على مساحة ٤١ ألف متر مربع بين ملتقى عدد من المحافظات، تقع سوق الصالحية الدولية أول وأضخم سوق زراعية تجارية دائمة بمنطقة الدلتا بمدينة الصالحية الجديدة، لتكون حلقة الوصل بين المزارعين والمستهلكين وصغار التجار فى خطوة جديدة للقضاء على العشوائيات وحماية حرية المنافسة ومكافحة الاحتكار.
يقول الدكتور ممدوح غراب، محافظ الشرقية، إنه تم الانتهاء من إنشاء السوق عام ٢٠١٦باستثمارات تتخطى ١٥٠مليون جنيه ضمن خطة وزارة الإسكان وهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة للنهوض بالمدن الجديدة لتوفير الخدمات وفرص العمل ودفع عجلة الاقتصاد والتنمية، ويتوافق مع خطة وزارة التموين والتجارة لإنشاء المناطق اللوجستية والتوسع فى المراكز التجارية الكبرى لتقليل حلقات تداول السلع وتوفيرها على نطاق أوسع بمختلف المحافظات، وتأمين مخزون إستراتيجى بجانب تنويع مصادر الإمداد للمنتجات لتفادى حدوث أزمات.
ويضيف أن السوق بخلاف كونها نقلة حضارية جديدة فى عالم الأسواق، فهى المشروع الأضخم فى الدلتا لتجارة الجملة لتوفير السلع الغذائية من خضراوات، وفواكه وبذور، وتقاو، وأسمدة، بالإضافة للأسماك، والدواجن، واللحوم، حيث تقع السوق على مساحة 10افدنة وتضم العديد من الشركات العاملة فى المجال الزراعى بمشاركة كبريات الشركات العالمية المتخصصة فى الاستيراد والتصدير والأسواق التجارية والمطاعم، والكافيتريات، والتوكيلات التجارية، وقد تم الإعداد والتجهيز لإدارة السوق بأحدث الطرق التكنولوجية العالمية، للقضاء على السويقات والكيانات العشوائية التى اكتظت بها المدينة.
ويوضح المهندس خالد شاهين، رئيس جهاز تنمية مدينة الصالحية الجديدة، أن السوق تعد أكبر وأضخم مشروع تجارى استثمارى بمنطقة الدلتا لتجارة الجملة زراعيا وأول سوق دائمة فى الشرق الأوسط لمستلزمات الانتاج الزراعى تضم مركز تدريب دوليا على أحدث التقنيات الزراعية والحيوانية، بالإضافة لما يحويه الصرح الضخم من مبنى للخدمات المساعدة للزراعات ومقر لوزارة الزراعة.
وأضاف أنه تم توقيع بروتوكول تعاون مع وزارة الزراعة لتخصيص وحدات بالسوق لتقديم خدمات المعمل المركزى لمتبقيات المبيدات، وكذا الاتفاق مع الغرفة التجارية على تخصيص ٣٤٠ مترا مربعا لعمل مجمع إدارى لخدمة تجار السوق والمترددين عليها كما يتوافر بالسوق عديد من الخدمات الأخرى منها بنوك ومركز لخدمة رجال الأعمال، ومقر للشهر العقارى ومكتب بريد وغيرها وتم مخاطبة الجهات المعنية لتوفير نقطتى شرطة وإسعاف لخدمة السوق.
ويرى المهندس أسامة سلطان، رئيس الغرفة التجارة بالشرقية أن السوق تعكس جهود الدولة فى تطوير منظومة التجارة الداخلية بالاستعانة بالقطاع الخاص وتؤدى لجذب الاستثمارات والسكان والتنمية للمدينة وتفعيل الحركة الاقتصادية، مشيرا إلى أنه بعد الانتهاء من رفع وإزالة جميع السويقات والتجمعات العشوائية بالمنطقة وبيع جميع وحدات السوق، فإن مدينة الصالحية الجديدة ستتحول إلى منطقة تجارة عالمية بصفتها إحدى سلال الغذاء فى مصر بما يسهم فى تحقيق الأمن الغذائى.
وكانت هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة وجهاز تنمية مدينة الصالحية الجديدة بناء على مقترح المستشار يحيى عبدالمجيد محافظ الشرقية الأسبق، نظرا لانتشار الاسواق العشوائية، قد وافقت على إنشاء سوق عصرية حضارية زراعية غذائية خدمية لبيع الخضراوات والفاكهة للجملة أسوة بما تم فى مدينتى العبور و٦ أكتوبر لجذب المزيد من الاستثمارات والسكان للمدينة ودفع حركة الاقتصاد وتمت الموافقة على تخصيص الأرض والبدء فى إجراءات إنشاء السوق .
بينما قال محمد السيد أحد التجار صاحب مزرعة سمكية بالحسينية إنه سارع بشراء وحدة تجارية بالسوق وفى طريقه لشراء الأخرى، لما يتسم به موقع السوق الاستيراتيجى من تميز حيث تم اختياره بعناية فائقة فى ملتقى طرق لأكثر من ٦ محافظات، فضلا عما يضم من خدمات متطورة ورائدة تتيح له إدارة مشروعه بكفاءة أكبر وتوفير نفقات النقل والتنقل بين أسواق الجملة خارج المحافظة.
أما محمد ربيع مزارع من فاقوس فيؤكد أن السوق ستكون فرصة حقيقية لتسويق إنتاجه من المحاصيل من خلال وسيط واحد سيتيح له تحقيق مكاسب عادلة دون الحاجة لتعدد الوسطاء وضمان الوجود بشكل مباشر بين كبار التجار والمستثمرين.