” اعداد الأمهات المنتجة من سلالات محلية انخفض من 160 الف في عام 2016 الي 9000 ام فقط حاليا نتيجة عدم تخصيص ميزانيات لمحطات البحوث المنتجة للسلالات لتوفير الأعلاف …” ….بتلك الأرقام المفزعة التي عكست ازمة جديدة ضمن الازمات المترتبة علي نقص وندرة الأعلاف والتي تدق ناقوس الخطر بملف يعد من اهم الملفات المرتبطة بتعميق الانتاج المحلي لمنتج يمس الامن الغذائي تحدث الدكتور هشام العربي الأستاذ المتفرغ بقسم بحوث تربية الدواجن بمعهد بحوث الانتاج الحيواني بوزارة الزراعة في حواره مع ” العالم اليوم” ، محذرا من خطورة الوضع الذي يتواجد عليه الاحتياطي الاستراتيجي للأصول والسلالات المصرية المنتجة للدواجن وكيف انها تعرضت لإهمال متعمد منذ سنة 1981 وحتي الان !.
وناشد رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفي مدبولي التدخل العاجل وانقاذ سلالات الدواجن ، موضحا ان مصر لديها 14 سلالة مصرية ما بين سلالات أصيلة وسلالات “هجن ” وانها تساهم بما يتراوح من 10 الي 15% من الدواجن المنتجة في القطاع الريفي بينما ما يتراوح ما بين 85 الي 90% من البيض والدواجن ياتي من ” هجن” عالمية اصولها ليست موجودة في مصر .
واضاف ان هذه السلالات يتم إنتاجها من خلال محطات البحوث التي كانت متواجدة ومخصصة لذلك الا ان تلك المحطات تم الاستيلاء علي أراضي الكثير منها دون توفير بديل ، لافتا الي تراجع عدد محطات البحوث المنتجة من 13 الي 6 محطات فقط حاليا علي مدار 40 عاما نتيجة الاستيلاء علي أراضيها دون توفير بديل !!!.
واكد انه رغم انخفاض عدد محطات البحوث الا انه قد تم الحفاظ علي انتاج ال 14 سلالة والفضل في ذلك يرجع الي الدكتور خالد متصور مدير معهد الانتاج الحيواني في عام 2013 والذي قام بعمل خطة لتوزيع هذه السلالات علي كل المحطات منعا من وضعها في محطة واحدة فتتعرض لخطورة حال اصابتها بإنفلونزا الطيور ، مشيرا الي انه راعي التوزيع وجعل في كل محطة ما يتراوح ما بين 3 الي 4 سلالات .
وقال ان الاحتياطي من السلالات حاليا في خطر شديد وان هناك انخفاض متوالي في اعداد الأمهات المنتجة ، مشيرا الي ان اعداد الأمهات المنتجة من السلالة المحلية في عام 2015 كان 160 الف ام ثم انخفض في 2016 الي 152 الف ام ، وفي 2017 ظل 152 الف ام ، وفي 2018 انخفضت الإعداد الي 112 الف ام ، وفي 2019 وصلت الإعداد الي 72 الف ام ، وفي 2020 تم الحفاظ علي نفس العدد المنتج 72 الف ام ، وفي 2021 ظل ايضا 72 الف ام ، وفي 2022 انخفضت الإعداد الي 48 الف ام ، وفي 2023 وصل الانخفاض باعداد الأمهات المنتجة الي 9 الاف ام !!!.
واكد العربي ان الكارثة الحقيقية انه بهذا المعدل في الانخفاض الذي شهده العام الجاري نتيجة عدم تخصيص ميزانيات لمحطات البحوث المنتجة للسلالات لتوفير الأعلاف فانه من المتوقع بحلول العام المقبل 2024 الا يكون هناك امهات من السلالات المحلية مما يعني الاعتماد بالكامل علي السلالات التي يتم استيرادها من الخارج وهذا امر شديد الخطورة !!.
واضاف انه نتيجة تلك الأوضاع الكارثية قد تم رفع مذكرة الي مدير معهد بحوث الانتاج الحيواني للتقدم بها الي وزير الزراعة الا انه رفض التوقيع ورد عليهم حسب حديثه بانه لايريد مشاكل ” مش عاوز مشاكل “.
واوضح ان ال 14 سلالة التي تقوم مصر بإنتاجها تم العمل عليها منذ عام 1958 وان اخر سلالة تم الحصول عليها كان ما بين عامي 2018 – 2019 ، محذرا من خطورة تعرض تلك السلالات للانقراض نتيجة عدم الحفاظ عليها وكيف انه حال حدوث ذلك فان الأمر سيتطلب 20 عاما علي الاقل حتي يتم تجميعها مرة اخري وقد ننجح او لا ننجح ، علاوة علي التكلفة الباهظة لذلك!!.
واضاف ان مصر كان لديها اصناف “اوز ” و ” رومي” مصري من سلالة محلية ولكنها انقرضت وجرت محاولة من نحو 6 سنوات لاستعادتها وإنتاج هذه القطعان ولكنها باءت بالفشل، مشيرا الي ان معهد بحوث الانتاج الحيواني يتواجد به ما يتراوح ما بين 7 الي 8 أقسام لحيوانات اخري تضم الجاموس والأبقار والأغنام والجمال وان هذا المعهد يجب ان يعلم الجميع ان وظيفته الحفاظ علي السلالات المصرية وتحسينها وانه ليس جهة ربحية !!.
واشار الي مشروع بحثي قام بإجراءه قسم بحوث تربية الدواجن بين عامي 2013 – 2015 لنشر السلالات المحلية في القطاع الريفي لعودة القرية كي تكون منتجة ، موضحا انه قد تم عمل الجدوي الاقتصادية له وتم مناقشته في مجلس المعهد وحصل علي موافقته وموافقة صندوق تمويل المشروعات والوزير في هذا الوقت مع وعد بالتمويل ولكنه لم يري النور!!.
واستطرد : ان هذا المشروع كان يستهدف الوصول لانتاج مليون كتكوت من كل سلالة وانه من خلال تطبيقه كان يمكن زيادة الانتاج الداجنى من السلالات المحلية الي ما يتراوح ما بين 20 الي 25 % خلال 10 سنوات ، مشددا علي ان المشروع كان من شانه تحقيق العديد من الأهداف اهمها عودة القرية لقرية منتجة ومساعدة الأسر الفقيرة والمرأة المعيلة وتحسين التغذية للأطفال .
وحذر العربي من انقراض السلالة المحلية وكيف انه يضع متخذ القرار تحت ضغوط خارجية ويزيد فاتورة الاستيراد بملايين الدولارات ، معربا عن امله في ايجاد مشروع قومي لتحصين كل سلالات الحيوانات المصرية وخاصة وان ذلك يعد امن قومي وتامين لاحتياجات البلاد الغذائية .
وتابع : ان البلاد بحاجة الي مراجعة انتاج السلالات المحلية من كل الحيوانات وإطلاق مشروع قومي لتحصينها وتنميتها وخاصة وان ذلك هو السبيل الاول لتامين احتياجاتنا من الغذاء وعدم الاعتماد علي الخارج ، لافتا الي بعض السلالات المحلية وكيف انها تحظي بسمعة دولية مثل الدجاج الفيومي والمعتمد في الامم المتحدة كدجاج رقم 1 في اي مشروعات تنموية في المناطق النائية.