انهيار سعر البصل فى كفرالشيخ.. والمزارعون يستغيثون

انهيار سعر البصل فى كفرالشيخ.. والمزارعون يستغيثون

استغاث عدد من مزارعى ومصدرى البصل فى محافظة كفرالشيخ من كساد محصول البصل وتراجع أسعاره بشكل كبير حتى وصل لأدنى مستوى له منذ سنوات بسبب ما ذكروه عن وقف عمليات التصدير، وطالبوا بالتدخل لتسعير البصل بسعر عادل وتسهيل التصدير للدول المختلفة.

وقال أحمد قورة، أحد مصدرى محصول البصل بالمحافظة، إن كفرالشيخ من أكبر المحافظات المنتجة للبصل بأفخر أنواعه وتقوم بتصديره للعديد من بلدان الخليج العربى، مثل السعودية، والإمارات، والكويت، إضافة لليبيا وغيرها، ولها سمعتها العالمية فى هذا المجال، إلا أن السوق شهدت هذا العام ركودًا كبيرًا فى عملية تسويق وتصدير البصل مقارنة بالعام الماضى، عندما وصل سعره وقتها لأكثر من 60 جنيهًا للكيلو الواحد، بينما بلغ سعره هذا العام 5 جنيهات فقط لأفضل أنواع البصل.

وأرجع «قورة» ذلك لتوقف عملية التصدير للدول العربية، خاصة المملكة العربية السعودية، التى كانت تستقبل 90% من البصل الذى يتم تصديره، ولكنها أوقفت أذون استيراد البصل منذ شهر.

وقال: «لنا بضاعة بالموانئ السعودية حوالى 2500 طن بصل من أجود الأنواع، ولم يُسمح بدخولها بسبب انتهاء مدة أذون الاستيراد، وتلك الكمية مهددة بالتلف هناك بسبب ارتفاع درجات الحرارة».

وتابع: «مصدرو البصل حاليًا فى أزمة كبيرة جدًا، ومهددون بالتعرض لخسائر كبيرة بسبب توقف عملية التصدير، وأطنان البصل تم تغطيتها بالقش ومهددة بالتلف، كما أن عملية تصدير البصل كانت موردًا كبيرًا لتزويد مصر بالعملة الصعبة».

وقال إبراهيم الشوادفى، مُصدر بصل من كفرالشيخ: «إن مدة أذون الاستيراد للمملكة العربية السعودية 15 يومًا وهى غير كافية لإعداد البصل لتصديره بكافة المراحل، بدءًا من شرائه من المزارعين وتجميعه وفرزه وتعبئته بعد فحصه واستخراج شهادة تحليل متبقيات مبيدات، وشحنها أيضًا، علمًا بأن شحن الحاويات مرتبط بمواعيد، لذلك فمدة 15 يومًا غير كافية لوصول الشحنات للمملكة العربية السعودية.

وبسبب ذلك تصل الحاويات إلى السعودية بعد انتهاء مدة الإذن ولا يسمح لها بدخول الأراضى السعودية، ويوجد حاليًا بميناء جدة أكثر من 95 حاوية محملة بصل من أجود الأنواع لـ30 شركة تصدير مصرية، وتلك الشركات مهددة بدفع غرامات للخطوط الملاحية، ودفع أرضيات وثمن كهرباء لميناء جدة، وفى حالة تلف البصل هناك سيتكبد المصدر المصرى خسائر فادحة لأن المستورد يشترط وصول البضاعة إليه بحالة جيدة، لذلك فعشرات التريلات تم تجريجها بمفارش البصل بالمحافظه، وتوقف آلاف العمال فى هذا المجال على مستوى الجمهورية عن العمل.

حيث توقفت محطات تعبئة البصل، إضافة لأن أسعار شحن الحاويات ازدادت 3 أضعاف عن العام الماضى، حيث بلغ النولون البحرى للمملكة السعودية عن طريق أى من الموانئ المصرية 2100 دولار وكان لا يتعدى 800 دولار العام الماضى فى الحاوية الواحدة 40 قدمًا، إضافة إلى عدم وجود عبارات كافية من ميناء سفاجا لميناء ضبا السعودى، فكان العام الماضى يوجد بالخدمة 4 عبارات تعمل بانتظام فى نقل البضائع، أما هذا العام فهناك عبارتان فقط فى الخدمة.

وقال أحمد مبروك، مزارع بصل، إنه زرع هذا العام 10 أفدنة بصل أحمر بتكلفة إيجار للفدان الواحد 45 ألف جنيه، بخلاف المبيدات، والشتلة، وإعداد وتجهيز الأرض للزراعة، والحصاد بإجمالى تكلفه أكثر من 75 ألف جنيه للفدان الواحد من البصل، وحاليًا وبسبب الانخفاض الشديد فى سعره لم يتم حصاد المحصول وهو بالأرض ومهدد بالتلف لأن عملية الحصاد والبيع لن تسدد قيمة ما تم صرفه عليه».

من جانبه، أكد الدكتور ناجح غربية، وكيل وزارة الزراعة بكفرالشيخ، أن المحافظة من أكبر الأماكن المنتجة للبصل، ولم ترد أى شكاوى أو مشاكل خلال هذا الموسم بخصوص محصول البصل.

وأكد جمال أبوزيد، عضو مجلس إدارة الجمعية العامة لمصدرى البصل والثوم، أن عملية تصدير البصل متوقفة حاليًا بصفة مؤقتة، لأن سعر البصل ارتفع فى الفترة السابقة ارتفاعًا غير مبرر على حساب المواطن الغلبان، وأن سياسة الدولة تتجه لتخفيض الأسعار، مشيرًا إلى أن بعض المحتكرين هم سبب تلك الأزمة، وأن إيقاف عملية التصدير للبصل حاليًا ضبط الميزان، لأن البصل كان فى طريقه للارتفاع الجنونى، ولذلك تم إيقاف التصدير لفترة محدودة، ودولة مثل ليبيا لم يتم إغلاق باب التصدير إليها حتى الآن.