ارتفاع ملحوظ في أسعار الدواجن شهدته الأسواق المصرية، الشهر الماضي، فقد وصل سعر كيلو الدواجن البيضاء بين 42 – 43 جنيها، متأثرة بارتفاع بعض السلع والأدوات التي تدخل في تربية الدواجن، بينها الأعلاف والأدوية واللقاحات، ولتخفيف حدة موجة الغلاء على المواطنين وضبط أسعار الدواجن في الأسواق.
وافتتحت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي خطوطًا حديثة لإنتاج اللقاحات البيطرية، بمعهد الأمصال واللقاحات البيطرية، من أجل توفيرها للدواجن بتكنولوجيا وصناعة محلية وأيدي مصرية، سعيا لتنمية الثروة الداجنة، والحفاظ عليها، سعيا لخفض أسعارها في الأسواق، بعد الزيادة الكبيرة التي طالتها مؤخرا.
مصر تستورد 80% من لقاحات الدواجن من الخارج
وفي هذا السياق، قال الدكتور عبد العزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن باتحاد الغرف التجارية، إن إنتاج الأمصال واللقاحات يحمي الدواجن بأنواعها من الأوبئة والأمراض الموجودة في الحقل المصري، يعد أمر مهم جدا حيث كان يتم استيراد 80% من اللقاحات من الخارج، وهو ما يؤثر على أسعار الدواجن في الأسواق، ويتسبب في ارتفاعها باستمرار، خاصة في ظل زيادة سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الجنيه المصري، ما يعود بالضرر على المستهلك المصري.
وأضاف السيد في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24، أن هناك فرق كبير بين استيراد الأمصال من الخارج، وبين عمل معزولات من الأوبئة والأمراض الموجودة في الحقل المصري، ثم نقلها إلى المعمل لإنتاج أمصال بناء على تلك الأوبئة التي تم إرسالها إلى المعمل، وبالتالي يكون لتلك الأمصال تأثير كبير على تلك الأوبئة، نتيجة لتحديد اللقاحات المناسبة لكل مرض حسب فعاليته.
مواجهة العترة أمر ضروري
وعن مدى تأثير إنتاج أمصال ولقاحات الدواجن في الداخل يقول رئيس شعبة الدواجن، إنهم طالبوا أكثر من مرة بضرورة إنتاج الأمصال واللقاحات البيطرية داخل مصر عبر شركات مصرية، لأنه سيكون له تأثير كبير على مواجهة "العترة" الموجودة في الحقل المصري، مضيفا أن إنتاج اللقاحات البيطرية في مصر يساعد على تجنب الأزمات العالمية، حال وجود أزمة تعوق الاستيراد من الخارج، لافتًا إلى أن هذا الاتجاه في الإنتاج يدعم الإنتاج المحلي.
وأشار إلى أن إجراء أبحاث على العترة المصرية، له دور فعال ويساعد على القضاء بنسبه كبيرة على المرض، مقارنة باللقاحات التي يتم استيرادها من الخارج، نظرًا لوجود عترة شديدة الضراوة، وأخرى لا تكون شديدة الضراوة.
أمراض تهدد الثروة الداجنة
وتتعرض الثروة الداجنة للعديد من الأمراض المعدية والفتاكة، وتكمن خطورتها في حدوثها المفاجئ وسرعة انتشارها، بالإضافة لصعوبة السيطرة عليها وخاصة الأمراض الفيروسية.
وتتنوع أمراض الدواجن، وتتمثل الأمراض الفيروسية الأكثر انتشارًا، ومن ضمن تلك الامراض الفيروسية، مرض النيوكاسل ومرض التهاب الشعب الهوائية المعدي ومرض الجمبورو ومرض الجدري، بجانب أمراض بكتيرية أخري تؤثر على الثروة الداجنة منها الإصابة بميكروبات السالمونيلا، والمرض التنفسي المزمن، وكوليرا الطيور، والزكام المعدي، وهناك أمراض طفيلية الخطيرة مثل مرض الكوكسيد يوزيس، والإصابة بالديدان الأسطوانية والشريطية، كذلك الإصابة بالحشرات الخارجية مثل القمل والقراد والحلم مسبب الجرب.
بجانب تلك الأمراض تبرز الأمراض الفطرية الخطيرة مثل مرض القراع favos ومرض القلاع Candidiasis، ومرض الاسبرجيلوزيس والتسمم الفطري، وهناك أمراض ناشئة عن سوء التغذية وأهمها نقص فيتامينات أ، هـ، ك، ب المركب ونقص الأملاح المعدنية مثل نقص الكالسيوم والفوسفور والزنك والمنجنيز.
تطوير معامل الأمصال واللقاح المحلية
وفي هذا السياق، قال السيد القيصر وزير الزراعة، في تصريحات سابقة، أن الوزارة ممثلة في معهد الأمصال واللقاحات البيطرية؛ أخذت على عاتقها تطوير معمل إنتاج اللقاحات للدواجن، لزيادة القدرة الإنتاجية منها، وذلك بهدف الحفاظ على الثروة الداجنة في مصر، وتنميتها نظرًا لما تمثله من أهمية كمصدر للدخل القومي العام، وأيضًا مصدر دخل للمزارعين والمربين العاملين في مجال الإنتاجي الزراعي كما إنه ا تعمل على تحقيق الأمن الغذائي، حيث أن منتجات قطاع الإنتاج الداجني، تُمثل مصدرًا هامًا من مصادر الغذاء، خاصةً البروتيني، والذي لا يمكن الاستغناء عنه، بالإضافة إلى تقليل الفجوة الاستيرادية، بزيادة حجم الإنتاج، وتوفير فرص العمل لشباب الباحثين والكوادر الفنية، وتدريبهم على أحدث وسائل الإنتاج.
أكد وزير الزراعة، أن الخط الجديد يُسهم في زيادة القدرة الإنتاجية من 200 مليون جرعة إلى 1.5 مليار جرعة سنويا، لتقليل الفجوة الاستيرادية، كما يُدعم أيضا التعاون مع الدول الإفريقية، كمسار مهم، نظرًا احتياجهم إلى اللقاحات البيطرية.