إقبال على «زيت الزيتون» رغم ارتفاع أسعاره

Idea Icon

الملخص المفيد

شهد زيت الزيتون ارتفاعا ملحوظا فى الأسواق، خاصة فى مطروح وسيناء، وأرجع خبراء وتجار ارتفاع الأسعار إلى عدة عوامل، منها زيادة الإقبال عليه ودخول المنتج فى العديد من الصناعات، فضلا عن التأثر بالأسعار العالمية.

إقبال على «زيت الزيتون» رغم ارتفاع أسعاره

شهد زيت الزيتون ارتفاعا ملحوظا فى الأسواق، خاصة فى مطروح وسيناء، وأرجع خبراء وتجار ارتفاع الأسعار إلى عدة عوامل، منها زيادة الإقبال عليه ودخول المنتج فى العديد من الصناعات، فضلا عن التأثر بالأسعار العالمية.


وارتفعت أسعار زيت الزيتون فى مطروح وسيوة، وتراوح سعر الأنواع الشعبية بين ٤٠٠ و٤٥٠ جنيهاً للكيلو جرام، فى حين بلغ سعر الزيوت المعتمدة والحائزة على شهادات جودة إلى ما بين ٥٠٠ و٥٥٠ جنيهاً.


وشهدت أسواق المحافظة إقبالاً كبيراً على زيوت مطروح وسيوة المعبأة بعلامات تجارية معروفة، وقال أحد التجار: «الطلب على العبوات الموثقة يتزايد يومياً، رغم ارتفاع سعرها، لأن المستهلك يثق فى أنها بكر وذات نقاء عالٍ (حموضة أقل من ٠.٨٪).»


وأرجع خبراء الزراعة الإقبال الكبير على شراء محصول الزيتون بسبب المناخ الملائم لزراعة المحصول والتربة الغنية بالمعادن، اللذين يمنحان زيت الزيتون لونا ذهبياً وقواماً كثيفاً، فضلاً على أنه غنى بالبوليفينولات والأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة.


من جانبه، أوضح المهندس على عبد الرحمن، خبير زراعى، أن «زيت مطروح وسيوة المستخلص الطازج البكر يحتوى على أعلى نسب مضادات الأكسدة، وهو ما يدعم المناعة ويُعين على خفض الكوليسترول الضار»، ولفت إلى أن الطلب المتصاعد ينعش دخل المزارعين ويحفزهم على زيادة مساحات بساتينهم، وأشار إلى أن الأنواع الشعبية المعبأة محلياً فى عبوات بسيطة هى الأكثر إقبالاً من الأسر محدودة الميزانية على الرغم من أنه أقل نقاءً من الزيوت المعتمدة.


وفى شمال سيناء، شهدت الأسواق على شراء زيت الزيتون إقبالا كبيراً، خاصة من الزائرين والتجار، حيث ينال زيت الزيتون السيناوى شهرة كبيرة فى مختلف محافظات الجمهورية ويطلق عليه «الذهب السائل»، حيث إن استخداماته متعددة، من بينها فى إعداد الطعام والطبخ والقلى والعلاج، وفى مختلف الحياة اليومية.


وترتفع أسعار زيت الزيتون لعدة أسباب، على رأسها ارتفاع أسعار الزيتون وارتفاع أسعار النقل والعصر والعمالة والظروف المناخية وتكلفة الزراعة والأسمدة وغيرها.


وقال زياد محمد أبو عيطة، صاحب شركة لبيع وإنتاج زيت الزيتون، إن أسعار زيت الزيتون انخفضت قليلاً مقارنة ببداية الموسم، نظرا لتوقف تصدير زيت الزيتون خارج البلاد، حيث يتراوح سعر الجركن ١٦ كيلو درجة أولى إكسترا ما بين ٥ آلاف إلى ٥٥٠٠ جنيه، لدرجة حموضته التى تصل إلى أقل من ٠.٨٪، بينما يبلغ سعر الجركن الدرجة الثانية من ٤٣٠٠ إلى ٤٧٠٠ جنيه بدرجة حموضة من ٠.٩٪ إلى ٢٪، حيث إن الفارق بين الدرجة الأولى والثانية يتراوح من ٢٠٠ إلى ٣٠٠ جنيه.


وأضاف أبو عيطة أن الدرجة الثالثة تستخدم فى عدد من الصناعات، مثل صناعة الصابون، ولا يدخل فى الأكل لأنه غير صحى، وأوضح أن ارتفاع أسعار زيت الزيتون لعدد من الأسباب، منها سعر كيلو الزيتون والذى يتراوح من ٥٠ إلى ٦٠ جنيها، واللتر الواحد زيت يحتاج من ٨ إلى ١٠ كيلو من الزيتون، بخلاف ارتفاع عمليات النقل والعصر والعمالة، كل ذلك يؤدى إلى ارتفاع أسعار زيت الزيتون.


وأرجع على البياضى، مزارع، ارتفاع أسعار زيت الزيتون إلى طريقة الرى ونوع المياه ونوع التربة والعناية وتوقيت الحصاد والعصر، حيث إن هذه الأشياء مهمة لجودة الزيت، لافتا إلى أن أفضل زيت زيتون بالترتيب يكون فى رفح، ثم العريش، ثم بئر العبد.


وقال حسن على، مزارع، إن أغلى أنواع زيت الزيتون الثمار التى ارتوت على الأمطار، حيث تتمتع بخصوصية ونكهة خاصة، ويأتى على رأسها أشجار الزيتون التى تتم زراعتها فى منطقة القسيمة بوسط سيناء، لافتاً إلى أن زيت الزيتون السيناوى من أجود الأنواع.


وأرجع المهندس محمد شاهين، ويعمل بأحد مصانع الزيوت الطبية بـ٦ أكتوبر، ارتفاع أسعار زيت الزيتون إلى عدة عوامل، منها تغير المناخ والجفاف الشديد الذى أثر على إنتاج الزيتون فى الدول الكبرى المنتجة مثل إسبانيا (-٥٦٪)، وإيطاليا (-٢٧٪)، والبرتغال (-٣٩٪)، مما أدى إلى نقص المعروض وارتفاع الأسعار إلى مستويات قياسية، كما أن موجات الحر الطويلة وقلة الأمطار فى جنوب أوروبا أضرت بالمحاصيل، مما زاد من ندرة الزيتون ورفع الأسعار، بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج وأسعار الفائدة على القروض التى أثرت على السيولة فى السوق.


وقال الدكتور عبداللاه سيد حسين، عميد زراعة بنى سويف، إن ارتفاع أسعار زيت الزيتون فى الأسواق على الرغم أن مصر من أكبر دول العالم فى إنتاج الزيتون، إلا أن معظم الاستهلاك يعتمد على الاستيراد بنسبة تصل إلى ٩٥٪، مما يؤدى إلى تذبذب الأسعار بسبب العرض والطلب، فضلا عن تصدير الزيتون الخام وعدم وجود شركات تعبئة محلية معروفة، ما يحد من تنافسية المنتج المصرى فى الأسواق العالمية، بالإضافة إلى ارتفاع تكلفة إنتاج زيت الزيتون مقارنة بالزيوت النباتية الأخرى يجعل سعره مرتفعًا، مما يقلل من استهلاكه على نطاق واسع فى مصر، حيث يفضل المستهلكون زيوتا أرخص مثل زيت النخيل والصويا.