مع دخول الموسم الشتوى الذى تحتاج فيه الزراعات كميات كبيرة من الأسمدة، يعانى المزارعون نقص الاسمدة خاصة الحصص المقررة فى الجمعيات الزراعية، الأمر الذى بات يهدد بضياع المحاصيل وتعرضها للتلف، ويدفع المزارع لخيارين أحلاهما مر، الأول الذهاب إلى السوق السوداء التى تجاوز سعر الشيكارة الواحدة فيها 300 جنيه، او تبوير الأرض وهو يعتبر من «العار» فى بلاد الريف.
معاناة أدت الى استنزاف موارد المزارعين وتحقيق خسائر كبيرة فى ظل ظروف صعبة، لدرجة ان العديد منهم باتوا معرضين للسجن بسبب الديون المتراكمة عليهم للبنك، فيما اكد مسئولو الزراعة والتعاونيات بالمحافظات اقتراب الانتهاء من منظومة كارت الفلاح، التى ستنهى الأزمة وتضمن وصول الأسمدة المدعمة للفلاح، كما ان المحافظات لا تعانى أى أزمة فى الأسمدة، وتم صرف الحصص المقررة وهى متوافرة بالجمعيات الزراعية.
> ففى سوهاج تشتد الأزمة على الفلاحين كما يقول فيصل فاضل ابو عميرة «مزارع» بمركز أولاد سلامة، لافتا إلى ان مشكلة نقص الأسمدة مستمرة وتتكرر كل عام، ما جعل المزارع يذهب للشراء من السوق السوداء التى تزيد سعر شيكارة السماد بها اكثر من 250 جنيها، علما بان الفدان الواحد يحتاج نحو 6 عبوات بحوالى 1500 جنيه فى الموسم، بخلاف البذور والمبيدات وتكاليف الرى والحرث والحصاد الخ، الذى يصل 8 آلاف جنيه فى العام، يعنى باختصار اصبحت الزراعة الآن تجارة خاسرة بالنسبة للفلاح، وكميات الاسمدة التى تصل الجمعيات الزراعية لا تتعدى 50% من الحصص المقررة للحيازات الزراعية.
وأضاف أحمد حسين القاضى «مزارع» أن جزءا كبيرا من أزمة الأسمدة يتمثل فى توزيع الجمعيات الزراعية فى القرى، الاسمدة على ملاك الاراضى الحائزين وليس للمزارعين الفعليين «المستأجرين»، حيث يقوم الملاك ببيعها فى السوق السوداء، وبالتالى فإن جزءا من حل المشكلة يتمثل فى صرف الاسمدة للمزارعين الحقيقيين «المستأجرين» من خلال الحصر الفعلى على الطبيعة للزراعات.
من جانبها قالت الدكتورة أمل إسماعيل وكيلة وزارة الزراعة بسوهاج، إن المديرية تسلمت حتى الآن نحو 50% من حصة المحافظة البالغة نحو 100 الف طن، وتقوم الجمعيات الزراعية بتوزيعها اولا باول طبقاً للضوابط ودون تمييز بين المزارعين.
كارت الفلاح
> وفى بنى سويف يقول محمود يونس «مزارع» ببنى سويف، ان الفلاح يعانى فى مختلف الزراعات التى يزرعها، فمثلا فدان الذرة يحتاج 4 أجولة سماد ولا تقوم الجمعيات الزراعية إلا بصرف 2 جوال لكل فلاح، ونضطر لشراء الاثنين الآخرين من السوق السوداء بإجمالى 1200 جنيه (بسعر 600 جنيه للجوال)، بالإضافة إلى 700 جنيه سعر جوالى سماد الجمعية (بسعر 350 جنيها للجوال) فيصبح بند الاسمدة فقط 1900 جنيه، أضف إليهما حوالى عشرة آلاف جنيه ثمن إيجار فدان الأرض ومتطلبات الزراعة والحرث فيصبح الإجمالى حوالى 11900 جنيه، مما يزيد من ديونه وفقره.
من جانبه أكد المهندس مصطفى راشد مدير عام مديرية الزراعة ببنى سويف، أن المديرية انتهت من مراجعة وتسليم 137 ألف استمارة لمساحة 177 ألف فدان، وذلك لصدور كارت الفلاح وتوزيعه على الفلاحين بالمحافظة فى الفترة القادمة ضمن المنظومة الجديدة، حيث يقوم (كارت الفلاح) بعملية ضبط ودعم الفلاح فى صرف الأسمدة والرقابة على توزيعها، وضمان وصول الدعم لمستحقيه وحصول الفلاح على أى معلومة إرشادية مما يحقق عدالة اجتماعية للفلاحين وضمان الحصول على حقوقهم.
ضبط الأسعار
الوضع مختلف فى الدقهلية، فلا توجد مشكلة فى المعروض من الأسمدة، ولكن الأزمة فى أسعارها فى السوق السوداء التى يضطر الفلاح إلى التعامل معها لتلبية احتياجاته، كما يقول نسيم البلاسى نقيب الفلاحين بالمحافظة، إن شيكارة السماد فى الجمعية الزراعية سعرها 180 جنيها لكنها فى السوق السوداء وصلت إلى 300 جنيه وهو ما يرهق الفلاح ولا يشعره بدعم الدولة له خاصة مع دخول موسم زراعة القمح الشهر القادم . ويضيف البلاسى أن الأسمدة تتسرب إلى السوق السوداء وينتاب المزراعين الخوف من زيادة الأسعار مستقبلا، مطالبا بضبط الأسعار ودعم الفلاح.
من جانبه أعلن المهندس محمد السيد عبد الله وكيل وزارة الزراعة بالدقهلية، أن المديرية تقوم حاليا بتسجيل استمارات كارت الفلاح لصرف الأسمدة والتسهيل عليه، وأنها أنجزت 310 آلاف إستمارة حتى الآن، مشيدا بكارت الفلاح وهو عبارة عن استمارة كبطاقة التموين فيها كل بيانات الفلاح ومن خلالها يتم صرف الاسمدة.
> وفى كفر الشيخ طالب على رجب نصار نقيب الفلاحين بكفر الشيخ، بضرورة زيادة الكميات المنصرفة من الأسمدة لكل فدان لوقف معاناة المزارعين، مشيرا الى أن تقارير البحوث الزراعية الخاصة بفحص التربة بالمحافظة قديمة ولم يتم تحليلها هذا العام حتى تصرف الحكومة هذه الكمية غير المناسبة من الأسمدة للفدان الواحد، مما أدى الى رواج تجارة الأسمدة فى السوق السوداء.
من جانبه أكد المهندس حسام النجار مدير الزراعة بكفر الشيخ، أن المحافظة لا تعانى من أى أزمة فى الأسمدة، وانه تم صرف الحصص المقررة للبنجر بالعروة الأولى بواقع 2 شيكارة يوريا وأخرى نترات، وهى الكميات التى أقرتها الوزارة للفدان طبقا لتقارير البحوث الزراعية بعد فحص التربة، مشيرا الى توافر الأسمدة بالجمعيات الزراعية لجميع الزراعات الشتوية، ولكن نحن لا نستطيع زيادة الكميات المقررة لأى فدان إلا بعد صدور قرارات من الوزارة بذلك.
مشكلة أسيوط
> وفى أسيوط يقول أشرف سعيد «فلاح»، رغم بدء الموسم الشتوى وقيامنا بتخضير الارض لم نتسلم من الجمعية سوى جزء صغير من حصتنا.
واكد المهندس إبراهيم سرور وكيل وزارة الزراعة بأسيوط، أن المحافظة تسلمت نحو 17% من الحصة الشتوية المقررة والتى تقدر بنحو 57 ألفا و260 طنا، وهناك شبه استقرار فى المراكز الشمالية بأسيوط، أما المشكلة فتكمن فى المراكز الجنوبية، والتى وصلتها بنسبة 10 %، بينما لم تزد فى البدارى على 5% نظرا لصعوبات النقل والكميات الواردة إلينا من المصانع، مؤكدا أن هناك جهودا مبذولة لسرعة توريد باقى الكميات، مؤكدا أننا ملتزمون بمقررات معلنة من الجهات البحثية ومركز البحوث ومعتمدة من الوزارة.
تضاعف أسعار المدخلات
> وفى الاسماعيلية يشير محمد ابراهيم «مزارع»، الى رأى مخالف وهو، أن السوق السوداء ستظل موجودة مادامت هناك فروق فى أسعار الشيكارة الواحدة بين سعر الجمعية وسعر السوق الخارجية، والتى تصل فى بعض الأحيان الى 100 جنيه، ويوضح أن شيكارة السماد فى الجميعة تباع بمبلغ 160 جنيها بينما فى الخارج تباع بمبلغ يصل الى 300 جنيه.
وفى المنوفية أكد الدكتور حمدى السيد جامع مدير مديرية الزراعة، أنه تم الانتهاء من توزيع 79 طن يوريا و150 طن نترات خلال هذا الشهر، وان أرصدة الأسمدة متوافرة بالجمعيات الزراعية والتى بلغت 12472 طن يوريا و4949 طن نترات، موضحا أن إجمالى عدد الحائزين بزمام محافظة المنوفية 424310 حائزين وماتم تسجيله على منظومة كارت الفلاح 257862 حائزا بنسبة 61% تقريبا.