نقلت الدكتورة منى محرز، نائب وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، تحيات الدكتور عز الدين ابو ستيت وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، للحاضرين بورشة العمل الخاصة بمناقشة نتائج دراسة سلسلة القيمة المضافة لنخيل التمر، والتى اعدتها المنظمة العربية للتنمية الزراعية بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "فاو".
جاء ذلك خلال كلمتها الافتتاحية فى ورشة العمل والتى عقدت برعاية وزير الزراعة، بحضور البروفيسور إبراهيم الدخيرى المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الزراعية، والدكتور عبد السلام ولد أحمد المدير العام المساعد لمنظمة الاغذية والزراعة والممثل الإقليمي لمنطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، والدكتور كامل مصطفى السيد رئيس مكتب المنظمة العربية بالإقليم الأوسط العربى، فضلا عن ممثلى الدول العربية أعضاء المنظمة.
وأشارت محرز الي أن نخيل التمر يعد من أقدم نباتات الفاكهة المزروعة في العالم، والذي يتم إنتاجه بشكل رئيسي في المناطق الصحراوية في العالم وخاصة المنطقة العربية مثل دول المغرب العربي ووادي النيل والمشرق ودول مجلس التعاون الخليجي، لافتة الى أنه يعد محصولا هاماً من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في المنطقة العربية، والمصدر الرئيسي للدخل والعمالة.
وأوضحت نائب وزير الزراعة ، أن التمر هو من بين الأغذية الرئيسية المستقرة للسكان المحليين في العديد من البلدان التي يزرعون فيها ، خاصة في الواحات الصحراوية، نظرا لتميز النخيل بعمرها الاقتصادي الإنتاجي الطويل لأكثر من 50 عامًا، وقدرتها على التكيف مع البيئة القاسية والتسامح مع درجات الحرارة المرتفعة والملوحة والجفاف وغير ذلك من الظروف القاحلة الشديدة.
وأشارت محرز الي أنه في عام 2016 ، سجلت المساحة المزروعة من نخيل التمر في المنطقة العربية حوالي 1.014 مليون هكتار والتي كانت تمثل 75٪ من المساحة العالمية، وكان الإنتاج العربي 6.55 مليون طن أي ما يعادل 77٪ من الإنتاج العالمي( 8.460 مليون طن ) وفقا للبيانات الصادرة عن منظمة الأغذية والزراعة، لافتة الى أن إنتاج التمور شهد زيادة سريعة وتحولًا كبيرًا في جميع جوانب الإنتاج وذلك بفضل التقدم في التقنيات الحديثة لاستخدام طبقات المياه الجوفية العميقة ، وطبقة الأنسجة ، وغيرها ، والاهتمام والجهود التي تبذلها الحكومات الوطنية و القطاع الخاص في تطوير قطاعها التمويلي.
وقالت نائب وزير الزراعة أن شجرة نخيل التمر استمرت في لعب دور مهم في التاريخ والثقافة والاجتماعية والاقتصادية في المجتمعات الصحراوية حيث أنه يعطي فوائد وخدمات متعددة للأشخاص والمجتمعات التي يزرع فيها، ويوفر الطعام عالي الطاقة ، والأدوية لبعض الأمراض ، والمأوى وحماية النباتات التى تنمو تحت ظله من الرياح وارتفاع درجة الحرارة، مشيرة الي أنه أيضا يؤمن المدخلات للصناعات الغذائية والحرف اليدوية، ويوفر منتجات ثانوية مفيدة في بناء الهياكل والأسقف من القش وصنع أدوات منزلية.
وأكدت محرز علي أهمية هذه الدراسة والتي تم إعدادها بالتعاون بين منظمة الاغذية والزراعة والمنظمة العربية للتنمية الزراعية لتنسيق السياسات والرؤية المشتركة والمبتكرة التقدمية وتعزيز التعاون والشراكة بين جميع الدول العربية المنتجة للتمور بشأن تطوير الانتاج واستخدام الموارد الطبيعية بكفاءة والتصدير الي دول اوروبا وفتح اسواق جديدة.
وأضافت نائب وزير الزراعة، أن تطوير سلسلة انتاج التمور يحتاج إلى جهود متضافرة ، تقودها المنظمات الإقليمية والدولية المعنية ، من أجل تقديم التمويل اللازم لتطوير نخيل التمر واتخاذ تدابير سريعة للتحول في قطاع التمور على طول سلسلة القيمة ووفقا لمجموعة من التدخلات المقترحة.
وقالت" محرز " إن من اهم المقترحات في هذا الشأن وضع استراتيجيات وخطط وبرامج وطنية وإقليمية شاملة ومتكاملة من أجل تنمية نخيل البلح المستدام وتطوير المؤسسات المطلوبة لصياغة وتنفيذ ورصد هذه الاستراتيجيات والخطط، فضلا عن تعزيز القدرات المؤسسية وقدرات الموارد البشرية ووضع خطط للارشاد والتدريب، كذلك تحسين إدارة الطلب على المياه و تطوير الأصناف التي تستخدم المياه بكفاءة أكبر بالإضافة إلى كونها قابلة للتكيف مع حالات الجفاف والماء المالح والتغير المناخي.
وأشارت نائب الوزير الى أهمية العمل أيضا علي تحسين تداول التمور بعد الحصاد والتسويق والقدرة التنافسية لسلسلة القيمة التمور، فضلا عن تطوير قاعدة بيانات إلكترونية دقيقة ومفصلة لجميع جوانب سلسلة قيمة التمور، ووضع مواصفات وتطبيق معايير الجودة لضمان الجودة العالية للاصناف المحلية، كذلك اجراء البحوث اللازمة والتطوير واعتماد التكنولوجيا المناسبة في الانتاج، اضافة الي دراسة إمكانية إدخال نظام التأمين إلى نخيل التمر في المراحل المختلفة لسلسلة القيمة بما في ذلك الإنتاج والتسويق والمعالجة والتصدير.
وخلال كلمته قال البروفيسور ابراهيم الدخيري المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الزراعية ،إن تلك الدراسة هي جهد مشترك بين المنظمة والفاو، حيث بدأت في الربع الأول من العام الجاري وشارك فيها عدد كبير من المتخصصين والخبراء والمعنيين بقطاع التمور في المنطقة العربية، لافتا الي انه تم اعداد دراسات شملت 14 دولة عربية وتم اقامة حلقات نقاشية موسعة لاستقصاء الآراء في هذا الشأن.
وقال إن الشراكة مع الفاو في هذا الشأن جاءت لإخراج الاطار الاستراتيجي لتطوير قطاع التمور في المنطقة العربية ليكون خارطة طريق للتغيير المنشود في هذا القطاع، لافتا الي انه تم تشكيل تحالف ضم: المنظمة العربية للتنمية الزراعية، والفاو، و جائزة خليفة الدولية للتمور، والمركز الدولي لدراسات المناطق الجافة، و المركز الدولي للزراعات الملحية، لافتا الي انه سيلحق بهذا التخالف كيانات كبرى الفترة المقبلة للمساهمة في النهوض بهذا القطاع.