيرين عادل عبدالحميد، أستاذ الفاكهة بمركز بحوث الصحراء، من الإسراف فى استخدام الأسمدة المعدنية فى الأراضى الزراعية، والتى تؤدى لظهور غاز أكسيد النيتروز، الذى يسهم بدوره فى رفع درجة حرارة الأرض بنسب تفوق غاز ثانى أكسيد الكربون، ولذلك لابد من نشر الوعى الزراعى لدى المزارعين، خاصة فى الأراضى الجديدة والصحراوية المستصلحة، والتى تحتاج إلى تحليل للتربة قبل استصلاحها لتحديد نوع المحصول المناسب لها لتحقيق إنتاجية عالية، مع الاهتمام بالتسميد العضوى وتقليل استخدام الأسمدة المعدنية، وذلك لمواجهة التغيرات المناخية.

وأكدت أهمية عدم استخدام المبيدات لمكافحة الآفات، بل الاعتماد على المكافحة الحيوية، مشيرة إلى أن تلك الخطوات طبقت فى حماية إنتاج الزيتون فى مرسى مطروح، من خلال مشروع تحت رعاية أكاديمية البحث العلمى، بحيث يمكن مقاومة الأشجار للإجهاد البيئى مثل التقليم، وأيضا رش أوراق الشجر بالمياه فى الباكر لتعطى قدرة على تحمل درجات الحرارة العالية، ورش مواد طبيعية من الكالسيوم، لتقوية الثمار لمقاومة الرياح والحرارة العالية، وهى كلها ممارسات طيبة.

وتضيف عبدالحميد أن الرى تحت السطحى أفضل من التنقيط، الذى غالبا ما تتطاير مياهه مع الحرارة العالية، وهى سبل للتكيف مع التغيرات المناخية، كذلك الاستفادة من تظليل الشجر، ليزرع تحته محاصيل بما يحمى الزرع من الحرارة العالية، واستخدام تقنية البوليمرات التى بدورها تحتفظ بالمياه فى التربة، ولذلك لابد من نشر تلك الأفكار للمزارعين للاستفادة من الأرض والمياه ورفع كفاءتهما لتحقيق التكيف.

على جانب آخر، يشير الدكتور حمدى فتوح الموافى، الأستاذ بمركز البحوث الزراعية، إلى أنه من خلال التعاون بين المركز وأكاديمية البحث العلمى، طبق المشروع القومى لتطوير إنتاج الأرز الهجين لإنتاج أصناف غير تقليدية تنجح مع ظروف التغيرات المناخية، مثل ندرة المياه وملوحة التربة وارتفاع درجات الحرارة، حيث أمكن زراعة 70 ألف فدان العام الماضى، بينما زادت المساحات المنزرعة هذا العام لتصل إلى 120 ألف فدان، بعد توزيع كمية من التقاوى على العديد من المزارعين، وقد أدى ذلك فى العام الماضى لزيادة كميات الإنتاج لأكثر من 30%.

وأوضح أن هذا النوع غير تقليدى من الأرز يحد من الاتهامات التى وجهت فى السابق لزراعات الأرز بأنها تمثل 12% من انبعاثات غاز الميثان بسبب الرى بالغمر، لذلك نسعى بهذا النوع من الأرز الهجين إلى زيادة الدخل القومى وتقليل الانبعاثات، والآن نسعى من خلال البحوث والدراسات إلى اتخاذ إجراءات لإنتاج نوعين من الأرز المصرى قصيرى العمر، بمعنى أنه يزرع فى خلال 110 أيام، ويتحمل ظروف التغيرات المناخية، بالإضافة إلى إنتاج الأرز البسمتى.