تشتهر محافظة أسوان بإنتاج أفضل أنواع البلح الجاف مثل واحات سيوة والخارجة والداخلة، ويعتبر البلح هو المحصول الزراعى الثانى لأسوان بعد قصب السكر، وفى مقدمتها الملكابى والبرتموده والسكوتى والقنديلة والشامية ونجحت أجهزة الدولة فى إنقاذ ونقل ما يقرب من نصف مليون نخلة من نخيل النوبة المتميز والشهير بإنتاج بلح وأصناف يرجع بعضها لعصر الفراعنة فقد تزينت جدران معابدهم بالنخيل وثماره من البلح حتى أصبحت أسوان فى مقدمة المحافظات المنتجة لمحصول البلح الفاخر.
وحول دور المحافظة فى النهوض بمحصول البلح، يقول اللواء أشرف عطية محافظ إسوان إن المحافظة بها 3 ملايين و600 ألف نخلة وهذا العدد يشكل نحو 25% من أعداد النخيل المثمر على مستوى الجمهورية، ونظرا لأن البلح يعتبر مصدر الدخل الثانى اقتصاديا بعد محصول القصب لمزارعى أسوان، لذلك كان من الواجب الاهتمام بزراعات النخيل وإنتاجها من ثمار البلح واتباع الطرق العلمية لتنمية المنظومة، من أجل زيادة وتنمية دخل الأسر فى القرى التى تعتمد اقتصاديا على منتج البلح، وتطوير الصناعات القائمة على النخيل وتصنيع وتعبئة البلح وتشجيع المزارعين على التصدير، ولذلك تعتبر تنمية زراعة النخيل مشروعا قوميا بعد أن وجه الرئيس عبد الفتاح السيسى بزراعة مليون ونصف المليون نخلة بأراضى توشكي، لافتا إلى القيمة الاقتصادية والغذائية للبلح بما يضمه من عناصر وفيتامينات تسهم فى بناء صحة الإنسان وتحقيق الأمن الغذائى.
وينوه المحافظ إلى أن أسوان شهدت خلال شهر أكتوبر الماضى عقد المهرجان الدولى السادس للتمور المصرية وشاركت فيه 6 دول عربية وتم عرض 15 بحثا علميا عن النهوض بزراعات النخيل وأهمها الدارسات الخاصة، بإنشاء مصنع للبلح والعمل على تطوير الزراعة والتسويق والحفاظ على هذا المنتج ليكون فى الصدارة.
أما الدكتورة غادة أبوزيد نائبة محافظ أسوان فتقول: خلال شهر نوفمبر استقبلنا وفد هيئة التعاون الدولى الكندى برئاسة د. نانسى عودة رئيسة قسم التعاون الدولى بالسفارة الكندية بالقاهرة، حيث تقرر دعم مشروع التنوع البيولوجى لأصناف النخيل بأسوان بالمشاركة مع إحدى المؤسسات الدولية للتنمية التى تعاونت من خلال إحدى الجمعيات الأهلية مع المحافظة. وقامت بتدريب 350 سيدة وفتاة على صقل مهارتهن فى مجال المشغولات اليدوية التى تعتمد على مخلفات النخيل، بالإضافة إلى تنظيم مسابقة بين الشابات والسيدات لتشجيع مشروعات المشغولات اليدوية بالتعاون مع جهاز المشروعات الصغيرة والمتوسطة وتم منح فريقين فائزين كل منهما 50 ألف جنيه منحة لا ترد من الجمعية، وسوف يستمر التعاون مع الجانب الكندى بهدف الحفاظ على فسائل النخيل المتميزة بها أسوان وتنميتها والتعاون فيما يمكن تصنيعه من مخلفات النخيل كأثاث وأبواب للحفاظ على البيئة من التلوث بدلا من حرق هذه المخلفات.
وأشار الدكتور أحمد شعبان نائب محافظ أسوان إلى إنشاء منطقة لوجستية بمنطقة وادى كركر والتوسع فى زراعة النخيل على ضفاف بحيرة السد العالى بالتعاون مع منظمة الفاو العالمية، حيث زار أسوان أخيرا وفد من الفاو برئاسة الدكتور نصر الدين الأمين ممثل منظمة الفاو بالقاهرة والشرق الوسط. وتم الاتفاق على تقديم الدعم الفنى والعلمى فى قطاع زراعة النخيل وتصنيع البلح والحفاظ على ثروة النخيل والإسهام فى برامج إعداد الكوادر البشرية القادرة على التعامل مع تكنولوجيا زراعة النخيل، كما تم الاتفاق مع منظمة الفاو على استخدام الوسائل الحديثة فى خدمات محصول البلح من تجفيف وتبخير البلح حماية له من التسوس والشراكة مع الجمعيات الزراعية لتدريب المزارعين على كل ما ينمى المحصول.
وباعتباره من المتخصصين فى زراعة النخيل يقول عمدة قرية فارس الحاج محمد أبوالقاسم إن التغيرات المناخية أثرت بلا شك على زراعات النخيل وجودة وكمية البلح المنتج ولأول مرة خلال السنوات الأخيرة، تتعرض أسوان لتقلبات جوية تتمثل فى السيول والأمطار وتساقط كتل من الجليد. ونشكر مبادرة المحافظ اللواء أشرف عطية بإعلانه عن المشروع القومى لرعاية نخيل البلح والاستعانة بمؤسسات دولية وإقليمية من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية فى مجال زراعات النخيل.