قال المهندس أحمد جابر صيام، الباحث الزراعي، ومؤسس مبادرة سطح أخضر، إن هناك اهتماما كبيرا من القيادة الحالية، بملف الزراعة، والتوسع في الرقعة الزراعية، لما يعنيه هذا الملف من أهمية كبيرة لدى المواطنين، لافتا إلى أن الزراعة الرقمية من أهم التقنيات والمفاهيم الجديدة في الزراعة، التي تهدي إلى تطوير الأمن الغذائي ومواجهة التغيرات المناخية.
وأكد صيام، لـ القاهرة 24، أن ملف الزراعة الرقمية، معتمد بشكل كبير على ما يعرف بـ إنترنت الأشياء، موضحا أنه يتم دمج المستشعرات وأنظمة الطاقة وهندسة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الزراعة للوصول إلى الأهداف الرئيسية، التي من أهمها إنتاج آلات أخف وزنا وأقل ثمنا وأكثر كفاءة، بالإضافة إلى التحكم الكامل في جميع العمليات الزراعية عن بعد، والمراقبة والتنبؤ بالمخاطر، وتقديم الحلول الفورية لحماية المزارعين من الآثار التي قد تحدث، وعدم التأثر بنقص العمالة الزراعية التي تتراجع باستمرار بالوطن العربي التي تبلغ حاليا نحو 25% من إجمالي القوى العاملة.
الزراعة لم تعد فأسا ومحراثا
وأكد الباحث الزراعي أن الزراعة الآن لم تعد فأسا ومحراثا وشادوفا وساقية، ولكنها أصبحت علما يستفيد من كل العلوم الأخرى.
وأوضح صيام، أن التحدي الحقيقي الآن للزراعة العربية أصبح في القدرة على التوسع في استخدام التقنيات الزراعية الحديثة، واستخدام أقل مساحة من الأرض والمياه للحصول على أعلى إنتاجية.
وأضاف الباحث الزراعي أن الزراعة الرقمية من الممكن أن تكون نقطة تحول في البلدان النامية؛ ولكن ذلك يتطلب تجانسا وتنسيقا وتكاملا بين مختلف القطاعات، كما يتطلب المزيد من ابتكارات والمشاركة بين الحكومات والشركات والمزارعين.
وأشار إلى أن مصر اتخذت خطوات جادة في هذا الملف من خلال إطلاق أكبر منصة زراعية تخدم نحو 5 ملايين مزارع، ويتم تقديم كل الخدمات المتعلقة بالمستلزمات والتسويق والأسعار والإرشادات الزراعية وتسويق المنتجات الزراعية.
وأوضح أن مصر أطلقت أيضا منظومة كارت الفلاح التي ساعدت في وصول الدعم لمستحقيه من مستلزمات الإنتاج وتوفير قاعدة بيانات دقيقة عن القطاع الزراعي، كما سيستخدم قريبا في نقل التوصيات الفنية للمزارعين.
83
