وزير الزراعة يبحث التعاون مع الصين في استنباط أصناف من المحاصيل أكثر تحملًا للجفاف والتغير المناخ

وزير الزراعة يبحث التعاون مع الصين في استنباط أصناف من المحاصيل أكثر تحملًا للجفاف والتغير المناخ

التقى السيد القصير، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، تانج رينجيان، وزير الزراعة والشؤون الريفية الصينى في أول زيارة رسمية لوزير زراعة صينى منذ فترة على رأس وفد رفيع المستوي، وذلك لبحث وتعزيز اطر التعاون الزراعي بين الجانبين وذلك بمقر الوزارة بالعاصمة الإدارية الجديدة، تنفيذا لتكليفات الرئاسية بتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين ورغبة في تطوير علاقات التعاون بين الجانب المصري والصينى لمستوى العلاقات الاستراتيجية، مشيدا بدور الصين في استمرار الدعم لضم مصر إلى مجموعة البريكس، والتي تعتبر من أكبر التجمعات الاقتصادية الدولية.

وأكد الوزيران على أهمية التنسيق والتعاون المستمر في مجالات دعم وتعزيز التعاون الزراعى المصري الصينى من خلال تقديم كافة الخبرات الصينية والميكنة الزراعية التي تتناسب مع الظروف المصرية والعمل على دعم منظومة الأمن الغذائي.

وشدد وزيرا الزراعة في البلدين الاستمرار في التعاون لاستنباط أصناف متحملة للجفاف والملوحة موفرة للمياه خاصة في المحاصيل الاستراتيجية للتغلب على مشكلة الفقر المائي والملوحة وأيضا الميكنة الزراعية ودعم صغار المزارعين كذلك التدريب وبناء القدرات وتقديم المنح للعاملين في المراكز البحثية الزراعية المصرية للحصول على درجتي الماجستير والدكتوراه، فضلًا عن تنفيذ دورات التدريبية قصيرة الأجل.

وشدد وزير الزراعة على التعاون مع الصين في مجال البحوث الزراعية مع معهد العلوم الزراعية والاستراتيجية ومعهد العلوم للأحياء المائية، مع تشكيل لجنة فنية مشتركة بين الجانبين لمتابعة تنفيذ ما يتم الاتفاق عليه على أن تكون العلاقات الزراعية الخارجية هي جهةٍ التنسيق والتواصل مع الجانب الصينى.

وأشار «القصير» إلى اهتمام القيادة السياسية في مصر بإقامة المشروعات التنموية العملاقة مثل مشروعات إعادة تحلية المياه ومشروع تبطين الترع ومشروعات الاستزراع السمكي والإنتاج الحيواني والداجني لتعزيز القدرة الإنتاجية وتحقيق الأمن الغذائي وزيادة فرص الاستثمار في القطاع الزراعي وتبني التكنولوجيا الحديثة في الزراعة.

وأشاد وزير الزراعة إلى أهمية البحوث التطبيقية في استنباط أصناف من التقاوى والبذور موفرة للمياه مؤكدًا على أن مصر تواجه مشكلة الفقر المائي وأن الدولة المصرية أقامت عددا من المشروعات الهامة في هذا المجال من خلال إعادة استخدام المياه وإنشاء محطات عملاقة لمعالجة وتحلية المياه كلفتها المليارات من الجنيهات لتحقيق الأمن الغذائي.

ولفت «القصير» إلى جهود الدولة لتهيئة مناخ الاستثمار، داعيا الجانب الصينى إلى الاستثمار الزراعي في مصر بما يناسب إمكانيات البلدين الكبيرين ويرتقى إلى العلاقات الاستراتيجية بينهما، خاصة أن السوق المصرية تستوعب الكثير، بالإضافة إلى أن مصر بوابة الأسواق الإفريقية.

وأشار القصير إلى قيام الحكومة المصرية بتقديم الدعم للجانب الصينى وذلك من خلال إعادة اختيار د شو دينيو المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة الفاو لفترة ثانيةً تقديرًا لجهوده الحثيثة في دعم منظومة الآمن الغذائي العالمي خاصة في دول العالم النامي.

وقال وزير الزراعة إن هناك تطابقا في الرؤي السياسية حول القضايا الدولية بين الزعيمين الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية والرئيس الصيني شي جين بينج، موضحا أنه في إطار اهتمام القيادة السياسية والحكومة المصرية بدعم تطوير آليات التعاون مع الجانب الصينى فقد تم إنشاء وحدة الصين برئاسة د مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء وعضوية السادة الوزراء المعنيين والهيئات وممثلي الجهات ذات الصلة.

وأشار «القصير» إلى دور الجانب الصينى في دعم منظومة الأمن الغذائي العالمي، وخاصة بدول القارة الإفريقية والمنطقة العربية في إطار ما يشهده العالم من تحديات والتي من بينها الأزمة الروسية الأوكرانية والذي آثرت على منظومة الأمن الغذائي وارتفاع أسعار السلع ومشكلة التغيرات المناخية التي أثرت على إنتاجيات المحاصيل الزراعية.

ولفت وزير الزراعة إلى التنسيق المستمر بين فريق عمل الوزارة والسفارة الصينية بالقاهرة لزيادة التبادل التجاري الزراعي وفتح السوق الصينى أمام المنتجات الزراعية المصرية، حيث من المتوقع أن يتم توقيع مذكرة تفاهم تتضمن موافقة الجانب الصينى على دخول المانجو المصري للسوق الصينية في سبتمبر المقبل ٢٠٢٣،

وأشاد «القصير» باهتمام الجانب الصينى بدعم قطاع الزراعة في مصر وتقديم المنح الدراسية والتدريبية وموافقة الجانب الصيني على إنشاء مركز تدريبي لمكافحة التصحر والاستعداد لصياغة مذكرة تفاهم لإنشاء مركز متميز لزراعة الأرز الهجين داخل مركز البحوث الزراعية للمساهمة في استنباط أصناف من الأرز الهجين المتحمل للجفاف والملوحة لمجابهة مشكلة التغيرات المناخية والشح المائي.

وأكد وزير الزراعة على أن مصر قد اتخذت عددا من الإجراءات الاستباقية للتغلب على المشاكل والتحديات العالمية والتي من بينها مشروعات التوسع الأفقى واستصلاح الأراضي ومشروعات التوسع الرأسي لزيادة الإنتاجية وتقليل الفجوة الغذائية في عدد من المحاصيل الاستراتيجية.

من جانبه، قدم الوزير الصينى الشكر لوزير الزراعة على الدعوة الكريمة وحسن الاستقبال وأعرب عن سعادته وامتنانه بوجوده في مصر لأول مرةً في زيارة رسمية لمصر وأول زيارة على المستوى الشخصي.

ولفت إلى تاريخ وحضارة مصر المحفورة في قلوب الصينين، كما أعرب عن سعادته بوجوده بالعاصمة الإدارية الجديدة لبحث وتعزيز التعاون الثنائي في المجال الزراعي وشكره وامتنانه للحكومة المصرية ونقل تحياته إلى دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي على ترحيبه بتوقيع خطة العمل وأكد على أن العلاقات المصرية الصينية تشهد تطورًا كبيرًا خاصة بعد اجتماع الرئيس عبدالفتاح السيسي بصديقه الرئيس شي جين بينغ على هامش فعاليا المنتدى العربي- الصينى في ديسمبر من العام الماضي بالمملكة العربية السعودية.

وأشار إلى أهمية تعزيز علاقات الصين الشعبية بجمهورية مصر العربية لأهمية مصر من الناحية التاريخية وموقعها الاستراتيجي والذي يؤهلها لأن تكون مركزًا للتحرك داخل القارة الأفريقية.

وأكد «رينجيان» على تقديم كل الدعم لجمهورية مصر العربية في إطار خطة العمل ذات الثلاث أعوام والتي تم الاتفاق عليها بين الجانبين والتي تتضمن تعزيز الحوار وتبادل الخبرات في قضايا المناخ وإنتاج الأصناف النباتية المتحملة للملوحة والجفاف.

وشدد الوزير الصيني إلى أهمية تبني التقنيات الحديثة المرشدة للمياه والزراعة العضوية والحيوية والابتكار الزراعي ومكافحة الآفات والأمراض النباتية باستخدام المبيدات الحيوية الصديقة للبيئة والتحول الرقمي والاستزراع السمكي وصحة التربة وإدارتها، بالإضافة إلى تبادل الخبرات بشأن تبني زراعة الأرز الهجين والذرة وفول الصويا والتعاون في مجال الإنتاج الحيواني والميكنة الزراعية والتدريب وبناء القدرات وإنشاء لجنة فنية زراعية مشتركة.

وفي نهاية اللقاء، تم التوقيع على خطة العمل ذات الثلاثة أعوام في الفترة من 2023-2025 للتعاون في مجال الأنشطة الزراعية المختلفة.