مصدرو الحاصلات الزراعية يطلبون دعم الحكومة لمواجهة خسائر الحرب الروسية الأوكرانية

مصدرو الحاصلات الزراعية يطلبون دعم الحكومة لمواجهة خسائر الحرب الروسية الأوكرانية

خلفت الحرب بين روسيا وأوكرانيا أضرارا عديدة على جميع الدول العربية والأوروبية، خصوصا مصر التى حصلت على النصيب الأكبر من الخسائر، خاصة فى قطاع المحاصيل الزراعية التى تُصدرها للدولتين.


وتستعرض«المال» بعض الخسائر التى تعرض لها عدد من مُصدرى المحاصيل الزراعية إلى الدول الأوروبية لاسيما روسيا وأوكرانيا، والطرق البديلة التى اتخذها المصدرون لدخول بضائعهم إلى هذه الدول، وتوضيح الصعوبات التى واجهوها منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية.


وسجلت الصادرات المصرية إلى روسيا خلال 11 شهرا الأولى من 2021 ارتفاعا لتصل إلى 449.5 مليون دولار، مقابل 382.5 مليون للفترة المقابلة من 2020 بنسبة زيادة بلغت %17.5.


بداية، أكد فهمى إبراهيم رمضان جليلة، رئيس شركة «جليلة» للاستيراد والتصدير، أن جميع الناقلات الحاملة للمحاصيل الزراعية المصرية توقفت عن الدخول لـ أوكرانيا، أما بالنسبة لروسيا فجميع الخطوط الملاحية ألغيت تماما.


«جليلة»: موسكو وكييف تستحوذان على 60% من الصادرات وخسائر الشركة تلامس 20 مليون جنيه

ولفت إلى أن الدولتين تستحوذان على %60 من صادرات المحاصيل الزراعية فى مصر.


وأضاف – فى تصريح خاص لـ«المال» – أن آخر عملية تصدير للمحاصيل الزراعية بين مصر وروسيا وأوكرانيا كانت قبل بدء الحرب بيوم، لافتا إلى أنه حتى الآن لم يتم تصدير أى محاصيل زراعية للدولتين، مما تسببب فى عملية ركود كبيرة .


وتابع: “ فى الوقت الحالى نتبع الطريقة البديلة وهى التصدير للدول المجاورة”.


وأشار إلى أن روسيا وأوكرانيا تستهلكان كمية كبيرة من المحاصيل الزراعية، لافتا إلى أن المصدرين يتكبدون خسائر فادحة منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية وحتى الآن.


وأكد أن الحرب تسببت فى خسائر مالية كبيرة لشركته، إذ تُقدر بحوالى 20 مليون جنيه حتى الآن، بسبب توقف الخطوط الملاحية بين البلدين.


وقال إن الطرق البديلة قد لا تنصف المصدرين فى جمع تكاليف بضائعهم، خاصة أن كل دولة ولها مواصفات محددة وطرق متبعة فى المحصول الذى تطلبه.


وطالب بالدعم الحكومى لتعويض المصدرين عن تلك الخسائر، ومحاولة إيجاد آليات وطرق بديلة لتصريف بضائعهم بدلا من تفاقم الخسائر واستمرار الركود.


ومن أبرز الحاصلات التى صدرتها مصر إلى روسيا خلال تلك الفترة، البرتقال الطازج بقيمة 110.2 مليون دولار، والبطاطس بقيمة 82.6 مليون، بحسب بيانات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء.


فى السياق ذاته، أكد ناصر عبد الوهاب صاحب شركة الصفاء لتصدير المحاصيل الزراعية، أن مصر تُصدر لروسيا %25 من صادرات الموالح، لافتا إلى أنها تُكمل منظومة تصدير الموالح بالنسبة لمصر.


وأضاف – فى تصريح خاص لـ«المال»- أن محاصيل الموالح فى مصر الوقت الحالى أحجامها كبيرة وعالية، مما يؤدى إلى خسائر بنسبة حوالى %50 من أصول ثروات المصدرين، نظرًا لأن روسيا لها طبيعة خاصة فى طلب المحاصيل الزراعية التى تصدر لها.


ولفت إلى أن جميع المصدرين المصريين لهم مستحقات فى روسيا ولا يستطيعون تحصيل أى جزء منها بسبب الحرب الروسية الأوكرانية.


«عبد الوهاب»: مليون دولار مستحقات حتى الآن.. ورومانيا رفضت دخول الشحنات إلى روسيا

وأشار إلى أن حجم الخسائر التى طالت شركته «الصفا» بلغت مليون دولار حتى الآن، مؤكدًا أن هناك حوالى 500 شركة تصدر المحاصيل لروسيا وأوكرانيا بسبب الحرب ألغت شركات الشحن توصيل البضائع للدولتين، ورفضت تصدير المحاصيل.


وأكد أن رومانيا قامت بتفريغ الشحنات ورفضت تمريرها إلى روسيا وأوكرانيا، مما أثر على جميع المصدرين أصحاب البضائع المتوقفة حاليا بسبب الحرب.


وقال إنه بالتواصل مع شركات الشحن أكدت أن المصدرين سيتحملون جميع التكاليف المالية لعودة المحاصيل إلى مصر وعدم دخولها لروسيا وأوكرانيا.


وطالب “عبدالوهاب” الحكومة المصرية بالتدخل الفورى والسريع لمساعدة المزارعين والمصدرين للمحاصيل الزراعية، خاصة أن الوضع إذا استمر على هذا سيطول المزارعين والمصدرين خسائر فادحة، بالإضافة إلى ضرورة رفع الدعم للحاصلات الزراعية إلى %20 وصرفه فورا، ورفع الأعباء الإضافية المفروضة من الجهات الحكومية منذ عام 2019 وإلغائها.


وتستقبل السوق الروسية نسبة كبيرة من صادرات مصر من البطاطس والموالح خاصة البرتقال.


وصدرت مصر أكبر كمية من المنتجات الزراعية فى تاريخها العام الماضى، إذ تجاوزت 5.6 مليون طن بزيادة قدرها 486.8 ألف طن عن 2020 واستحوذت الموالح على الصدارة بنحو 1.8 مليون طن.


وأكد محمود عثمان، صاحب شركة «فروت لينك» أن حجم خسائره بالنسبة لأوكرانيا بلغت نحو 250 ألف دولار، أما بالنسبة لخسائر روسيا سجلت أكثر من 500 ألف دولار.ولفت إلى أنه يمتلك شركة متوسطة وليست كبيرة، موضحا أن الحرب قامت فى منتصف موسم تصدير الموالح بالنسبة للمصدرين.


«عثمان»: تقديرات المبالغ المتأخرة للمصدرين تتراوح من 400 إلى 500 مليون دولار

وقال: “ لو تم قياس هذه الخسائر على الكميات التى كان من المفترض أن يتم تصديرها خلال هذه الفترة والشهر الملاحق لها والبرامج التى التزم بها المصدرون إلى روسيا فإننا نعتقد أن تقديرات المستحقات المتأخرة تتراوح بين 400 مليون دولار إلى 500 مليون دولار فى روسيا فقط”.


وأشار إلى أن المصدرين أغلبيتهم يصدرون الموالح والمحاصيل الزراعية إلى محلات فى روسيا وأوكرانيا، وهذه المحلات تقوم بتوريد المبالغ المالية للمصدرين بعد استلام البضاعة وليس قبلها، مما أدى إلى تدمير أموال المصدرين جميعًا.


وتُعد مصر من أكبر مصدرى الموالح فى العالم، وتحتل السوق الروسية المرتبة الأولى فى حجم وارداتها من الصادرات المصرية من الموالح، بإجمالى 2 مليون طن سنويًا، كما يتم تصدير البرتقال المصرى إلى أسواق الاتحاد الأوروبى والصين واليابان وغيرها.