استعرض اللواء محمود شعراوى، وزير التنمية المحلية، ووفد من البنك الدولى، برئاسة آيات سليمان، المديرة الإقليمية لإدارة التنمية المستدامة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، الموقف التنفيذى لبرنامج التنمية المحلية بصعيد مصر والتعاون فى ملفات تغير المناخ وإدارة المخلفات.
وناقش مستجدات الموقف التنفيذى للبرنامج، والإصلاحات الهيكلية والخطط التنفيذية التى ساهمت فى تحقيق توطين أهداف التنمية المستدامة الأممية فى محافظتى قنا وسوهاج، وأشار إلى تخطيط الحكومة لتعميمه بمحافظتى المنيا وأسيوط، ضمن المرحلة الجديدة للبرنامج وتعميم الممارسات الجيدة للبرنامج بباقى محافظات الصعيد، تنفيذاً لتوجيهات القيادة السياسية فى هذا الشأن.
وأشار شعراوى إلى أن البرنامج حقق نتائج ومعدلات مرضية للحكومة والبنك الدولى، ساهمت فى سحب مخصصات القرض بنسبة تقترب من 100%، لافتًا إلى أن عدد المشروعات الجارية والمنتهية فى قنا وسوهاج بلغت نحو 4119 مشروعًا، بتكلفة قرابة 15.2 مليار جنيه، إذ تم الانتهاء من 3589 مشروعًا بالمحافظتين، بإجمالى استثمارات وصلت إلى 9.5 مليار جنيه، وموزعة على قطاعات مياه الشرب والصرف الصحى والطرق والنقل وتغطية الترع والتنمية الاقتصادية ودعم الوحدات المحلية وغيرها من القطاعات الأخرى.
ولفت الوزير إلى التقدم الملحوظ فى المناطق الصناعية بقنا وسوهاج وزيادة معدلات الرخص للشركات، بالإضافة إلى الاهتمام بالتكتلات الاقتصادية بقنا وسوهاج، إذ سيتم الإسراع خلال الفترة المقبلة بزيادة العمل فى المناطق الصناعية والتكتلات الاقتصادية بما يساهم فى توفير فرص عمل للمواطنين، وتوفير دخل ثابت للأسر، ورفع وتحسين مستوى المعيشة لمواطنى الصعيد خاصة من المرأة والشباب.
وأكدت آيات سليمان أن فريق البنك الدولى سيعمل مع المكتب التنسيقى للبرنامج بالوزارة على تحديد طبيعة الدعم الفنى المطلوب من البنك لتعميم ممارساته خصوصًا فى مجالات منظومة التخطيط المحلى بكل مكوناتها، وبرامج الإدارة المحلية المطورة وإدارة الأصول وتنمية الموارد الذاتية بالمحافظات، وإشراك المواطنين وتطبيق الاعتبارات البيئية والاجتماعية، وتقديم الدعم فى مرحلة تطبيق الهياكل المطورة للمحافظات والوحدات المحلية.
واستعرض وزير التنمية المحلية آخر جهود الوزارة فيما يخص الإعداد لمؤتمر «التنمية الاقتصادية المحلية والترويج للاستثمار بصعيد مصر»، الذى ستنظمه الوزارة وسيعقد تحت رعاية رئيس الجمهورية خلال مارس المقبل، ورحب وفد البنك بالتعاون مع الوزارة ببعض الأفكار والرؤى الخاصة بالملفات المرتبطة بالمؤتمر، خصوصًا فى مجال المناطق الصناعية بعد التطور الكبير الذى شهدته فى محافظتى قنا وسوهاج خلال تنفيذ برنامج تنمية الصعيد، وكذا تقديم كل الدعم اللازم للوزارة ليحقق المؤتمر الأهداف المرجوة له.
وأشار «شعراوى» إلى التكامل بين المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، وبرنامج التنمية المحلية بصعيد مصر فيما يخص تنفيذ المشروعات على أرض المحافظات، مشيراً إلى جهود الوزارة لرفع كفاءة العاملين بالإدارة المحلية بمحافظات الصعيد خلال السنوات الثلاث المقبلة والتعاون القائم مع عدد من جهات التدريب الخارجية، على رأسها اتحاد البلديات الهولندية لتوفير تدريب وتأهيل للكوادر البشرية، وكذا التعاون مع الأكاديمية الوطنية للتدريب، إذ تسعى الوزارة جاهدة لتحقيق توجيهات القيادة السياسية فى الحفاظ على الاستثمارات التى يتم ضخها فى مشروعات البنية التحتية للمبادرة خلال مدة تنفيذ برنامج تطوير الريف المصرى، وإيجاد كوادر محلية قادرة على الإدارة والتشغيل والصيانة للمشروعات الجديدة بأفضل صورة.
وأكدت المديرة الإقليمية لإدارة التنمية المستدامة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تعاون البنك الدولى مع الوزارة لتقديم كل الدعم الفنى والتدريب المطلوب لرفع كفاءة العاملين بالإدارة المحلية بمحافظات الصعيد، وأشادت بالجهود والخطوات التى حققتها الحكومة المصرية فيما يخص تنفيذ الاعتبارات البيئية والاجتماعية والسلامة والصحة المهنية فيما يخص تنفيذ المشروعات فى محافظتى قنا وسوهاج والتى يمكن تعميمها فى باقى محافظات الصعيد.
ورحبت المديرة الإقليمية لإدارة التنمية المستدامة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالبنك الدولى بسرعة دعم جهود وزارة التنمية المحلية فى وضع استراتيجية الدعم الفنى والتدريب ورفع كفاءة الكوادر المحلية فى محافظات الصعيد وتوطين الخبرات المكتسبة فى سوهاج وقنا على مختلف المحافظات، كما أكدت اهتمام البنك الدولى بدعم مصر فى ملف تغير المناخ قبل استضافة القمة المقبلة، والعمل مع الوزارة لإعداد تصور أو أدلة استرشادية وورقة سياسات فى هذا الشأن كجزء من استعدادات الحكومة المصرية لقمة المناخ.
وأشاد الوفد بمستوى التقديم فى تنفيذ مشروعات قطاع مياه الشرب والصرف الصحى بقنا وسوهاج، وكذا النقلة النوعية فى عملية التخطيط التشاركى وإشراك المواطنين، خاصة المرأة فى عمليات اختيار وتنفيذ المشروعات وإقامة المنتديات المحلية والتعاون مع الجمعيات الأهلية والذى يعد إنجازا هائلا وكبيرا للاستماع لرؤيتهم وهو ما تمت الاستفادة منه فى مبادرة «حياة كريمة».
وقدم الدكتور محمد ندا، خبير أول التنمية الحضرية بالبنك، الشكر لجهود وزير التنمية المحلية ومتابعته المستمرة لكافة مستجدات البرنامج على أرض الواقع وتذليل أى معوقات للإسراع بتنفيذ المشروعات ودعم تعميم ممارسات تطوير الإدارة المحلية فى محافظات الصعيد وباقى محافظات الجمهورية وتطبيق اللامركزية والمشاركة المجتمعية ودعم التنافسية والاستجابة لمطالب المواطنين. كما تحدث عدد من ممثلى وفد البنك الدولى المتخصصين فى مجالات التنمية الاقتصادية والحضرية والعمرانية عما تم تحقيقه فى إطار برنامج تنمية الصعيد والطفرة التى تحققت فى إطار تلك المجالات على أرض محافظتى قنا وسوهاج.
وخلال الاجتماع استعرض وزير التنمية المحلية جهود تنفيذ دور الوزارة فيما يخص الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050 والاستعداد لاستضافة مصر لقمة تغير المناخ (cop 27) خلال نوفمبر القادم بشرم الشيخ، حيث أشار إلى دور الوزارة فى تنفيذ ومتابعة منظومة المخلفات الصلبة الجديدة ورفع ملايين الأطنان من تراكمات المخلفات بالمحافظات وغلق المقالب العشوائية والقضاء على الحرق العشوائى للمخلفات والدفن الصحى الآمن.