قرى مصر المستفيد الأول من COP 27».. «المشروعات الخضراء» بديلا عن التلوث

قرى مصر المستفيد الأول من COP 27».. «المشروعات الخضراء» بديلا عن التلوث

 

فى عهود سابقة لم يكن أحد يهتم بأحوال القرية المصرية وكان التعامل مع قضايا البيئة مجرد اجراءات شكلية، فمثلا عشنا سنوات طويلة نتحدث عن ظاهرة الحرق المكشوف للقش الزراعى،ولم تتوقف الظاهرة الا بعد أن تزايد الوعى البيئى، والحديث عن COP 27 ،
 

 

 

أيضا عاشت معظم القرى فى أتون التلوث الناتج عن مكامير الفحم وقمائن الطوب وأدحنة المصانع العشوائية

ودفع الالآف الثمن من صحتهم حتى تنامى الوعى بأهمية التصدى لهذه القضايا وتزامن ذلك بشكل فعال مع الحديث عن انعقاد قمة الأطراف للمناخ التى تستفيد منها القرية بشكل مباشر، وتعود بالنفع على المواطن البسيط الذى كان يتنفس الدخان ويعيش وسط ضباب قش الأرز والذرة، ويعانى السحابة السوداء فى معظم المناطق الزراعية . «محافظات الأهرام» ناقشت ظاهرة التحول الايجابية فى قرى المحروسة، ورصدت على أرض الواقع مايحدث من تغير فى العديد من المناطق بالوجهين البحرى والقبلى والتفاصيل فى السطور التالية .
 

 

  • أسيوط تواجه الحرق المكشوف بالمدافن الصحية

يبدو أن الحظ ابتسم لأبناء أسيوط بعدما جنى الأهالى ثمار مؤتمر المناخ مبكرا حيث شهدت المحافظه تغيرا ملحوظا وواقع ملموسا فى سماء المدينة وقراها عقب اختفاء ظاهرة الحرق المكشوف للمخلفات الزراعية نسبيا، وهو ما أكدته الانبعاثات القليلة للأدخنة فى سماء المحافظة والتى كانت تتصاعد بكثافة فى مثل هذا التوقيت من كل عام مع حصاد مزارعى الحقول لمحصول الذرة الشامية ومن ثم التخلص من المخلفات الزراعية لذا طلب الأهالى باستمرار بتكثيف جهود المحافظة فى محاربة ظاهرة الحرق المكشوف والتى ساهمت بشكل كبير فى تخفيف آثار الانبعاث للأدخنة .

بداية يقول عبد الله السيد صادق موظف إننا لاحظنا هذا العام تغيرا كبيرا فى ظاهرة السحابة السوداء التى اختفت نسبيا حيث كان من المعتاد فى نفس هذا التوقيت من كل عام أن تخترق الأدخنة منازلنا وتسبب الاختناق لنا ولأطفالنا فى ظل عجز واضح عن مواجهة ظاهرة الحرق المكشوف، لذا نشكر القائمين على جهود محاربة تلك الظاهرة السيئة.

وشاركه القول جمال ثابت عطا الله حيث قال إن مؤتمر المناخ جاء بالخير على أهالى القرى والنجوع بصعيد مصر حيث إننا كنا نعيش معاناة يومية مع بدء حصاد محصول الذرة الشامية الذى قارب على الانتهاء بسبب التخلص البدائى للمزارعين من مخلفات عيدان الذرة بالحرق المكشوف، ولكن هذا العام لاحظنا التحرك الجاد للدولة فى محاصرة المزارعين مبكرا وحثهم على التخلص الأمن من تلك المخلفات بطريقة آمنة. الدكتور محمد عبد الراضى رئيس مركز ومدينة أبوتيج أحد أكبر مراكز المحافظة زراعيا وكان مصدرا دائما للأدخنة فيقول إن قوة الدولة فى التصدى لتلك الظاهرة كانت أكبر من رغبة المواطنين فى التخلص من تلك المخلفات بحرقها فى وسط الحقول حيث تم أولا إعلان خطوات التخلص الأمن من تلك المخلفات بوضعها على أطراف الحقول، ومن ثم جمعها من خلال سيارات المركز وتجميعها فى نقطة التجميع التى تم تحديدها وعقب ذلك تم الإعلان عن غرامات الحرق المكشوف لتلك المخلفات والتى تبدأ من ٥٠ ألف جنيه وهو ما تم تنفيذه مع بعض الحالات التى تم تضييق الخناق عليها ،مشيرا الى انه تم توفير مفارم لاستخدام تلك المخالفات فى إنتاج أعلاف للمواشى «تبن» بها فى توفير الطعام للمواشى.

وقال اللواء عصام سعد محافظ أسيوط ان المؤتمر العالمى لقمة المناخ «COP 27» كان الدافع الأكبر لاتخاذ خطوات جادة لمواجهة تداعيات التغيرات المناخية والتى أصبحت أكثر خطورة للدول المتقدمة والنامية والفقيرة فى آن واحد، لذا تم تنفيذ عدة محاور بالمحافظة، جاء فى مقدمتها مجابهة الحرق المكشوف للمخلفات الزراعية الذى يتواكب مع انطلاق قمة مؤتمر المناخ، ونجحنا فى الحد من تلك الظاهرة التى لا ننكر وجودها حتى الآن، كما قمنا بتنفيذ العديد من الحملات لتشجير جانبى الطرق السريعة والمحاور الرئيسية لزيادة الرئة الخضراء فى المدن العمرانية وطرق القرى .

فضلا عن الاستمرار فى تنفيذ منظومة المخلفات الصلبة من خلال إنشاء محطات وسيطة ثابتة ومتحركة ومدافن صحية آمنة محكومة ورفع كفاءة معدات النظافة القائمة بالإضافة إلى أنه يجرى حاليًا إنشاء مصنعً لتدوير المخلفات البلدية الصلبة بالطريق الصحراوى الغربى بمركز الغنايم على مساحة ٢٩ فدانا بتكلفة تتجاوز ١٨٠ مليون جنيه، ضمن مشروعات الخطة الاستثمارية للمحافظة وبطاقة ٣٠٠ طن/ يوم، والذى يعد الأول من نوعه على مستوى المحافظة بأحدث تكنولوجيا وتصميمات عالمية، فى إطار سعى الدولة للنهوض ورفع كفاءة منظومة إدارة المخلفات والتغلب على مشاكل تراكم القمامة وعدم الحرق العشوائى للمخلفات والتخلص الآمن من المرفوضات بالمدافن الصحية الآمنة .