«الاستشعار عن بعد» تسهم فى التنمية الزراعية ومواجهة التغيرات المناخية

«الاستشعار عن بعد» تسهم فى التنمية الزراعية ومواجهة التغيرات المناخية

دور مهم تقوم به الهيئة القومية للاستشعار عن بعد، التى تعد عاملا أساسيا فى تنفيذ جميع المشروعات القومية للدولة، من خلال استخدام بيانات الأقمار الصناعية وأجهزة الاستشعار الأرضية، خاصة فى البحث عن الآبار الجوفية والزراعة الذكية، وتحديد نوعية المحاصيل المناسبة للأراضى المستصلحة، خاصة فى منطقة الدلتا الجديدة، فضلا عن متابعة تأثير التغيرات المناخية، وغيرها من المشروعات التى تخدم أهداف التنمية للدولة.


«الأهرام» حاورت الدكتور محمد زهران، رئيس الهيئة القومية للاستشعار عن بعد، حول نشاط الهيئة، وطرحت عليه العديد من التساؤلات.. وكان رده فى السطور التالية:


............... ?


الهيئة ووكالة الفضاء جهتان متكاملتان، فالهيئة لها مجال متخصص فى تطبيقات صور الاستشعار عن بعد، سواء كانت صورا لأقمار صناعية أو بيانات من أجهزة استشعار أرضية، بحيث يتم استخدام هذه الصور فى المشروعات الخاصة بخدمة أهداف التنمية فى مختلف المجالات، مثل الزراعة والتعدين والمناخ والبيئة وغيرها، وذلك عبر تحليل هذه الصور من خلال شعبة تحليل البيانات ثم توزيعها على الشعب المختصة بكل مجال لاستخدامها فى التطبيق المناسب، وبذلك فالهيئة تعد بمثابة العمود الفقرى للمشروعات القومية التى تقيمها الدولة حاليا.


أما مجال عمل وكالة الفضاء فهو مختلف، فهى تعمل فى تكنولوجيا تصميم وتصنيع وإطلاق الأقمار الصناعية وتشغيلها لتصوير مناطق محددة، ثم تقوم بتوفير هذه الصور للجهات المستفيدة ومنها الهيئة القومية للاستشعار عن بعد، وذلك لتحليل بياناتها والاستفادة منها، ومن ثم فلدينا تعاون مستمر لإنجاز مشروعات الدولة فى مجالات متعددة، كما نتشارك فى تنفيذ بعض مشروعات الأقمار الصناعية الجارى تنفيذها فى وكالة الفضاء حاليا.


............... ?


نشارك بشكل مستمر فى إنجاز جميع مشروعات التنمية، من خلال تحليل بيانات صور الأقمار الصناعية، والدولة مهتمة هذا العام بالتنمية الزراعية، خاصة فى منطقة الدلتا الجديدة، والهيئة شاركت به من خلال الدراسات المساحية والتحت سطحية لمعرفة كمية المياه الجوفية ونسبة ملوحتها وملاءمتها للزراعة فى هذه المنطقة، كما شاركت فى تحديد مناطق المياه الجوفية فى الساحل الشمالى، بداية من وادى النطرون وحتى مرسى مطروح، والتى تقدر مساحتها بمليونى فدان، كما قامت بدراسة نسبة ملوحة المياه ونوع التربة لتحدد نوعية الزراعة المطلوبة، ومن ثم تقوم الهيئة بعمل دراسة تراكيب المحاصيل المناسبة للزراعة فى هذه المنطقة من خلال شعبة التطبيقات الزراعية وعلوم البحار بالهيئة.


............... ?


قمنا بعمل الدراسات التحت سطحية فى أماكن كثيرة فى أنحاء مصر كافة، لاستكشاف المياه الجوفية لتوسيع الرقعة الزراعية، واشتركنا فى الكشف عن خزان «المغرة» وحددنا كمية المياه الموجودة به وكذلك معدل التجدد المتوقع لها، كما اشتركنا فى عمل الدراسات للخزان النوبى وتحديد كمية المياه الموجودة به، وايضا أماكن كثيرة أخرى فى سيناء والصعيد وغيرهما، والأهم من ذلك قامت الهيئة بتطوير واستحداث نظم الزراعة الذكية لترشيد المياه، كما قامت بتطوير نظام ذكى للحفاظ على المياه من خلال تطبيق التكنولوجيا الحديثة المعتمدة على الذكاء الاصطناعى وإنترنت الأشياء، للمراقبة والتحكم فى المياه الجوفية المستخرجة من الآبار الجوفية.


............... ?


التغيرات المناخية لها تأثير على العالم، خاصة بعد تقلص طبقة الأوزون، مما أدى إلى ارتفاع درجة الحرارة، ومن ثم ذوبان الجليد فى القطبين، مما أثر على ارتفاع مستوى سطح البحر وتهديد المدن الساحلية المنخفضة، إلى جانب تأثير الحرارة السلبى على البيئة والمنتجات الزراعية وغيرها، والتى أكدت عليه مخرجات مؤتمر «كوب ٢٦» بإسكتلندا، ومن ثم فإنشاء محطة لاستقبال صور التغيرات المناخية سيكون له دور مهم فى توفير البيانات اللازمة للتعرف على التغيرات المناخية وتأثيرها على البيئة، وستمكننا من توفير البيانات المناخية فى الوقت المناسب للقيام بالأعمال الاحترازية لتفادى مشكلات تغير المناخ فى كل المجالات، إلى جانب أهميتها فى مؤتمر مصر للمناخ «كوب ٢٧»، كما أن بيانات المحطة ستكون متاحة للهيئة القومية للأرصاد الجوية ووكالة الفضاء بشكل مستمر.


............... ?


الجمهورية الجديدة تعتمد بشكل أساسى على التحول الرقمى فى جميع القطاعات، وعليه قامت الهيئة أخيرا بتأسيس 11 معملا جميعها تعتمد على عملية التحول الرقمى، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، معمل الحاضنات التكنولوجية، والذى سيخدم أصحاب الأفكار الابداعية فى مختلف مجالات التكنولوجيا، ولدينا معمل يحتوى على قاعدة بيانات لكل الصخور والمعادن التى تم اكتشافها من قبل الهيئة على مدار 30 عاما، وكذلك معمل الذكاء الاصطناعى وإنترنت الأشياء الذى أنتج نظام الزراعة الذكية والتحكم الذكى فى المياه، ومعمل «البيج داتا» وغيرها من المعامل التى تقوم على تطبيق حقيقى لعملية التحول الرقمى فى مجال عمل الهيئة وعلوم الفضاء.